توعية المرأة حول صحتها والأمراض المحدقة بها

توعية المرأة حول صحتها والأمراض المحدقة بها هو الموضوع الأهم ليس فقط خلال شهر المرأة ويوم المرأة العالمي الذي يصادف 8 مارس، بل يجب أن يكون محط اهتمام المرأة ومن حولها على مدار السنة.

فالمرأة نصف المجتمع وعليها مسؤوليات كثيرة تجاه نفسها وشريكها وأولادها والمحيطين بها، وبالتالي ينبغي على كل سيدة أن تعتني بصحتها عناية تامة وأن تكون على دراية بالأمراض والمشاكل الصحية التي تحدق بها في مختلف مراحل عمرها.

في موضوعنا اليوم، نتطرق بشكل مسهب حول أهمية الصحة للمرأة، والأمراض التي يمكن أن تصيبها تبعاً للحالات الصحية التي تمر بها والمراحل العمرية.

توعية المرأة حول صحتها والأمراض المحدقة بها

اتباع نمط حياة صحي للوقاية من الامراض

لم يخطئ القول السائد: الصحة نعمة على رؤوس الأصحاء لا يدركها إلا المرضى، فالشخص الذي يعاني من الألم الناجم عن المرض أو أي مشكلة صحية تلم به، يُقدر الصحة أيما تقدير ويتمنى في خاطره أن ينعم الله عليه بنعمة الصحة وليس سواها.

تصغر الأشياء في نظر الإنسان عندما يمرض، ويصبح جل اهتمامه أن يستعيد عافيته وأن يعود لممارسة نشاطه الحياتي الطبيعي دون آلام أو أدوية هو مضطر لتناولها على الدوام. والمرأة إنسان حساس، يعاني بصمت عند المرض، نظراً لاضطرارها للبقاء نشيطة حتى خلال المرض لتلبية حاجات عائلتها وعملها ومن يحتاجها.

تختلف صحة المرأة عن صحة المرأة في نواحي عدة، وغالباً ما يُعامل موضوع صحة المرأة بالنظر إلى صحة الحمل والإنجاب فقط، فيما تجادل عدة مجموعات بإقرار تعريف أوسع لصحة المرأة ككل لتشتمل على الصحة الإنجابيّة وغير الإنجابية.

ويمكن لهذه الإختلافات أن تتفاقم بين المرأة والرجل في بعض البلدان النامية، حيث تشهد المرأة أشكالاً مختلفة من الحرمان منها حرمان الحصول على الرعاية الطبية الصحيحة. وهو ما لا نشهده في البلدان الصناعية التي عملت على تقليص الفجوة بين الجنسين، لا سيما متوسط العمر المتوقع، إذ تعيش النساء حالياً لمدة أطول من الرجال، لكنهن قد يعانين من بعض الأمراض بشكل أشد من الرجال وقد تكون احتمالات نجاح العلاج أقل لديهن. وكلما ازداد مستوى الحرمان، انعكس ذلك على صحة المرأة بشكل سلبي.

أمراض النساء الأكثر فتكاً

رغم أن معدلات الوفيات بالأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم كأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطانات وأمراض الرئة متساوية لدى الرجال والنساء، إلا أن إصابة المرأة بهذه الأمراض مختلفة عن إصابة الرجل في بعض الجوانب.

فسرطان الرئة يأتي في المرتبة الأولى لوفيات مريضات السرطان الإناث، يليه سرطان الثدي ومن ثُم سرطان القولون والمستقيم وسرطان المبيض وسرطان الرحم وسرطان عنق الرحم على الترتيب. وإذ يُعتبر التدخين السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة، إلا أن خطر إصابة النساء غير المدخنات بسرطان الرئة أكبر بثلاث مرات من خطر الإصابة بالمرض لدى الرجال غير المدخنين.

فيما يبقى سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعاً لدى النساء في معظم البلدان المتقدمة، ويُعد أحد أهم الأمراض المزمنة لدى المرأة، بينما يتصدر سرطان عنق الرحم قائمة أكثر أنواع السرطانات شيوعاً لدى المرأة في البلدان النامية مترافقاً مع الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، وهو أحد أهم الأمراض المنقولة جنسياً.

الخرف وهشاشة العظام والإكتئاب

توعية المرأة حول صحتها والامراض المحدقة بها-رئيسية واولى

من الأمراض التي تصيب المرأة أيضاً، أمراض القلب والأوعية الدموية والخرف وهشاشة العظام وفقر الدم والإكتئاب. وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت الأمراض غير المعدية أسباباً رئيسية لوفيات النساء في جميع أنحاء العالم.

وتختلف المرأة عن الرجل فيما يتعلّق بالصحة والمرض، بسبب الظروف البيولوجية والإجتماعية والسلوكية الفريدة، ويظهر أن للمرأة احتمال أكبر للإصابة عند الحديث عن بعض الأمراض والاعتلالات الصحية. وهي أكثر عرضة لأمراض لها علاقة بالصحة الإنجابية، بما في ذلك صحة الأم والطفل وصحة الأعضاء التناسلية وصحة الثدي وصحة الغدد الصم  (الهرمونات) ومنها الحيض وتحديد النسل وانقطاع الطمث.

كما تعاني حوالي 25% من النساء من مشكلة عقلية خلال حياتهن، إذ أن المرأة أكثر عرضة من الرجل للقلق والإكتئاب والشكاوى النفسية الجسمية. ويُقدر انتشار مرض ألزهايمر في الولايات المتحدة بحوالي 5.1 مليون حالة، ثلثا هذه الحالات من النساء.

فيما يحتل مرض هشاشة العظام المرتبة السادسة بين الأمراض المزمنة لدى النساء، ويُعد فقر الدم مشكلةً صحية عالمية رئيسية بالنسبة للنساء.

كيف تعتني المرأة بصحتها

لا تخافي عزيزتي المرأة من سردنا لواقع الأمراض الخطيرة التي يمكن أن تلم بك، فما هذا إلا لندق ناقوس الخطر ونساعد على توعيتك بأهمية العناية بصحتك لدرء هذه الأمراض والتخلص من تداعياتها.

والنصائح التي نسديها للمرأة للعناية بصحتها تكون على الشكل التالي:

  1. الإلتزام بنظام غذائي صحي يعتمد على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والأطعمة الغنية بالألياف، إضافة إلى اللحوم الخالية من الدهون مثل السمك والدجاج، ومنتجات الحليب الخالية من الدهون أو منخفضة الدهون، لمنع زيادة الوزن وتراكم الدهون في الجسم والتي تتسبب بأمراض القلب والسرطان وغيرها.
  2. تجنب الأطعمة والمشروبات عالية السعرات الحرارية والسكر والأملاح، والتي تزيد من الإصابة بأمراض السكري والقلب وغيرها.
  3. الحفاظ على وزن صحي للوقاية من عدة أمراض مرتبطة بالسمنة مثل السرطان والسكري وأمراض القلب.
  4. التمرين الرياضي والنشاط البدني ضرورة ملحة للوقاية من أمراض القلب التي تعد أحد أبرز وفيات النسء في الولايات المتحدة.
  5. الحصول على قدر كافي من النوم والراحة يومياً.
  6. تجنب التوتر والتشنجت العصبية قدر الإمكان.
  7. العناية بصحتك في كافة المراحل العمرية، واستشارة الطبيب المختص بخصوص أية أعراض أو أمور طارئة على صحتك.
  8. القيام بالفحوصات الدورية خاصة في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض السرطان والقلب والسكري.