دراسات تشرح تأثير متحور أوميكرون على الرئتين

منذ ظهوره الأول منذ العامين في مدينة ووهان الصينية، سجل فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد 19 العديد من التأثيرات على صحة وجسم الإنسان، وتختلف هذه التأثيرات حسب المرحلة العمرية والحالة الصحية للمرء.

وقد كان لفيروس كورونا الجديد مضاعفات متفاوتة على أعضاء الجسم، أخطرها كان على صحة الجهاز التنفسي وتحديداً الرئتين حيث يمكن أن يصاب البعض بالتهاب رئوي حاد نتيجة الإصابة بمرض كوفيد 19، ما قد يسبب الوفاة في حالات عدة.

إلا أن متحور أوميكرون وهو أحدث متحورات كورونا، يبدو أنه أقل ضرراً على صحة الرئتين بحسب ما توصلت إليه نتائج عدة دراسات نستعرضها سوياً في موضوعنا اليوم.

دراسات تشرح تأثير متحور أوميكرون على الرئتين

تأثير متحور أوميكرون على الرئتين

كشفت أدلة علمية عديدة أن متحور أوميكرون يصيب الحلق أكثر من الرئتين، ما يطمئن لجهة عدم فتكه بالأرواح كما هي الحال مع إصابات متحور دلتا.

ونقل موقع "العربية.نت" لنتائج 6 دراسات حول تأثير أوميكرون على صحة الرئتين نقلاً عن صحيفة "الغارديان" البريطانية، إلا أن هذه الدراسات لم تتم مراجعتها من قبل علماء آخرين غير العاملين عليها.

وأشار دينان بيلاي، أستاذ علم الفيروسات في جامعة كوليدج لندن، أنه "نتيجة جميع الطفرات التي تجعل أوميكرون مختلفاً عن المتحورات السابقة، هو أنه ربما غيّر قدرته على إصابة أنواع مختلفة من الخلايا".

مضيفاً أن متحور أوميكرون أكثر قدرة على إصابة الجهاز التنفسي العلوي أي الخلايا الموجودة في الحلق، لذا يمكن أن يتكاثر في الخلايا بسهولة أكبر من الخلايا الموجودة في أعماق الرئة. كما أوضح بيلاي أن إنتاج الفيروس للمزيد من الخلايا في الحلق، يجعله أكثر قابلية للإنتقال، ما يفسر الإنتشار السريع للمتحور الجديد.

متحور أوميكرون أقل خطورة

هذا ما خلصت إليه باحثون من جامعة ليفربول البريطانية، مشيرين إلى أن أوميكرون يتسبب بمرض أقل خطورة عند الفئران. وقال البروفيسور جيمس ستيوارت، المشارك في الدراسة، أن الفئران المصابة بأوميكرون فقدت وزناً أقل خلال إجراء الدراسة عليها، كما كانت لديها حمولات فيروسية أقل وعانت من التهاب رئوي أقل حدة.

من جهته، وجد مختبر Neyts في جامعة Leuven في بلجيكا نتائج مماثلة على فئران هامستر السوري، مع وجود حمولة فيروسية أقل في الرئتين مقارنة بالمتحورات الأخرى. وفي تعليقه على النتائج، قال البروفيسور يوهان نيتس إن هذا قد يكون بسبب أن الفيروس كان أفضل في إصابة البشر من الهامستر، أو أنه من الممكن أن يصيب الجهاز التنفسي العلوي، أو أنه تسبب في مرض أقل حدة.

أوميكرون غيَر طريقته لدخول الجسم

أوميكرون غيَر طريقته لدخول الجسم

في دراسة أخرى قام بها باحثون من مركز أبحاث الفيروسات بجامعة غلاسكو لم تُنشر بعد وقُدمت لموقع Nature من قبل باحثين في الولايات المتحدة، تبين أن متحور أوميكرون قد غيَر من طريقة دخوله إلى الجسم.

ويعتمد عدد كبير من الأبحاث على دراسة أجرتها جامعة هونغ كونغ الشهر الماضي، أظهرت انخفاضاً في عدوى أوميكرون في الرئتين، وعلى البحث الذي قاده البروفيسور رافي جوبتا في جامعة كامبريدج، الذي قام فريقه بفحص عينات الدم من المرضى الذين تم تطعيمهم. ووجدوا أن أوميكرون قادر على تجنب اللقاحات، لكنه أقل قدرة على دخول خلايا الرئة.

تأثير فيروس كورونا المستجد على الجسم

يقوم فيروس كورونا المستجد بغزو الجسم عند استنشاقه أو ملامسة سطح ملوث به، ليبدأ بعدها بإصابة الخلايا المبطَنة للحلق والممرات الهوائية والرئتين، ويحولها لمصانع لإنتاج أعداد كبيرة من الفيروسات الجديدة التي تقوم بإصابة خلايا أكثر.

وبحسب موقع "ويب طب"، لا تظهر أعراض المرض في هذه المرحلة المبكرة، لكنه يقوم بتثبيت نفسه بقوة داخل الجسم حتى تبدأ الأعراض الأولى في الظهور.

وبعد مرور فترة حضانة الجسم للفيروس، تبدأ بإصابة خلايا الجهاز التنفسي، وغالبًا ما تبدأ الأعراض في الجزء الخلفي من الحلق، ليبدأ الفيروس في الزحف التدريجي أسفل الشعب الهوائية.

وعندما يصل الفيروس إلى الرئتين تصاب الأغشية المخاطية بالتهاب، ويمكن أن يتسبب ذلك بتلف الحويصلات الهوائية أو كيس الرئة.

تأثير فيروس كورونا على الجسم في المرحلة الثالثة

وتعد المرحلة الأكثر خطورة في الإصابة بالمرض، حيث يصاب الجسم بالإلتهابات الشديدة التي تطال جميع أنحاءه. وفي هذه المرحلة، قد يتسبب فيروس كورونا بحدوث التهاب رئوي حاد، لينتج عن ذلك ضيق شديد في التنفس وصعوبة وصول الأكسجين لمختلف أجزاء الجسم.