الاسماك ومخاطر صحية يجب معرفتها

بين جميع اصناف الطعام الموجودة والمعروفة من قبل البشر، تأتي الاسماك في طليعة الاطعمة الاكثر صحية وذات القيمة الغذائية العالية التي ينصح الاطباء وخبراء التغذية بضرورة تضمينها ضمن النظام الغذائي الصحي والمتوازن.

لكن توافر البدائل النباتية للاسماك وتراجع المخزون السمكي حول العالم فضلاً عن المخاوف من انبعاثات الاحتباس الحراري وتأثيره على قطاع صيد الاسماك، جعل الناس تخاف من تناول الاسماك على الرغم من فوائدها الصحية الجمة.

فما هي المخاطر التي يمكن ان تتسبب بها الاسماك والتي يجب التنبه لها، في مقابل الفوائد التي نجنيها من تناول الاسماك بشكل مستمر؟

مخاطر صحية للاسماك يجب معرفتها

مخاوف من مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور في الاسماك

تحدثت دراسات وأبحاث عدة عن "مخاوف خفية" لتناول الاسماك على صحة الانسان، منها مخاوف من احتواء الاسماك على مستويات عالية وضارة من الملوثات والمعادن وعلى رأسها مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور.

وهي مركبات كانت تستخدم بشكل كبير قبل حظر انتاجها، وتتسبب بآثار سلبية على مختلف اجهزة واعضاء الجسم بدء من الجهاز المناعي وصولاً الى الدماغ، كما أشار موقع بي.بي.سي عربية".

لكن جوناثان نابيير، المدير العلمي بمركز أبحاث روثامستد في هيرتفوردشير بإنجلترا، يقترح حلاً غير متوقع للحد من استهلاك مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور من الأسماك، بقوله ان  مشكلة تراكم المركبات السامة قد تكون أكثر انتشارا بين الأنواع التي يجري اصطيادها من المصائد الطبيعية البرية للاستهلاك البشري.

ويتم عادة تنظيف العناصر التي تتغذى عليها الأسماك المستزرعة لإزالة المركبات السامة منها، لهذا فإن الأسماك المستزرعة غالباً ما تكون أكثر أمانا من الأسماك التي تجمع من المصائد الطبيعية.

وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، الحوامل والمرضعات بتقليل تناول أنواع الأسماك المرجح أنها تحتوي على ملوثات، مثل مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور ودايوكسين، بحد أقصى مرتين أسبوعيا.

وبعض هذه الانواع يشمل الاسماك الدهنية مثل السلمون والسردين، وبعض الأسماك غير الدهنية كسرطان البحر والقاروص. وتقدر الحصة الواحدة بنحو 140 غرام.

الزئبق وخطره على الصحة

مخاطر صحية للاسماك يجب معرفتها

هناك ايضاً تخوف من احتواء الاسماك على الزئبق، وهو سم عصبي قد يخترق المشيمة ويؤثر على نمو الطفل. وربطت دراسات عديدة بين استهلاك الزئبق وامراض السرطان والسكري والقلب.

وعلى الرغم من وجود الزئبق في أطعمة أخرى مثل الخضروات، إلا ان الاسماك والمأكولات البحرية كانت المصدر الرئيسي لهذا المعدن بحوالي 78% من استهلاك المشاركين للزئبق في إحدى الدراسات.

وأوصت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الحوامل بالحد من استهلاك بعض الأنواع من الأسماك، مثل التونا والهاليبوت إلى حصة واحدة أسبوعيا.

لكن نابيير يصف المخاوف بشأن تراكم المعادن الثقيلة في الأسماك مبالغ فيها، معتبراً ان تراكم المعادن قد يكون ضاراً في الأنواع التي تعيش عمراً أطول نسبيا، مثل سمكة السيف التي قد تعيش من 15 إلى 20 عاما، وقد يصل تركيز الزئبق في جسمها إلى 0.995 جزء في المليون. في حين أن تركيز الزئبق في أجسام السلمون، الذي يعيش ما يتراوح بين أربعة وخمسة أعوام، قد يبلغ نحو 0.014 جزء في المليون.