دراسة مبشرة: مناعة لسنوات عند تلقي هذين اللقاحين

ما زالت الدعوات تتوالى للناس حول العالم، بضرورة أخذ اللقاحات المتوفرة حالياً والحاصلة على موافقة منظمة الغذاء والدواء الأمريكية للإستخدام الطارئ، للحيلولة دون الإصابة بعدوى فيروس كورونا وتفشي مرض كوفيد-19، خاصة مع استمرار ظهور متحورات جديدة للفيروس التاجي وآخرها متحور "إبسيلون" الذي يضعف الأجسام المضادة ويفقدها فاعليتها في الوقاية من عدوى فيروس كورونا.

وأشهر اللقاحات المتوفرة حالياً هي لقاح فايزر / بيونتيك، ولقاح موديرنا، ولقاح جونسون أند جونسون، ولقاح نوفافاكس من الولايات المتحدة، إضافة إلى لقاح سبوتنيك الروسي، ولقاح سينوفارم الصيني، ولقاح استرازينيكا البريطاني.

وفيما يخص لقاحي فايزر وموديرنا الأمريكيين، فإن دراسة حديثة حولهما تبعث الأمل في نفوس الحاصلين عليهما أو الراغبين في أخذ أحد هذين اللقاحين، على أنهما قد يوفران "مناعة لسنوات" بحسب النتائج الأولية للدراسة.

فما هي تفاصيل هذه الدراسة المبشرة، والتي تأتي في خضم التوتر والقلق اللذين يسودان العالم في خضم تحورات فيروس كورونا الخطيرة الأخيرة؟

فايزر وموديرنا يوفران مناعة لسنوات

دراسة تشير لامكانية لقاحي فايزر وموديرنا توفير مناعة لسنوات

هذا ما توصلت إليه نتائج دراسة أجراها باحثون في جامعة واشنطن في سانت لويس بأمريكا، مؤكدة أن لقاحي فايزر وموديرنا يؤديان إلى استجابة الجهاز المناعي التي يمكن أن تقمع فيروس كورونا لسنوات قادمة.

وبحسب ما نقل موقع "العربية.نت" عن صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الدراسة تدعم أيضاً الأدلة المتزايدة على أن معظم الأشخاص الذين جرى تحصينهم بلقاحات الرنا المرسال mRNA، قد لا يكونون بحاجة لحقنة إضافية معززة.

وبحسب تصريح الدكتور علي اليبيدي، اختصاصي المناعة بجامعة واشنطن الذي قاد الدراسة، لصحيفة "نيويورك تايمز"، فإن النتائج المستخلصة من الدراسة هي "علامة جيدة على مدى استدامة مناعتنا من هذا اللقاح".

مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الخلايا المناعية التي تتعرف على الفيروس، بقيت في نخاع العظام لمدة 8 أشهر على الأقل بعد الإصابة بكورونا، فيما استمرت خلايا الذاكرة البائية في النضج وأصبحت أكثر قوة بعد عام على الأقل من الإصابة.

وبحسب معلومات الباحثين في الدراسة، فإن المناعة ضد عدوى فيروس كورونا قد تستمر لسنوات أو لمدى الحياة، لدى الأشخاص المصابين بالعدوى ممن جرى تطعيمهم لاحقاً. لكن من غير الواضح ما إذا كان التطعيم وحده قد يظهر نفس الفاعلية.

تفاصيل العملية

يتم تطعيم معظم سكان العالم للوقاية من عدوى فيروس كورونا

شرح الباحثون آلية عمل المناعة، إذ أنه وبعد الإصابة بالعدوى أو التطعيم، يتشكل هيكل متخصص يدعى المركز الجرثومي في العقد الليمفاوية، وهو المكان الذي يتم فيه تدريب الخلايا البائية.

كما قد يتشكل هذا المركز الجرثومي في الرئتين، لكن بعد التطعيم تتواجد الخلايا في العقد الليمفاوية في الإبط ما يجعلها في متناول الباحثين.

وبعد 15 أسبوعاً من الحصول على الجرعة الأولى للقاح، وجد الباحثون أن المركز الجرثومي لا يزال نشطاً للغاية عند جميع المشاركين في الدراسة البالغ عددهم 14 مشاركاً، كما أن عدد خلايا الذاكرة التي تعرفت على الفيروس التاجي لم تنخفض.

ولفت الباحثون إلى أن الأشخاص الذين نجوا من الوباء وحصلوا على التطعيم لاحقاً، قد لا يحتاجون بتاتاً على حقن معززة. لكن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، أو الذين يتناولون أدوية تثبط المناعة، قد يكونون بحاجة إلى حقن معززة.