ما هي فوائد الحجامة التي لفتت الأنظار في أولمبياد طوكيو 2020

عادت أخبار الحجامة لتتصدر مواقع البحث على محركات الإنترنت، بعد ظهور عدد من الرياضيين المشاركين في أولمبياد طوكيو 2020 وعلى أجسادهم آثار كؤوس الهواء كما يُطلق عليها.

والحقيقة أن الحجامة لم تتوقف يوماً كجزء من العلاج البديل الذي يلجأ إليها عامة الناس والرياضيين وحتى المشاهير، لتحسين حالتهم الصحية وتعافيهم من بعض المشاكل الصحية التي تلم بهم. لكن الضجيج الذي رافق ظهورها بشكل كبير في الأولمبياد، يطرح من جديد أهمية هذه الوسيلة العلاجية القديمة التي يستمر استخدامها والرجوع إليها حتى في عصرنا الحديث المتمثل بالتكنولوجيا الطبية العالية.

في موضوعنا اليوم، سوف نتحدث عن فوائد الحجامة الطبية، وكيف تساعد الكثيرين بخصوص مشاكلهم الصحية وأمراضهم التي قد يقف الطب عاجزاَ عن تحسينها؟ وهل من شروط أو محاذير لهذه الوسيلة العلاجية؟

تاريخ الحجامة واستخداماتها

يعود تاريخ الحجامة أو كؤوس الهواء، إلى الشرق الأوسط واليونان، ويشاعد استخدامها بين أوساط العرب والمسلمين بشكل خاص لكن في الآونة الأخيرة، لوحظ اتجاه الدول الغربية نحو الحجامة كوسيلة لتحسين الأداء البدني وعلاج الحالات الصحية.

وهو ما لاحظناه على أجساد الرياضيين الغربيين المشاركين في دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة اليابانية طوكيو 2021 هذه الأيام، وضجت وسائل الإعلام بالبحث والحديث عن هذه الوسيلة العلاجية التي تشير الأدلة العلمية أن فوائدها ليست دقيقة كلياً.

وتحدثت هذه الوسائل عن لجوء الرياضيين الغربيين والعرب، للحجامة بهدف تحسين أداءهم البدني أثناء مباريات الأولمبياد وهو ما يعيد للواجهة فوائد الحجامة التي وإن شككت الأدلة العلمية بنجاعتها في علاج الأمراض، إلا أن لها فوائد لا بد من الخوض فيها اليوم.

الحجامة هي من السنن النبوية المعروفة عند المسلمين، وقد استخدمها المسلمون منذ آلاف السنين لتخليص الجسم من التعب البدني وتنشيطه، إضافة إلى تخفيف الآلام الناجمة عن ممارسة الرياضة العنيفة والتدريب الرياضي المستمر الذي يعتمد البعض للمشاركة في المنافسات الرياضية.

كيف يتم استخدام الحجامة

تعتمد الحجامة على شفط الجلد باستخدام أكواب زجاجية أو خزفية أو باستخدام الخيزران والبلاستيك، لإنشاء ضغط سلبي داخل الوعاء الذي يُشفط فيه الجلد من خلال ربط جهاز شفط بالكوب حين يوضع على الجلد، ما يؤدي لسحب الهواء.

وبحسب القيَمين على هذه الوسيلة العلاجية البديلة، فإن المقصود من شد الجلد بهذه الطريقة هو إزالة ضغط العضلات والأنسجة المتضررة وتعزيز تدفق الدم للمناطق التي يتم شفطها، بهدف واحد هو تعزيز عملية استشفاء الجسم بشكل عام.

وهذه الوسيلة وإن بدت شديدة فإنها ليست الوحيدة المستخدمة للحجامة، إذ أن هناك ما يُعرف ب "الحجامة الرطبة" التي يتم فيها الشفط على الكوب بطريقة معتدلة، وفيها يتم ترك الكوب في مكانة لفترة أطول ليتم من بعد إزالته إحداث جروح في الجلد باستخدام فروة رأس صغيرة، ثم الشفط من جديد لسحب كميات صغيرة من الدم.

وقد أشارت إحدى الدراسات المنشورة في العام 2018، إلى أن للحجامة الرطبة دور بارز في تقليل كميات المواد السامة الموجودة في الدم.

ما هي فوائد الحجامة

يشير العديد من الأطباء والمختصين إلى أنه للحجامة فوائد صحية عدة منها:

• تنشيط الجسم وزيادة حيويته.
• تعزيز مناعة الجسم.
• علاج التهابات المفاصل والروماتيزم.
• علاج بعض الأمراض مثل النقرس ومشاكل الهضم والإمساك وعلاج ارتفاع الكوليسترول.
• تنظيف الجسم من السموم ورواسب الأدوية المتراكمة بين الجلد والعضلات.

كما نقلت صحيفة "الرؤية" الإماراتية عن الدكتورة أميرة الطنطاوي، متخصصة في التغذية العلاجية والطب التكميلي، قولها أن الحجامة هي من السبل العلاجية المتبعة لتنظيم اختلال الهرمونات في الجسم، وتحسين الحالة النفسية، وعلاج مشاكل انقطاع الطمث واضطراباته.

مضيفة أن الحجامة مهمة جداً للرياضيين كونها تساعد في تخليص الجسم من التجمعات الدموية المتركزة داخل العضلات والتي تحدث بسبب الكدمات على الجلد. كما للحجامة دور مهم في تزويد الألياف العضلية بالأكسجين لتعزيز قوتها وتحفزيها على القيام بوظائفها الأساسية.

كذلك تساعد الحجامة على تسهيل تدفق الدم في الجسم وتخفيف آلام العضلات التي يعاني منها الرياضيون بسبب التدريبات الرياضية المستمرة.

هل من محاذير لاستخدام الحجامة

بالرغم من فوائدها العديدة، إلا أن استخدام الحجامة قد يكون له بعض الشروط والمحاذير التي لا بد من معرفتها. منها نصيحة الخبراء بضرورة اللجوء للحجامة الوقائية في أيام محددة من كل شهر، هي 17 و19 و21 من الشهر العربي، في حين يمكن القيام بالحجامة لغايات العلاج في أي وقت.

كما ينبغي على الشخص الذي يقوم بالحجامة، الصوم 4 ساعات كاملة قبل القيام بالحجامة، والقيام بالحجامة بناء على توصية طبية. إضافة للإسترخاء بعد جلسة الحجامة، وتناول مشروب أو عصير يحتوي على السكر، وعدم الإستحمام إلا بعد 24 ساعة من القيام بالحجامة، وتناول الأطعمة الصحية كالفواكه والمشروبات الساخنة.

ويًمنع بعض الأفراد من اللجوء للحجامة، مثل الحوامل والنساء اللاتي يعانين من الإجهاض المتكرر، وكبار السن، ومرضى القلب ومرضى الغسيل الكلوي وأصحاب الأمراض الخبيثة وصغار السن والمرضى الذين يعانون من فقر الدم.