متحور كورونا الجديد ابسيلون اخطر من دلتا ولا يستجيب للقاحات

متحور كورونا الجديد ابسيلون اخطر من دلتا ولا يستجيب للقاحات، لم ينته الحديث عن متحور فيروس كورونا "دلتا بلس" حتى ظهر متحور جديد يثير المزيد من القلق والرعب، هو متحور "إبسيلون" الذي يبدو أن له استراتيجية مختلفة عن باقي المتحورات السابقة.

والمتحور "إبسيلون" الذي ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية، يمتلك قدرة على إضعاف فاعلية الأجسام المضادة الناتجة عن اللقاحات أو التعافي من عدوى سابقة بالفيروس. وهي ميزة تبعث على القلق الشديد، كون "إبسيلون" يتفوق على سابقه "دلتا بلس" واسع الإنتشار كونه يكافح الأجسام المضادة ويفقدها فاعليتها في الوقاية من عدوى فيروس كورونا.

فما هي التفاصيل المعروفة حتى الآن عن متحور "إبسيلون"؟ هذا ما نعرفه سوياً بناء على معلومات نشرها موقع "العربية.نت" حول هذا الموضوع.

متحور كورونا الجديد ابسيلون اخطر من دلتا ولا يستجيب للقاحات

 المتحور الجديد قادر على اضعاف فاعلية الاجسام المضادة عند المتعافين من فيروس كورونا

نشرت مجلة Science الطبية المعروفة على موقعها يوم أمس، ورقة بحثية قام بها عدد من الباحثين من مختبر David Veesler  في قسم الكيمياء الحيوية في جامعة واشنطن في سياتل، وLuca  Piccoli وDavide Corti  من  Vir Biotechnology، لفهم آلية عدوى هذا المتحور مقارنة بفيروس كورونا الأصلي، والآثار المترتبة عليه.

وأظهرت أحدث بيانات البحث أن متحور"إبسيلون" يعتمد على استراتيجية غير مباشرة وغير مألوفة للهروب والمراوغة، من خلال امتلاكه قدرة فائقة على الهرب من الأجسام المضادة "وحيدة النسيلة" التي يتم استخدامها في العيادات. إضافة لقدرته على تقليل فاعلية الأجسام المضادة من بلازما الأشخاص الذين تلقوا التلقيح.

وساعد التحليل في تحديد ظهور المتحور في مايو 2020 في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وبحلول صيف العام ذاته، كانت سلالات المتحور B.1.427 وB.1.429 قد تباعدت وزادت عدد حالاته بسرعة، وانتشر في الولايات المتحدة إضافة إلى 34 دولة أخرى على الأقل.

وعمل الباحثون كذلك على اختبار المرونة ضد متحور "إبسيلون" من بلازما المتعافين من فيروس كورونا أو الذين حصلوا على اللقاحات المتوفرة، لمعرفة خصائصه بشكل أفضل. لتكشف النتائج أنه تم تقليل فعالية تحييد البلازما ضد المتحور المثير للقلق بمقدار 2 إلى 3.5 أضعاف.

المتحور الجديد يصيب الخلايا من خلال البروتين السكري

 متحور ابسيلون يقاوم فاعلية الاجسام المضادة الناتجة عن اللقاحات

كذلك كشفت نتائج الدراسة البحثية أن المتحور الجديد يصيب الخلايا المستهدفة من خلال البروتين السكري glycoprotein، ووجدوا أن طفرات "إبسيلون" كانت مسؤولة عن إعادة ترتيب المناطق الحرجة من البروتين  glycoprotein.

كما أظهرت الدراسات المجهرية، حدوث تغيرات هيكلية في هذه المناطق، ما يفسر سبب صعوبة ارتباط الأجسام المضادة بالبروتين السكري المرتفع. فيما كان لإحدى الطفرات الثلاث في متحور "إبسيلون" تأثير مباشر على مجال ربط المستقبلات على البروتين السكري المرتفع.

إضعاف عمل الأجسام المضادة

 متحور كورونا الجديد ابسيلون اخطر من دلتا ولا يستجيب للقاحات

وبالعودة لمسألة إضعاف الأجسام المضادة التي يعوَل عليها كثيراً لتوفير الحماية القصوى من عدوى فيروس كورونا، فقد كشفت النتائج قدرة متحور "إبسيلون" على تقليل نشاط 14 من أصل 34 من الأجسام المضادة، بما في الأجسام المضادة في المرحلة السريرية.

في حين أثرت الطفرتان الأخريان من الطفرات الثلاث في المتحور، على المجال الطرفي N (N-terminal) في البروتين السكري، لينتج عن ذلك خسارة كلية 10 من أصل 10 للأجسام المضادة التي تم اختبارها خاصة بمجال N-terminal في البروتين السكري المرتفع.

تجدر الإشارة إلى أن تحورات فيروس كورونا حتى الآن، هي المتحور "بي 117" أو "ألفا" الذي ظهر لأول مرة في إنجلترا. وتم رصد سلالة "بي 1.135" أو "بيتا" لأول مرة في جنوب إفريقيا.

فيما رُصد متغير "دلتا"، المعروف أيضاً باسم "بي 1.617.2"، لأول مرة في الهند. وقد أطلقت الولايات المتحدة العديد من السلالات الخاصة بها، بما في ذلك سلالة "بي 1.427" أو "إبسيلون" التي شوهدت لأول مرة في كاليفورنيا.

وتساعد اللقاحات المتوفرة حالياً في توفير الحماية ضد جميع السلالات حتى الساعة، لكن هذا الواقع يمكن أن يتغير في أي لحظة، ما يزيد من إصرار الأطباء ومسؤولي الصحة العامة على ضرورة تلقيج المزيد من الناس لتجنب المضاعفات الصحية الناجمة عن هذا التحورات.