زواج الأقارب ليس السبب الوحيد وراء هذه المشكلة الصحية

يُعتبر زواج الأقارب ظاهرةً شائعةً جدًا في الشرق الأوسط. ووفقًا للدراسات، هناك علاقةٌ قوية بين زواج الأقارب والإصابة بالصرع. وكشفت الدراسات السكانية عن زيادة معدل الإصابة العائلي بالصرع بين الأقارب من الدرجة الأولى وإلى مستوى أقل بين الأقارب من الدرجة الثانية.
 
ويكون الصرع أكثر شيوعًا في العقد الأول من العمر. ومع ذلك، فقد يُصاب البالغون أيضًا بالصرع، ويرجع ذلك غالبًا إلى الإصابات في الدماغ والأورام والإلتهابات على سبيل المثال. ولدى الأطفال المرضى، أحيانًا ما يحدث الصرع نتيجةً لتشوه في الدماغ.
 
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور ديباك لاتشواني من مركز علاج الصرع في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي أنه عادةً ما يتم التعرف على الصرع عندما يصاب المريض بتشنجات غير مبرَرة، تتسم بنوبات كبرى أو نوبات دقيقة من الإرتباك أو فقدان الوعي مع أو دون حركات لا إرادية. وقد يكون ذلك تشخيصًا أساسيًا أو ثانويًا ناتجًا عن مجموعة من الحالات الدماغية.
 
ولحسن الحظ فإن العوامل التي تسبَب الصرع أحيانًا ما يمكن الوقاية منها أو تعديلها على الأقل. وهناك حالاتٌ كبيرة من الزيجات داخل الأسرة في بلدان الشرق الأوسط؛ وهو يندرج في حد ذاته ضمن عوامل الخطر للإصابة بالصرع. 
 
وعلى الرغم من وجود علاج فعال لمعظم المرضى الذين يعانون من الصرع، فإنه كثيرًا ما تكون الإستفادة من هذه الموارد محدودة، كما لا يحظى أغلب هؤلاء المرضى بعلاج كافٍ وملائم بسبب محدودية الموارد الصحية، وعدم تحديد الأولويات، والثغرات في السياسات الصحية المحلية. 
 
وطبقًا لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، فإن 70% من الأشخاص الذين يعانون من الصرع يمكن أن يعيشوا حياة منتجة وخالية من النوبات، إذا تم تزويدهم ببرنامج علاجي مناسب. ومع ذلك، فإن الصرع يُلحق ضررًا جسيمًا من الناحية المالية والعاطفية بالأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة المرضية، كما أنه يحمل تأثيرًا كبيرًا على العائلات ومقدمي الرعاية الطبية. وسيكون العلاج المناسب عاملاً أساسيًا يمكّن الأفراد من مواكبة الفرص المتاحة وتحقيق الإنتاجية.