في اليوم العالمي لالتهاب الكبد .. تعرفي إلى أنواع وطرق علاج هذا المرض

‏الكبد من أهم الأجهزة الموجودة في الجسم، ‏وهو عضو مختص في التخلص من السموم بالجسم عن طريق الدم. وكغيره من أعضاء الجسم، فإن الكبد ليس بمنأى عن مشاكل وأمراض تصيبه وتُلحق به الضرر الذي يتفاوت بين الخفيف والشديد.

وهناك مجموعة من الأمراض التي تصيب الكبد، منها سرطان الكبد، تليف الكبد، وأبرزها إلتهابات الكبد التي إما أن تكون فيروسية أو وبائية، والتي يحتفل العالم بها يوم 28 يوليو من كل عام للتوعية بمخاطرها وسبل الوقاية منها.

وللحديث أكثر عن أنواع التهابات الكبد وطرق علاجها، كان لنا هذه المقابلة مع الدكتور هشام السيد جاد أخصائي الطب الباطني في المستشفى الدولي الحديث بدبي للإضاءة على هذا المرض الخطير.

التهابات الكبد قد تسبب الوفاة في بعض الحالات
التهابات الكبد قد تسبب الوفاة في بعض الحالات

إلتهابات الكبد الفيروسية

وفقاً للدكتور هشام، فإن التحليل الذي ينتج عن التصوير بالموجات فوق الصوتية ويُظهر وجود دهون على الكبد أو تشمع في الكبد لا يعني بالضرورة وجود خطر على صحته. لكن السبب في ذلك قد يكون مردة إلى زيادة الأكل أو زيادة الوزن.

لذا يلجأ مختصو الطب الباطني ومنهم الدكتور هشام لإجراء تحاليل شاملة لوظائف الكبد للتأكد من وجود أمر خطير أم لا.

ويعاني الكبد من أمراض عدة منها تليف الكبد أو بعض الأورام. ومن ضمن مشاكل الكبد والخطيرة، إلتهابات الكبد الفيروسية ومنها إلتهاب الكبد الوبائي أ، وهو عبارة عن نزلات معوية وإسهال واختلاف بدرجات الحرارة وخلل في إنزيمات الكبد وارتفاعه عن المستوى الطبيعي عن 55، إذ أنه وفي بعض الأحيان قد يصل مستوى هذه الإنزيمات إلى 1000 فما فوق.

وهو الحد الذي قد يتسبب بالوفاة، لكن من فضل الله علينا أن الإنسان يُصاب به مرة واحدة فقط في حياته.

وهناك أيضاً إلتهاب الكبد الوبائي ب والتهاب الكبد الوبائي سي، الأول يحدث جراء عمليات نقل الدم واستخدام أدوات وأجهزة غير مُعقمة بشكل صحيح خاصة عند أطباء الأسنان. والثاني يحدث عن طريق الإتصال الجنسي.

كيفية التعامل مع التهاب الكبد الوبائي

يؤكد الدكتور هشام على أهمية التشخيص الدقيق لمعرفة كيفية التعامل مع حالات التهاب الكبد الوبائي وتحديد نوعه بغية تحديد العلاج المناسب.

فالتهاب الكبد الوبائي سي يُعد من الحالات التي يتم معالجتها عادة، وليس له لقاح خاص به. أما التهاب الكبد الوبائي ب فله لقاح متوفر، وله علاج وهو أقل انتشاراً من التهاب الكبد الوبائي سي.

لا لقاح لالتهاب الكبد سي لكنه بالامكان علاجه
لا لقاح لالتهاب الكبد سي لكنه بالامكان علاجه

ما هي التهابات الكبد الأخرى

هناك التهابات أخرى يتعرض لها الكبد، وتكون مرتبطة بأمراض أخرى مثل البلهارسيا أو امراض متعلقة بالدم. وهي التهابات يحدث فيها تليفات وتحتاج فترات طويلة للعلاج.

ويُظهر الفحص والتشخيص أيضاً إصابة المرء بتليفات الكبد، التي تحدث بشكل رئيسي بسبب الإفراط في تناول الكحوليات. كما أن الإكثار من تناول مسكنات الباراسيتامول لخفض الحرارة قد تؤدي إلى تسممات خاصة في الكبد.

ينصح الدكتور هشام بضرورة المتابعة مع الطبيب وإجراء التصوير بالسونار وعمل تحليل للكبد في حال وجود شبهة لأي من هذه المشاكل خاصة بين الشباب الذين قد يشهدون ارتفاعاً شديداً في أنزيمات الكبد بسبب إفراطهم في تناول مشروبات الطاقة.

والعلاج يكون وقائياً في بعض الحالات، بحيث يُطلب من المريض تقليل استخدام الأدوية المُسببة لتسمم الكبد، إضافة إلى أدوية خاصة يصفها الطبيب والأدوية العشبية والمُنشطة لوظئاف الكبد والتي يجب تناولها بانتظام لفترة معينة يحددها الطبيب.

مساعي حثيثة للقضاء على التهاب الكبد في السنوات القادمة

يُعد اليوم العالمي لالتهاب الكبد وسيلة ناجعة وضرورية للتوعية من هذا المرض الخطير الذي قد يُسبب أمراضاُ أخرى مثل سرطان الكبد، بحسب ما جاء في تصريح منظمة الصحة العالمية أثناء احتفالها بهذا اليوم.

وأشارت المنظمة إلى مواجهة العالم حالياً لتفشي جديد لعدوى التهاب الكبد الحاد غير المبررة بين الأطفال، مؤكدة على تعاونها مع كافة الأطباء والعلماء وواضعي السياسات في البلدان المتضررة من هذا التفشي في محاولة لفهم سبب هذه العدوى التي لا يبدو أنها تنتمي لأي من أنواع فيروسات الكبد الخمسة المعروفة، وهي أ، ب، سي، دال وإي.

وتتركز العدوى الجديدة لدى الألاف من حالات عدوى التهاب الكبد الفيروسي الحادة التي تُعد شائعة بين الأطفال والمراهقين والبالغين كل عام، ومعظم هذه الحالات ثسبب مرضاً خفيفاً لا يسهل اكتشافه، لكنه قد يؤدي إلى مضاعفات قاتلة في بعض الحالات بحسب ما جاء على موقع "اليوم السابع". وبحسب تقديرات المنظمة الأممية، فقد حصلت قرابة 78 ألف حالة وفاة في جميع أنحاء العالم في العام 2019 بسبب مضاعفات عدوى التهاب الكبد أ إلى إي.

وتتكاثف الجهود العالمية للقضاء على عدوى التهاب الكبد سي وب ود التي وعلى عكس التهاب الكبد الفيروسي الحاد، فإنها تسبب التهاب الكبد المزمن الذي يستمر لعدة عقود ويبلغ ذورته بالتسبب بأكثر من مليون وفاة سنوياً جراء تليف الكبد وسرطان الكبد. وهذه الأنواع الثلاثة مسؤولة عن أكثر من 95% من وفيات التهاب الكبد.

وتهدف المنظمة بحلول العام 2030 لتحقيق الأهداف التالية:

  • تقليل الإصابات الجديدة بالتهابات الكبد ب وسي بنسبة 90%.
  • تقليل الوفيات المرتبطة بالتهاب الكبد بسبب تليف الكبد والسرطان بنسبة 65%.
  • التأكد من تشخيص ما لا يقل عن 90% من المصابين بفيروس التهاب الكبد ب وسي، فيما يتلقى 80% على الأقل من المؤهلين العلاج المناسب.