ابتكار جديد لتقليل مخاطر جراحة الأوعية الدموية في الشريان الأبهر

طورَ أطباء مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، تقنية جديدة تقلل بشكل كبير من المخاطر التي تنطوي عليها جراحة تمدد الأوعية الدموية بالشريان الأبهر. حيث أضيف تعديل على تقنية "الفرع أولاً" لمريض كان يخضع لعملية جراحية مفتوحة للشريان الأبهر المتضخم‎، وذلك للمرة الأولى.

في شهر يونيو 2020، نُقل موسى عبد الرحيم الجوهري المقيم في أبوظبي، إلى مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، مصاباً بتمدد الشريان الأبهر الصدري البطني بطول 6.5 سم، ما يعني انتفاخ الشريان الأبهر  وهو الشريان الرئيسي في الجسم، يبدأ من القلب، ويمد بقية الجسم بالدم. وضعف الشريان الأبهر تدريجياً وتَسلُّخه، يعود لنمط الحياة التي كان المريض يعيشها، وهي حالة خطيرة تؤدي إلى تمزق الطبقة الداخلية من الشريان، ظل يعانى منها على مدى عدة سنوات‎.

لم يكن علاج تمدد الأوعية الدموية بأقلِ درجة من درجات التدخل الجراحي في هذه الحالة خياراً ممكناً لمريض يبلغ من العمر 52 عاماً، لأن شريانه الأبهر كان ملتفَّاً على نفسه في البطن، حيث لا يمكن وضع دعامة لتسند الأوعية الدموية المتمددة‎.

وكان الخيار العلاجي الوحيد لمنع التمزق هو إجراء عملية جراحية مفتوحة واسعة النطاق، وهو إجراء لا يتوافر إلا في عدد قليل جداً من المستشفيات بالعالم، بسبب صعوبته الشديدة، وارتفاع معدل الوفيات بعده‎.

تفاصيل العملية

 تخفض التقنية الجديدة مدة الجراحة والنزيف وخطر الوفاة

يتطلب الأمر عادة وضع المريض على جهاز القلب والرئة (المجازة القلبية الرئوية)، وإيقاف الدورة الدموية لأعضاء الجسم لمدة 18 إلى 30 دقيقة، وذلك لاستئصال الجزء المصاب من الشريان الأبهر، واستبداله بنسيج على شكل أنبوب، يُزرع بالقلب على شكل تطعيم، ويتم ذلك خلال فترة زمنية قصيرة. وتزيد الجراحة التي يمكن أن تستغرق 12 ساعة، من خطر النزيف بنسبة 20٪، إلى جانب زيادة فرص الوفاة واختلال وظائف الأعضاء بنسبة 15٪. وقد يحتاج المرضى أيضاً لما يصل إلى 20 وحدة من الدم ومشتقاته، تُنقل إليه أثناء الجراحة.

ولكن لأول مرة على مستوى العالم، أجرى الجراحون في معهد القلب والأوعية الدموية في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" جراحة مبتكرة من خلال إدخال تعديل على تقنية "الفرع أولاً" ، فألغت الحاجة إلى المجازة القلبية الرئوية، وتوقيف الدورة الدموية، مما قلل بشكل كبير المخاطر على حياة المريض. وقد تم نشر هذه التقنية الجديدة في مجلة جراحات الصدر والأوعية الدموية.

ويقول الدكتور نيرانجان هيرماث، أخصائي جراحة القلب، في معهد القلب والأوعية الدموية، بمستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، وعضو في الفريق الذي عالج المريض، إنه تدرب على تقنية "الفرع أولاً" مماثلة في أستراليا، تستخدم جهاز القلب والرئة أثناء العملية.

ابتكار جديد لتقليل مخاطر جراحة الاوعية الدموية في الشريان الابهر

ويضيف: "أردنا إدخال تعديلات إضافية على هذه التقنية بهدف تقليل المخاطر المرتبطة باستخدام جهاز القلب والرئة. فما فعلناه بشكل مختلف هو أننا قمنا بتوصيل أنبوب بالجزء العلوي غير المصاب من الشريان الأبهر، وبدأنا في إيصال دم المريض نفسه إلى أعضائه، قبل البدء في إصلاح الشريان الأبهر. لذلك، وبدلاً من سحب الدم من المريض ووضعه في جهاز القلب والرئة ثم إعادته إلى جسم المريض، استمر الدم في الدوران عبر الطُعم المرتبط بالأعضاء‎ ".

وقال الدكتور نيرانجان أن هذا ساهم في تخفيف كمية النزيف، ولم يضطر فريق العمليات إلى الاستعجال في الجراحة لأن أعضاء البطن كانت تتلقى إمدادات الدم دون انقطاع. ولم يكن على الأطباء أيضاً إمداد المريض بوحدات دم إضافية. ونتيجة لذلك، تمكن الفريق من إتمام العملية بنجاح في غضون ثماني ساعات‎.