دراسة تحذر: تناول المضادات الحيوية بكثرة يزيد الإصابة بسرطان القولون

تعد المضادات الحيوية من الأدوية الأكثر استخداماً وشيوعاً حول العالم، نظراً لفائدتها ودورها الكبير في علاج الإلتهابات التي تحدث في الجسم وينجم عنها أمراض متفاوتة من حيث الأعراض ودرجات الخطورة.

وعادة ما يتم تناول المضادات الحيوية بوصفة من الطبيب المختص حسب الحالة الصحية للمريض وحاجته إليها سواء لجهة المدة الواجب تناولها خلالها والمعيار اللازم، وأي مخالفة لهذه المعايير يمكن أن يقلَص من فعالية هذه المضادات خصوصاً في حال التوقف عن تناولها قبل المدة المحددة من الطبيب.

لكن الخطر الأكبر لا يكمن فقط في قلة تناول المضادات الحيوية لعلاج الإلتهابات، وإنما في الإفراط في تناولها وأخذها بدون وصفة طبية ما قد يسبَب الأمراض ومنها مرض سرطان القولون والمستقيم بحسب ما حذرت دراسة طبية حديثة.

فما هي تفاصيل هذه الدراسة، وكيف يؤدي الإفراط في تناول المضادات الحيوية للإصابة بهذا النوع من السرطانات؟ هذا ما نكتشفه سوياً بناء على معلومات منشورة على موقع "سكاي نيوز عربية".

كثرة تناول المضادات الحيوية تسبب سرطان القولون والمستقيم

البدانة الناجمة عن تناول الاطعمة غير الصحية وقلة الرياضة تقف وراء سرطان القولون والمستقيم

هذا ما خلصت إليه نتائج دراسة قام بها باحثون من جامعة أبردين في اسكتلندا، ونشرت نتائجها على موقع "كلينيكال أدفايزر" الطبي، مشيرة إلى أن خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم يبدأ في سن مبكرة نتيجة الإفراط في تناول المضادات الحيوية.

ووفقاً للدراسة، فإن المضادات الحيوية تعمل على تغيير ميكروبيوم الأمعاء بشكل سلبي، وهي مجموعة الميكروبات التي تعيش مع الإنسان أو أي مخلوق حي أخر، وتعيش على الجسم أو داخل الإمعاء وتساهم في عملية التمثيل الغذائي. ما قد يؤدي لتحفيز الإصابة بسرطان القولون والمستقيم في سن مبكرة أي قبل بلوغ 50 عاماً.

وقد توصل الباحثون إلى هذه النتائج بعدما عملوا على دراسة بيانات أكثر من 30 ألف شخص في الفترة الواقعة بين عامي 1999 و2011، إذ تبين إصابة 7903 بسرطان القولون أو المستقيم بين الأشخاص المشاركين ممن تناولوا المضادات الحيوية بصورة مستمرة.

وأكد القائمون على الدراسة، وجود التوسع في القيام بالمزيد من الأبحاث وتوسيع عينة التجربة لمواجهة سرطان القولون والمستقيم، والذي شهد ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المصابين به خلال العقدين الماضيين بنسبة 3%.

أسباب إضافية للإصابة بسرطان القولون والمستقيم

مضيفين أن المضادات الحيوية لا تقف وحدها وراء هذا الإرتفاع في إصابات سرطان القولون والمستقيم حول العالم، إذ يحتمل أن يكون تناول الوجبات السريعة والمشروبات السكرية والكحول والسمنة قد لعبت دوراً مماثلاً في هذا الإرتفاع. إلا أن بيانات الدراسة تؤكد على ضرورة تجنب الإفراط في تناول المضادات الحيوية غير الضرورية، خاصة لدى الأطفال والشباب.

العلاقة بين الطعام غير الصحي وسرطان القولون والمستقيم

تشهد الامارات ارتفاعا في اعداد الشباب المصابين بسرطان القولون والمستقيم

وكان خبراء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، دقوا ناقوس الخطر العام الماضي حول زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم عند الشباب في دولة الإمارات، بحيث يبلغ عمر أصغر مريض بهذا النوع من السرطان 16 عاماً فقط.

وألقى الباحثون في المستشفى الأمريكي، اللوم على النظام الغذائي غير الصحي والبدانة وراء تزايد الإصابات بسرطان القولون والمستقيم بين صغار السن في الدولة. معتبرين أن الأطعمة الفقيرة بالألياف والإكثار من تناول اللحوم المعالجة المصنفة من منظمة الصحة العالمية ضمن المجموعة الأولى للمواج المسرطنة، وكذلك قلة النشاط البدني والحركة، تقف جميعها وراء هذه الزيادة المخيفة.

وكانت بيانات دائرة الصحة في أبوظبي، أشارت في وقت سابق من العام الفائت إلى أن سرطان القولون يصيب المرضى في الإمارات بعمر أقل ب15 عاماً مقارنة بالمرضى في الولايات المتحدة. وأفادت البيانات أيضاً أن سرطان القولون هو أكثر أنواع السرطان انتشاراً بين الرجال وثالث أكثر أنواع السرطان التي يتم تشخيصها عند النساء في الدولة.

زيادة معدل الشباب المصابين بسرطان القولون والمستقيم في الإمارات

معروف أن سرطان القولون يحدث نتيجة أورام خبيثة تنمو في الجدار الداخلي للأمعاء الغليظة أو المستقيم، وقد شهد الخبراء ارتفاع نسبة تشخيص هذا المرض عند الشباب في دولة الإمارات والعالم، وهو غالباً ما كان يصيب الكبار في السن، بسبب ارتفاع نسبة السمنة بين الشباب كواحد من أبرز عوامل خطر الإصابة بهذا المرض.

كيفية الحد من سرطان القولون والمستقيم

 يعد سرطان القولون والمستقيم من السرطانات التي باتت تصيب الشباب ايضا

يجمع الخبراء في "كليفلاند كلينك أبوظبي" وغيرهم، على ضرورة إدخال تغييرات جذرية في نمط الحياة الصحي والبدني للحد من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وذلك من خلال الإمتناع عن تناول الأطعمة غير الصحية واستبدالها بأطعمة صحية غنية بالمعادن والفيتامينات والألياف التي تحمي جدار الأمعاء من الأورام السرطانية.

كما يشددون على ضرورة إنقاص الوزن بالطرق الصحية المتابعة من قبل الأطباء وخبراء التغذية، والقيام بالتمارين الرياضية الأسبوعية والحركة قدر الإمكان لمنع خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

كذلك شدد الخبراء الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم ممن لديهم تاريخ عائلي بهذا المرض، وجود إجراء الفحوصات المنتظمة للكشف عن المرض ومحاربته قدر الإمكان. معتبرين أن الكشف المبكر عن هذا النوع من السرطانات الخطيرة، يمكن أن يساعد في زيادة نسبة الشفاء، كما تتيح الفحوصات الدورية رصد أية أورام حميدة أو نمو غير طبيعي في الأنسجة وعلاجها قبل تحولها إلى سرطان.