ماذا نعرف عن متحور كورونا الجديد حتى الآن

بعد فترة من الإسترخاء عاشها العالم في الآونة الأخيرة وتقليل إجراءات الإغلاق والوقاية التي كانت متبعة لمدة عامين على لأقل تجنباً لخطر انتشار فيروس كورونا، عاد الذعر يدب في بين الناس وعمدت دول عدة لتطبيق إجراءات تعليق الرحلات وإغلاق الحدود من جديد مع القارة السمراء.

والسبب في ذلك، ظهور متحور جديد لفيروس كورونا يبدو أنه لا يقل خطورة عن متحور دلتا، بل قد يفوقه خطراً وشدة بحسب معطيات منظمة الصحة العالمية والسلطات الطبية في دول عدة.

فما الذي نعرفه عن متحور كورونا الجديد الذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية تسمية "أميكرون"، ولماذا يسبب كل هذا الهلع؟

كورونا يضرب من جديد

وهذه المرة من القارة الأفريقية، حيث رُصدت حالات إصابة بمتحور "أميكرون" في كل من بوتسوانا وجنوب أفريقيا، فيما سجلت هونج كونج حالة مؤكدة لشخص قادم من جنوب أفريقيا.

والمتحور الذي يحمل رقم B.1.1.529، يثير القلق بشدة كونه يحمل مجموعة غير عادية من الطفرات التي تساعد هذا المتحور على التحايل على مناعة الجسم الطبيعية، وبالتالي تسمح له بالإنتشار والإنتقال بسرعة فائقة.

كما أن المتحور الجديد أكثر قدرة على التهرب من اللقاحات والإنتشار بسرعة أكثر من متحور دلتا السائد حالياً، ما يشكَل خطراً داهماً خصوصاً على معظم الدول التي خرجت من قيود الوباء، بحسب ما جاء على موقع "العربية.نت".

وأشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية لاحتمال أن يكون متحور كورونا الجديد متواجداً في المقاطعات الثماني في جنوب أفريقيا، بعدما سجل انتشاراً سريعاً في مقاطعة غوتنغ في البلاد.

هل المتحور الجديد أشد شراسة من دلتا

سؤال يطرحه الكثيرون، وقد وصف عدد من العلماء متحور "أميكرون" بأنه أسوأ متحور رأوه منذ بداية الوباء، كونه يحتوي على 32 طفرة في بروتين سبايك، وهو جزء من الفيروس تستخدمه اللقاحات المختلفة لتهيئة جهاز المناعة ضد كوفيد، وهو ضعف الرقم لدى متحور دلتا.

ويثير المتحور الجديد قلق العلماء كون طفرات البروتين يمكن أن تؤثر على قدرة الفيروس على إصابة الخلايا وانتشارها، كما تجعل من الصعب أيضاً على الخلايا المناعية مهاجمة العامل المسبب للمرض.

ويخشى العلماء أيضاً أن يسلك المتحور الجديد خطى متحور دلتا الذي انتشر في جميع أنحاء العالم منذ ظهوره أواخر العام 2020.

لماذا "أميكرون"

هي التسمية التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية على متحور كورونا الجديد، وكما بات معروفاً فإن تسميات متحورات كورونا تأتي من الأبجدية الإغريقية، وأميكرون هو حرف من هذه الأبجدية.

وأعلنت المنظمة في بيان عقب الإجتماع الطارئ الذي عقده فريقها الفني الخاص بتقييم الفيروس، أن "سلالة B.1.1.529 تم الإبلاغ عنها أولاً في جنوب إفريقيا يوم 24 نوفمبر 2021. وقد ارتفع عدد الإصابات بشكل حاد خلال الأسابيع الأخيرة، ما تصادف مع رصد سلالة B.1.1.529".

وأشارت البيان إلى أن أول حالة مؤكدة للإصابة بسلالة B.1.1.529 ظهرت في عينة تم أخذها في 9 نوفمبر 2021، بحسب ما نقل موقع "روسيا اليوم".

كما أكدت المنظمة الأممية أن السلالة الجديدة لكورونا تحمل عدداً كبيراً من الطفرات، وبعضها مثير للقلق. وتشير المعطيات الأولية إلى خطر أكبر للإصابات المتكررة بهذه السلالة بالمقارنة مع السلالات الأخرى.

مشيرة أيضاً إلى أن اختبارات PCR المتوفرة قادرة على رصد هذه السلالة من الفيروس، وقد يكون لها تقدم على السلالات الأخرى فيما يخص الإنتشار، بناء على البيانات حول الإرتفاع في أعداد الإصابات.