تقنيات حديثة لإعادة بناء الثدي لدى مريضات سرطان الثدي

إن التجربة المؤلمة لسرطان الثدي، متبوعة باستئصال ثدي واحد أو كليهما، هي حقيقة مرهقة وتتطلب جهداً كبيراً ودعماً من الأطباء لمساعدة مريضة السرطان على المضي قدمًا في هذا الطريق، ألا وهو إعادة بناء الثدي.

وبدلاً من الحصول على ثدي اصطناعي بديل، هناك العديد من الأسئلة التي قد تكون لدى المرأة، تساعد الاجابة عنها في استعادة ثقتها بنفسها خصوصاً إذا كان جراح التجميل يستطيع معالجة مخاوفها وتهدئة هواجسها.

يشرح الدكتور ستيفانو بومبي، استشاري جراحة التجميل من عيادة أستيتيكا دبي، الجوانب العديدة لإعادة بناء الثدي والجوانب النفسية للأورام في هذا الإجراء.

هيكلية إعادة بناء الثدي بعد عملية الاستئصال

تطعيم الدهون من التقنيات الحديثة لإعادة بناء الثدي

يقول الدكتور بومبي إن الميزة الأساسية لإعادة بناء الثدي بعد استئصال الثدي، هي استعادة إحساس الجسم بكينونته الواحدة.

مضيفاً: "الترميم المتزامن أو المتأخر (للثدي) بعد استئصال الثدي هو عنصر أساسي يجب مراعاته للحفاظ على سلامة جسم المريض وأنوثته. وحتى اليوم حيث تتجاوز نسبة البقاء على قيد الحياة، خاصة في المراحل غير المتقدمة من المرض، 90% من الحالات، فإن الحفاظ على ألق الحياة أو استعادتها عنصر أساسي".

ويفيد د. بومبي ان المرأة التي عانت من سرطان الثدي وخضعت لعملية استئصال الثدي قد تعاني أيضًا من فقدان الأنوثة. وقد يؤثر استئصال ثديها على طريقة إدراكها لجسدها.

ويضيف: "أظهرت الدراسات النفسية للأورام على مدى العشرين عامًا الماضية، أن إعادة البناء المتزامن مع استئصال الثدي يقلل من الشعور بفقدان الأنوثة الذي يعاني منه المرضى الذين لا يستفيدون من هذا النهج الفوري متعدد التخصصات".

لذا يجب أن تكون المراكز التي تتعامل مع هذه الحالة مجهزة بما يسمى بوحدة الثدي ، حيث يتم الاهتمام بكافة جوانب علاج سرطان الثدي بالإضافة إلى الجوانب العاطفية والنفسية على أكمل وجه، بحسب بومبي.

تقنيات حديثة لإعادة بناء الثدي

ميزة إعادة بناء الثدي هي إحساس الجسم بكينونته الواحدة

وفقاً للدكتور بومبي، يمكن إجراء العملية باستخدام مواد اصطناعية أو بمساعدة تبديل اللوحات النسيجية الخاصة بالمريض المأخوذة من مناطق محددة في الجسم. وبعكس الماضي حيث كان هناك فاصل زمني بين استئصال الثدي وإعادة بناء الثدي ، فإن التقنيات المتقدمة اليوم تعني إمكانية إجراء إعادة بناء متزامنة مع إزالة أنسجة الثدي".

الكشف المبكر يحسن من علاجات بناء الثدي

بفضل برامج الفحص في العديد من البلدان، أصبح بالإمكان الآن الكشف عن سرطان الثدي في مرحلة مبكرة بشكل متزايد. وهذا أمر بالغ الأهمية ليس فقط من أجل زيادة تحسين البقاء على قيد الحياة البيانات، لكنها تسمح أيضًا بالعلاج المحافظ للثدي مع تجنب استئصال الثدي بالكامل، كما يقول الدكتور بومبي.

مضيفاً ان هذه التدخلات، متبوعة بالعلاج الإشعاعي، تسمح باستئصال الورم وإعادة بناء الثدي فورًا بالأنسجة المتبقية دون استخدام زراعة الثدي.

تطعيم الدهون في عملية إعادة بناء الثدي

تقنيات حديثة لإعادة بناء الثدي لدى مريضات سرطان الثدي

لعقود عديدة، كانت غرسات الثدي هي المادة الوحيدة المستخدمة. لكن مع تحسن التقنيات وتوسع العلوم الطبية في حدودها، ظهرت طرق أخرى في المقدمة.

واليوم، تطعيم الدهون هو نهج شائع. ويوضح الدكتور بومبي: "يتم إعادة إدخال الدهون التي أزيلت من مناطق مانحة محددة عن طريق شفط الدهون لتكوين حجم وسمك في موقع استئصال الثدي".

وتمتلك الخلايا الجذعية الموجودة في الأنسجة الدهنية قوة تجديد غير عادية للأنسجة.

يقول الدكتور بومبي: "حتى عند المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج الإشعاعي في منطقة الثدي، يمكن أن يحسن تطعيم الدهون بشكل كبير ليس فقط مظهر الجلد ولكن أيضًا ليونة ومرونة الأنسجة".

مضيفاً ان عملية إعادة بناء الثدي، لا تتداخل مع طرق التشخيص او العلاج الكيميائي او الاشعاعي. حتى مع تكرار ظهور ورم خبيث موضعي في انسجة الثدي المعاد بناؤه، فإن إعادة البناء لا تنطوي على أي تأخير في التشخيص ولا تتداخل مع أي علاج لاحق.