الدكتور نزار التقشبندي يتحدث لـ"هي" عن أهمية الإرشاد الإشعاعي وكيف يخفف الألم

يوماً بعد يوم نشهد تطورات سريعة ومهمة في مختلف مناحي الحياة، ومنها وقد يكون أهمها الطب، وفي موضوعنا اليوم نتعرف على أحد تلك التطورات الطبية والتي تتعلق بالألم، وعنها يخبرنا الاستشاري الدكتور نزار عبدالعزيز النقشبندي،طبيب استشاري في مستشفيات المدينة الطبية بجامعة الملك سعود ومستشفيات دله بالرياض، وهي الإرشاد الإشعاعي.

بداية من المهم أن نتعرف على أبرز الحالات التي يمكن علاجها من خلال الإرشاد الإشعاعي، وهي:

  • الانزلاق الغضروفي للرقبة والظهر.
  • خشونة المفاصل.
  • آلام الكتف او آلام الركبة.
  • القدم ( بما فيها مسمار القدم).
  • حقن الإسمنت الطبي في الكسور الناتجة عن هشاشة العظام.

الارشاد الاشعاعي يعالج الام الركبة

ماهو الإرشاد الإشعاعي؟

بحسب الدكتور التقشبندي، يعتبر الإرشاد الإشعاعي خارطة الطريق لتوجيه العلاج مباشرة إلى المكان الصحيح، ولا نستطيع أن نبدأ بالجراحة أولاً لأي مريض، بل يكون العلاج على مراحل، حيث يجب أن نتأكد أولاً إذا كان لدى المريض ألم في المفصل أو الظهر، ومن ثم نبدأ بالأدوية المضادة للالتهاب. فإذا أدى العلاج إلى مضاعفات كآلام في المعدة أو ارتفاع في وظائف الكلى، يجب أن نفكّر في حلول أخرى، كالعلاج الطبيعي. أما إذا لم تتحسن حالة المريض، فيجب أن نفّكر بالعلاج الإشعاعي، عن طريق التردد الحراري.

هل هناك تقنيات متعددة للعلاج عن طريق الإرشاد الإشعاعي، وما هي هذه التقنيات؟

نحن نستخدم تقنيات عديدة، سواء كانت أشعة صوتية أو أشعة سينية أو أشعة مقطعية، لتوجيه الحقن إلى مصدر الألم، ومن ميزات هذه التقنية أنه لا يوجد شق جراحي ولا تخدير كامل. وفي معظم الحالات، يدخل المريض في الصباح ويغادر المستشفى في المساء، طبعاً بحسب المفصل الذي يتم علاجه وحالة المريض. وبالنسبة لأي مفصل يحتوي على أعصاب، نستطيع أن نحسّن الغضروف أو المفصل نفسه أو نحقن العصب المغذي باستخدام تقنية الإشعاع ليكون العلاج دقيقاً، فيتم الحقن من داخل المكان المغذي في المفصل.

هل هناك فترة زمنية محددة للعلاج، على مراحل مثلاً، وهل يمكن تكرار العلاج؟

في حال نجاح التردد الحراري، يتعافى معظم المرضى خلال فترة تتراوح من سنة ونصف السنة إلى سنتين. بعد ذلك يبدأ العصب المسبب للألم بالنمو، وإذا عاد الألم يمكن تكرار العلاج بالتردد الحراري مرة ثانية. أما إذا عاد الألم للمرة الثالثة، فننصح المريض بالتوجه إلى الجراحة.

هل يمكن أن يلمس المريض نتائج إيجابية بعد أول جلسة علاج؟

نعم، تشير معظم الأبحاث أن التحسن يكون عادة منذ الجلسة الأولى بنسبة تتراوح بين 6070%، ويمكن أن يختفي الألم بنسبة 100% أيضاً عند بعض المرضى. لكن يجب التركيز على تحسين جودة الحياة أكثر من التركيز على اختفاء الألم.

الارشاد الاشعاعي يعالج الام الركبة

ما هي الموانع التي تحول دون تلقي المريض لهذا العلاج؟ ومن هم الأشخاص الذين لا يسمح لهم بتلقيه؟

بالنسبة لمرضى القلب، يجب التنسيق مع زملائنا الأطباء في قسم القلب، ويكون العلاج سهلاً في حال لم يكن المريض قد خضع لجراحات سابقة. أما بالنسبة للنساء الحوامل، فنفضل ألا نستخدم أي علاج إلا بعد الولادة. وبالنسبة لمرضى السكري، يجب التنسيق أيضاً مع الأطباء المختصين في علاج السكري للتأكد من أن معدل السكر طبيعي في الدم. ولا يوجد أي مانع لأي شخص لتلقي هذا العلاج، لأنه يعتبر إجراءً علاجياً وليس جراحياً، وبالتالي فإن المضاعفات تعتبر نادرة جداَ. وبالنسبة للمرضى المستخدمين لمسيلات الدم، فيجب إيقافها لفترة معينة.

كيف تتم المتابعة مع المريض بعد خضوعه للعملية؟

تكون أول مراجعة عادةً بعد أسبوعيين من العملية، حيث يجب التأكد أن الألم تراجع بنسبة تتراوح بين 30% إلى 40%، ومن ثم يتم إرشاد المريض إلى العلاج الطبيعي. وبعد ستة أشهر تتم الزيارة الثانية، حيث يفترض أن تتحسن حالة معظم المرضى بنسبة 6070%. بعد ذلك بإمكان المريض الزيارة في حال معاودة الألم.

ما هي التوجيهات بالنسبة إلى نوع الغذاء ونوع العلاج الطبيعي للمريض؟

يجب تحويل المريض إلى اختصاصي التغذية، للتأكد من أنه لا يفقد العناصر الغذائية المهمة في الجسم. أما بالنسبة للعلاج الطبيعي، فهناك مراكز ممتازة تضم أفضل الاختصاصيين في هذا المجال. كما ينبغي على المريض ممارسة الرياضة لتقوية عضلاته، فمن المهم جداً أن يغير المريض نمط حياته ونوعيتها وجودتها.