دراسة: مناعة المتعافين من كوفيد-19 تبقى لاشهر بعد الاصابة

بين مسألتي المناعة الضعيفة والمناعة القوية التي تحمي من عدوى فيروس كورونا، تبقى المناعة المكتسبة بعد الاصابة بمرض كوفيد-19 محور اهتمام وتساؤل لدى الكثيرين ممن اصيبوا بالفيروس وتعافوا منه، او من قبل الذين يخشون من الاصابة بفيروس كورونا الجديد.

ويتداول العديد من المواقع اخباراً متضاربة حول مدة المناعة التي يتمتع بها المتعافون من جائحة كوفيد-19 بالمناعة ضد الفيروس المسبب لهذه الجائحة وغيرها من الفيروسات.

وفي دراسة جديدة نشرت نتائجها في مجلة Science العلمية، زعم الباحثون ان المتعافين من كوفيد-19 يتمتعون بمناعة كبيرة تصل الى 8 اشهر بعد الاصابة بالمرض. ما يدل على وجود حماية دائمة من هذا المرض.

فما هي تفاصيل هذه الدراسة كما أوردها موقع "روسيا اليوم" نقلاً عن صحيفة "نيويورك بوست"؟

مناعة المتعافين من كوفيد-19 تبقى 8 اشهر

 الذاكرة المناعية ضرورية في عملية التلقيح

الدراسة او الورقة البحثية التي قام بها باحثون من معهد La Jolla لعلم المناعة، قامت بتحليل عينات دم من اكثر من 180 مريض معظمهم من سان دييغو الامريكية ممن اصيبوا بفيروس كورونا المستجد.

وقال شين كروتي، المعد المشارك في الورقة البحثية، ان هناك قلقاً كبيراً من كون فيروس كورونا لا يحفز الذاكرة كثيراً. لكن الذاكرة المناعية تبدو جيدة جداً بحسب كروتي.

تفاصيل الورقة البحثية

خلال البحث، وجد كروتي وفريقه وجود اجسام مضادة خاصة بالفيروس في مجرى الدم لدى معظم المرضى الذين خضعوا للتجربة، وذلك بعد مرور 6 اشهر او اكثر من الاصابة. لكن الاهم من ذلك، وجود مستويات قوية من خلايا الذاكرة B التي تعمل على انتاج الاجسام المضادة.

فيما بعض الحالات كان لديهم عدد أكبر من هذه الخلايا المناعية بعد 8 أشهر من الإصابة، أكثر مما كان لديهم بعد شهر واحد فقط من الاصابة. وفي حال أصيب الشخص بالعدوى مرة أخرى، يمكن لخلايا الذاكرة B أن تقدم مخططاً لمحاربة الفيروس، حتى لو كان لديها مستويات منخفضة من الأجسام المضادة.

وبحسب النتائج، فإن الشخص الذي تعافى من مرض كوفيد-19 قد تتكون لديه مناعة تدوم لعدة سنوات.

هذا واضاف كروتي ان فريق البحث ماض في تتبع المرضى المشاركين في الدراسة، لمعرفة ما اذا كان ما زال لديهم مستويات تعداد الخلايا البائية نفسها بعد مضي 12 او 18 شهراً من الاصابة.

احتمال الاصابة بالعدوى مرة اخرى

 تختلف المناعة من كوفيد-19 بين شخص وآخر

لكن وعلى الرغم من النتائج الواعدة التي خلصت اليها هذه الورقة، فإن كروتي كرر تحذيره من ان الاصابة بعدوى كوفيد-19 ما زالت ممكنة.

معللاً السبب لذلك باختلاف المناعة من شخص لآخر، والافراد الذين يعانون من ضعف الذاكرة المناعية قد يكونون عرضة للعدوى من جديد.

تجدر الاشارة الى ان الذاكرة المناعية هي قدرة الجهاز المناعي على التعرف بسرعة ودقة على مستضد واجهه الجسم من قبل ومن ثم بدء استجابة مناعية مناسبة له.

وبشكل عام، تكون هذه الاستجابات المناعية ثانوية، وثالثية، وما إلى ذلك لنفس المستضد الذي تمت الاستجابة المناعية الأولية له في السابق.

والذاكرة المناعية مسؤولة عن المكون التكيفي للجهاز المناعي، والخلايا التائية  Tوالبائية B الخاصة - وهو ما يسمى بخلايا الذاكرة التائية T و الذاكرة البائية  B. وبالتالي فإن الذاكرة المناعية هي الأساس الذي يعتمد عليه التلقيح.