تحذيرات من تأثير كوفيد-19 على أصحاب المناعة الضعيفة

بعد مرور ما يزيد عن عامين ونصف على ظهور جائحة كورونا في مدينة ووهان الصينية وتحديداً في ديسمبر من العام 2019، ما زال شبح فيروس كورونا يواجه الملايين حول العالم في ظل استمرار الإصابة بالفيروس التاجي المسبب لمرض كوفيد-19 والذي راح ضحيته حتى الآن ما يزيد عن 6 ملايين شخص.

وفيروس كورونا يهاجم كافة الناس على مختلف أجناسهم وأعمارهم، لكنه يطال بشكل خاص الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة ويُسبب لهم مضاعفات خطيرة قد يصل بعضها إلى حد الوفاة.

لهذا وفي بيان مشترك بين العديد من الجمعيات المختصة بشؤون المرضى مثل أصدقاء مرضى السرطان في الإمارات، وجمعية أمراض الدم البريطانية، وأسترازينيكا، وجمعية نقص المناعة البريطانية، وجمعية العناية بالكلى البريطانية وغيرها، دعت هذه الجمعيات  الحكومات ورواد أنظمة الرعاية الصحية للعمل على تلبية الحاجات غير الملباة لأصحاب المناعة الضعيفة الذين تُشكل الجائحة العالمية مصدر تهديد مستمر لصحتهم.

اصحاب المناعة الضعيفة غير قادرين على توليد استجابة مناعية كافية بعد تلقي اللقاح

أصحاب المناعة الضعيفة أكثر عرضة لمخاطر كوفيد-19

أحدثت جائحة كوفيد-19 تغييرات جذرية في حياة الناس حول العالم، لكن مجموعة محددة من المرضى، وتحديداً أصحاب المناعة الضعيفة، تبقى الأكثر عرضة لمخاطر هذا المرض مقارنة بباقي سكان العالم، وما زالت حاجات هؤلاء غير ملباة حتى يومنا الحاضر.

ويُشكل أصحاب المناعة الضعيفة نحو 2% من سكان العالم، وهم عرضة لمخاطر متزايدة نتيجة عدم قدرة أجسامهم على توليد استجابة مناعية كافية بعد تلقي اللقاح المضاد لكوفيد-19. وتُشكل هذه الفئة 40% من مرضى كوفيد-19 الذين تسببت العدوى المنتشرة بدخولهم المستشفيات رغم حصولهم على اللقاح، كما سجلت معدلات وفيات مرتفعة بين المرضى مقارنة بباقي السكان.

الجائحة تفرض مخاطرها المتواصلة على أصحاب المناعة الضعيفة

هنالك الكثير من الاستراتيجيات اليوم لدعم المصابين بكوفيد-19، لكنها أكثر تركيزاً على الأشخاص العاديين والأصحاء. ورغم أن هذه المقاربة الصحية تعود بفوائد كبيرة وتُمهد طريق الدول للعودة إلى الأوضاع الطبيعية على مستويات العمل والمعيشة وتدفع للتعايش مع كوفيد-19، إلا أن أصحاب المناعة الضعيفة ما زالوا يفتقرون للدعم والاهتمام اللازمين.

ونظراً لأن هؤلاء المرضى لا يحققون استجابة مناعية مثالية، فإنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة تُهدد حياتهم، أو تطيل معاناتهم، مما قد يؤدي لظهور متحورات جديدة. وبالنسبة لهؤلاء، ما زالت الجائحة مستمرة وما من نهاية تلوح في الأفق.

يعيش أصحاب المناعة الضعيفة في معاناة طويلة وقلق متواصل نتيجة مخاطر كوفيد-19 التي تواصل تهديد صحتهم وحياتهم. ولمدة تزيد عن عامين، عانى مجتمع أصحاب المناعة الضعيفة من العزلة عن الأصدقاء والعائلة والمجتمع، الأمر الذي أثر سلباً عليهم بأشكال عديدة. وهذا يشمل أطفالاً عجزوا عن الالتحاق بمدارسهم أو التفاعل مع أقرانهم في المجتمع، وبالتالي تأثر نموهم النفسي. وفي استطلاع لآراء مرضى سرطان الدم، قال نحو 90% من المشاركين إن صحتهم النفسية تضررت بسبب الجائحة.

اصحاب المناعة الضعيفة اضطروا للعمل من المنزل طوال سنتين

ويعجز أصحاب المناعة الضعيفة عن مزاولة أعمالهم من المنزل مثل موظفي التوصيل أو العاملين في المستشفيات، ويواجهون اليوم قلقاً متزايداً في بيئات عملهم، لاسيما مع إلغاء العديد من القيود والتدابير الاحترازية المرتبطة بالجائحة. وأكد استطلاع لآراء مرضى الكلى أن 54% من المشاركين شعروا بالقلق والخوف من العودة للعمل، لكنهم أدركوا عدم وجود خيار آخر خصوصاً مع إلغاء البرامج المالية المخصصة لمساعدة هؤلاء الأفراد.

تدابير محددة لدعم مجتمع أصحاب المناعة الضعيفة

فرضت جائحة كوفيد-19 ضغوطاً متزايدة على أنظمة الرعاية الصحية حول العالم، لكن الضرورة تستدعي تبني إجراءات إضافية لدعم أصحاب المناعة الضعيفة ومنحهم درجة الأولوية. ويعود ذلك نظراً لارتفاع مخاطر دخول المستشفيات والتعرض لأمراض خطيرة تهدد حياة أصحاب المناعة الضعيفة عند إصابتهم بعدوى كوفيد-19. وتُعد هذه مسألة بالغة الأهمية الآن تزامناً مع عودة باقي السكان لحياتهم الطبيعية.  

وتستدعي الحاجة بذل المزيد من الجهود لمراعاة ظروف أصحاب المناعة الضعيفة وإيجاد حلول للتفاوت في مستويات الرعاية الصحية عند صياغة السياسات الصحية وتوجيه رسائل التوعية العامة.

ويشتمل ذلك على نشر معلومات محددة حول إجراءات السلامة التي يجب الحفاظ عليها في المجتمع، بما في ذلك مواصلة ارتداء الكمامات، والوصول إلى فحوصات كوفيد-19 المجانية، وتوفير خيارات علاجية إضافية، وتقديم النصائح والدعم لمواصلة تطبيق بروتوكولات العزل الصحي الذاتي.

ويتعين على مختلف الشركات والمؤسسات وجهات التوظيف متابعة تولي مسؤولياتها بشأن صحة وسلامة موظفيهم أصحاب المناعة الضعيفة، ويشمل ذلك تطبيق إجراءات السلامة المناسبة التي تساعد على تقليص مخاطر العدوى بالفيروس، لتمكين أصحاب المناعة الضعيفة من العودة إلى العمل، والاستمرار بأداء مهامهم على أكمل وجه.