خرافات حول جدري القرود وهكذا نحمي أنفسنا منه

تعيش الخرافات بيننا منذ آلاف السنين وحتى اليوم، على الرغم من تطور العلم والتقدم التكنولوجي الذي يشهده عصرنا الحديث على كافة الصعد. إذ تبقى شريحة كبيرة من الناس مؤمنة بالخرافات التي تعكسها على كل شيء تعيشه أو تختبره في حياتها، القديم منها والجديد.

وتلاحق الخرافات المسائل الصحية والطبية كذلك الأمر، حتى تلك المستجدة منها مثل جدري القرود في الوقت الحالي وقبله جائحة كوفيد-19.

إذ أنه ومنذ ظهور المرض الجديد مطلع الشهر الحالي، بدأت الخرافات تُحاك حوله، وكثير من الناس صدقها وكذَب ما يقوله الطب عنها. ما جعل نسبة كبيرة من الناس يعيشون حالة من الخوف والتوجس من احتمال حدوث جائحة جديدة بعد كورونا، تحصد الملايين من الإصابات والوفيات حول العالم.

لذا تحرص منظمة الصحة العالمية وغيرها من المؤسسات الطبية الحكومية والخاصة، على دحض هذه الخرافات وتوضيح الصورة الحقيقية لمرض جدري القرود، كي يتسنى للناس معرفة ما عليهم فعله في حال الإشتباه بالإصابة بالمرض.

وحرصاً منا في موقع "هي" على تقديم المعلومات الطبية الصحيحة المدعومة بآراء مختصين وتصريحات مؤسسات معروفة مثل منظمة الصحة العالمية، اخترنا في موضوعنا اليوم الإضاءة على الخرافات التي باتت تلاحق جدري القرود وكيفية تكذيبها.

النظافة الشخصية افضل طرق الوقاية من جدري القرود
النظافة الشخصية افضل طرق الوقاية من جدري القرود

خرافات حول جدري القرود

لا بد دوماً من معرفة المعلومات الصحيحة حول أي مرض أو فيروس جديد كان أم قديماً، من مصادر موثوقة.

ونظراً لكثرة التساؤلات والشكوك المحيطة بمرض جدري القرود، خصوصاً على مواقع التواصل الإجتماعي، حدد موقع Well and Good وهو موقع مختص بالشؤون الطبية والصحية ستة من الخرافات الرائجة حول فيروس جدري القرود. وهي التالية كما أوردها موقع "سكاي نيوز عربية":

  1. جدري القرود هو فيروس جديد: معلومة خاطئة تماماً، فقد تم رصد هذا الفيروس قبل عشرات السنين وهو خاضع لعشرات الأبحاث بحسب ما صرح جوزيف أوسموندسون، عالم الأحياء الجزيئية وأستاذ مساعد لعلم الأحياء في جامعة نيويورك.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض جدري القرود تم الكشف عنه بين البشر في العام 1970 في جمهورية الكونغو الديمقراطية لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استُؤصِل منها الجدري عام 1968.

  1. جدري القرود ينتقل عن طريق الإتصال الجنسي: خرافة أخرى يدحضها الجسم الطبي قائلاً أنه ليس من الأمراض المنقولة بالإتصال الجنسي. وقد يحدث انتقال المرضجراء الإتصال الوثيق مع شخص مصاب، سواء بالإتصال الجنسي أو إمساك اليدين أو اللمس أو العناق أو التقبيل.
  2. جدري القرود يصيب المثليين وثنائيي الجنس فقط: معلومة صحيحة نوعاً ما، إذ تم تشخيص إصابة بعض الرجال المثليين بالمرض، لكن ليسوا كلهم كذلك. بدورها، أشارت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إن نسبة ملحوظة من الحالات الأخيرة المرصودة في بريطانيا وأوروبا تخص "الرجال المثليين وثنائيي الجنس".
  3. جدري القرود هو النسخة المقبلة لكوفيد-19: على الرغم من إثارته القلق نوعً ما منذ ظهوره بداية شهر مايو الحالي، إلا أن جدري القرود مرض مختلف تماماً عن فيروس كورونا المستجد الذي ظهر أواخر العام 2019. وبحسب الخبراء، لا يُعد جدري القرود مرضاً تنفسياً، كما أنه أقل قابلية للإنتقال من كورونا، إذ يبلغ متوسط عدد الأشخاص الذين سيصابون بالفيروس من شخص مصاب، ما بين واحد إلى اثنين.
  4. جدري القرود ينتشر في الدول الإفريقية فقط: خرافة أخرى غير صحيحة، بدليل تسجيل عدد من الإصابات في بعض دول العالم سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة أو آسيا. ويقول الخبراء إن أي شخص، كيفما كان عرقه أو لونه، معرض للإصابة بجدري القرود.
  5. عدم القلق بشأن جدري القرود: هو التعبير الذي أبداه بعض مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي، كونه لا يشبه فيروس كورونا. وفي هذا الصدد، قال موقع Well and Good: "لا بأس في بعض القلق بشأن هذه الحالات وعودة ظهورها. إن البقاء على اطلاع بالحالات الجديدة ومعرفة طبيعة انتشارها وأكثر المجتمعات تأثراً هو أفضل طريقة لحماية نفسك وأسرتك".

إذن، كيف نحمي أنفسنا من جدري القرود

هو السؤال الذي أجابت عليهالدكتورة روحيل بودياني، طبيبة أسرة من عيادةكورنرستون  Cornerstone Clinicفي مقابلة حصرية مع موقع "هي".

وبحسب الدكتورة بودياني، يمكن الوقاية من الإصابة بفيروس جدري القرود الإجراءات التالية:

خرافات حول كيفية انتقال جدري القرود والتعامل معه
خرافات حول كيفية انتقال جدري القرود والتعامل معه
  • عزل المرضى المصابين عن الآخرين المُعرضين لخطر العدوى.
  • اتباع إرشادات النظافة الجيدة لليدين بعد ملامسة الحيوانات أو البشر المصابين. على سبيل المثال، غسل اليدين بالماء والصابون أو استخدام معقم اليدين المعتمد على الكحول.
  • تجنب ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تأوي الفيروس (بما في ذلك الحيوانات المريضة أو التي تم العثور عليها ميتة في المناطق التي يحدث فيها جدري القرود).
  • تجنب الإتصال المباشر مع أية مواد، مثل الفراش أو الغسيل، التي كانت على اتصال مع حيوان أو مريض. (ويمكن التخلص من فيروس جدري القرود في غسالة عادية تحتوي على ماء دافئ ومنظف).
  • استخدم معدات الوقاية الشخصية المناسبة (PPE) عند رعاية المرضى، والتي تشمل الرداء الطبي، والقفازات، وجهاز التنفس الصناعي، وحماية العين.

بدورها، شملت التوصيات الصادرة عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، النصائح التي قدمتها لنا الدكتورة بودياني، مع تأكيد إضافي على ضرورة تجنب الإتصال المباشر مع الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم مؤخرا بالفيروس، أو أولئك الذين قد يكونون مصابين. وضرورة تناول اللحوم المطبوخة جيداً والإبتعاد عن اللحوم النيئة قدر الإمكان، وتنظيف الأسطح والمواد المختلفة والتي يمكن أن ينتقل جدري القرود عبرها.

وبحسب أطباء وخبراء في مجال الصحة، فإن جدري القرود "مستقر للغاية خارج المضيف البشري، لذا يمكنه العيش على أشياء مثل البطانيات، على سبيل المثال". ودعا إيمانويل أندريه، أستاذ الطب في جامعة كو لوفين البلجيكية وخلال تصريح لشبكة CNBCإلى ضرورة غسل الملابس والشراشف بانتظام، وعلى درجات حرارة عالية.

وأضاف أنه ليس من الضروري تجنب الأماكن العامة والتنقل بسيارات الأجرة والتسوق والإقامة في الفنادق، ولا يحتاج عامة الناس لأخذ احتياطات أكثر مما يفعلون في الحياة العادية. إلا في حال كانوا في بيئة عالية الخطورة، لذا عليهم اتخاذ احتياطات إضافية.