ما المقصود بالتهاب المعدة الضموري وكيف يمكن تشخيصه

ما المقصود بالتهاب المعدة الضموري وكيف يمكن تشخيصه، والتهاب المعدة الضموري هو شكل مزمن من التهاب المعدة، ويمكن أن ينشأ جراء إصابة بطانة المعدة بالتهاب مزمن على مدى عدة سنوات.

يترافق هذا الإلتهاب عادة مع فقدان لبعض الخلايا السليمة في المعدة، ليتم استبدال بعض الخلايا التالفة بخلايا غير طبيعية وأنسجة ليفية. ومع الوقت، قد يتسبب الإلتهاب الحاصل بإحداث تلف تدريجي في خلايا بطانة المعدة، ما قد يؤدي لظهور العديد من المضاعفات منها الإضطرابات الهضمية، وفقدان بعض العناصر الغذائية.

أسباب وأعراض إلتهاب المعدة الضموري

يشير موقع "ويب طب" لعدة أسباب يمكن أن تؤدي لنوعي التهاب المعدة الضموري وهما:

  1. إلتهاب المعدة الضموري المرتبط بالمناعة الذاتية: وهو نوع أقل شيوعاً من هذا المرض، يحدث جراء قيام جهاز المناعة بمهاجمة مواد وخلايا معينة سليمة في منطقة المعدة عن طريق الخطأ، ما يلحق الضرر بالمعدة. وهذا النوع وراثي أو يرتبط بخلل في الجينات.

ويقوم جهاز المناعة عند الإصابة بهذا النوع من التهاب المعدة الضموري، بإنتاج أجسام مضادة تهاجم العامل المعدي الداخلي، وهو مادة هامة تساعد الجسم على امتصاص فيتامين ب12 من الطعام. وأي نقص في هذا الفيتامين يسبب عجز الجسم عن امتصاص هذا الفيتامين الحيوي ويؤسس لنشأة حالة فقر الدم الوبيل.

إضافة لمهاجمة الخلايا الصحية في منطقة المعدة والمسؤولة عن إنتاج العصارات والأحماض الضرورية لهضم الطعام. كما قد تتسبب بعض الأمراض بخطر الإصابة بهذا النوع من التهاب المعدة الضموري، مثل مرض السكري واضطرابات الغدة الدرقية ومرض أديسون والبهاق.

  1. إلتهاب المعدة الضموري غير المرتبط بالمناعة الذاتية: نوع شائع من هذا المرض، ينشأ جراء الإصابة بعدوى البكتيريا الملوية البابية وهي البكتيريا الأكثر شيوعاً لالتهاب المعدة الضموري. وتتسبب هذه البكتيريا بإلحاق الضرر بالحاجز المخاطي الذي يحمي المعدة من ضرر الأحماض الهضمية، ما قد يؤدي لتدمير بطانة المعدة تدريجياً.

مع الإشارة إلى أن عدوى البكتيريا الملوية البابية قد تصيب الجسم خلال سنوات الطفولة، إضافة إلى الإحتكاك بالبراز واللعاب والقيء لشخص مصاب بالعدوى، أو تناول طعام أو شراب ملوث بالبكتيريا، أو العيش في مناطق معينة من العالم حيث ينتشر هذا النوع من البكتيريا.

إضافة لأسباب أخرى قد تتسبب بالتهاب المعدة الضموري منها تناول الكحوليات، وتناول الأدوية غير الستيرويدية المضادة للإلتهاب بشكل مفرط.

وفيما يخص الأعراض، فإنها قد لا تظهر سريعاً على الشخص المصاب ويمكن أن تلازم الحالة المرضية عدة سنوات قبل اكتشافها.

وعند ظهور الأعراض، فإنها قد تختلف حسب سبب المرض على الشكل التالي:

  • أعراض التهاب المعدة الضموري المرتبط بالبكتيريا: ويشمل فقدان الشهية والتقيؤ والغثيان، والخسارة غير المتعمدة للوزن، وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد إضافة لقرحة أو آلام في المعدة.
  • أعراض التهاب المعدة الضموري المرتبط بالمناعة الذاتية: وتظهر عادة أعراض متعلقة بنقص فيتامين ب12 عند الأشخاص المصابين بهذا النوع من المرض، وما ينتج عن هذ النقص من متاعب صحية مثل فقر الدم الوبيل. ومن أعراض التهاب المعدة الضموري المرتبط بالمناعة الذاتية، التعب والضعف العام والدوار، وخفقان القلب وآلام الصدر، وطنين الأذن، ومشكلات في الأعصاب تظهر على شكل خلل في التوازن وتنميل الأطراف.

كيف يمكن تشخيص إلتهاب المعدة الضموري 

يُخضع الطبيب المختص الشخص المحتمل إصابته بالتهاب المعدة الضموري لمجموعة فحوصات منها:

  • الفحص الجسدي: لرصد أية ليونة في محيط المعدة.
  • فحوصات الدم لمعرفة مستويات فيتامين ب12 والأجسام المضادة التي قد تهاجم المعدة، إضافة لبروتين مولد الببسين.
  • إختبار النفس لكشف الإصابة عن البكتيريا الملوية البابية.
  • أخذ خزعة من خلايا المعدة.

أما علاج التهاب المعدة الضموري فيعتمد على الخطوات الآتية:

  • في حال كان السبب خللاً في المناعة الذاتية: يستخدم الطبيب حقن فيتامين ب12، كما يحرص على حصول المريض على كمية كافية من الحديد لعلاج فقر الدم.
  • في حال كان سبب الإصابة بكتيرياً: يعمد الطبيب لاستخدام المضادات الحيوية، وبعض الأدوية المعينة التي تهدف لتقليل إنتاج العصارات الهضمية إلى أن تتعافى أغشية المعدة.

تجدر الإشارة إلى أن التهاب المعدة الضموري يقف كأحد الأسباب وراء زيادة خطر الإصابة بسرطان المعدة، لا سيما في حال لم يتم علاج سبب المرض بشكل لازم وفعال.