ما هي زراعة القرنية ومتى يجب الخضوع لها

القرنية هي الطبقة الشفافة في العين، وتعد بمثابة النافذة التي تغطي القزحية والبؤبؤ والحجرة الداخلية للعين.

ورغم أن القرنية قد تبدو للبعض جزءًا غير مهم من العين، فهي تشكل في الواقع ما يضاهي ثلثي قوة البصر في العين البشرية إلى جانب كونها مسؤولة عن تركيز وانكسار الضوء الذي يدخل للعينين.

وعلى الرغم من قوة القرنية، إلا أنها جزء رقيق للغاية من العين مما يجعلها عرضة للتلف. ومن حسن الحظ أن عمليات زراعة القرنية يمكنها المساعدة في استعادة البصر في حال تعرضها للأضرار وتطور مشاكل البصر.

يحدثنا الدكتور ميغيل مورسيلو، استشاري طب وجراحة العيون واختصاصي في القرنية وجراحة الانكسار في مستشفى مورفيلدز دبي للعيون عن تفاصيل زراعة القرنية وأسباب الحاجة للعملية والمخاطر المرتبطة بها.

ما هي زراعة القرنية؟

ينصح الطبيب باجراء القرنية نتيجة الالم او تشوش الرؤية

بحسب د. مورسيلو، زراعة القرنية هي عملية جراحية يتم خلالها استبدال القرنية المصابة لدى المريض. وخلال العملية، يقوم الجرّاح بإزالة نسيج القرنية المصاب لدى المريض واستبداله بالنسيج السليم من عين متبرع.

وتجري كافة العمليات الجراحية لزراعة القرنية تحت التخدير الموضعي أو الكامل، وعادة ما تكون عملية بسيطة تستمر لمدة تقارب الساعة الواحدة ليتمكن المريض في الغالب من العودة إلى منزله في نفس اليوم.

انواع زراعة القرنية

هناك 4 أنواع من زراعة القرنية التي يمكن إجراؤها، والتي تستخدم في كل منها وسائل مختلفة بمستويات متباينة من المخاطر:

 بعض عمليات زراعة القرنية قد تتطلب ارتداء النظارات الطبية

  1. عملية رأب القرنية الصفاحيّ العميق DALK: ويعمل هذا الإجراء على إزالة الطبقات الخارجية الثلاثة من القرنية واستبدالها بالطبقات الممنوحة من المتبرع، مما يسمح بزراعة القرنية بسماكة جزئية.

وتحقق هذه العملية معدل 90% في الوصول لمستوى قوة النظر المطلوب للقيادة، لكن قد يتطلب الأمر جراحة أخرى أو استعمال النظارات أو العدسات الطبية للمساعدة في تصحيح النظر بشكل كامل.

  1. عملية رأب القرنية الصفاحيّ السطحي SALK: وهي عملية زراعة للقرنية بسماكة جزئية باستخدام صمغ الفيبرين ذي الأصل البشري. وتتم هذه العملية في حال وجود مناطق الإعتام الداخلية في لحمة العين، وتتضمن أقل من ثلث اللحمة الداخلية للقرنية.

أهم مزايا هذه العملية تدني معدل رفض الجسم للقرنية ونسبة حدوث المضاعفات.

  1. عملية رأب القرنية الغشائي (DSAEK و DMEK): يتيح الرأب الغشائي سرعة التعافي مقارنة مع استبدال القرنية برقعة ذات سماكة كاملة، حيث يستبدل الطبقة الداخلية من القرنية بطبقة من المتبرع يتم إدخالها بعمل فتحة صغيرة دون الحاجة إلى الغرز لإغلاقها لاحقًا.

وبعد العملية، يحصل معظم المرضى على قوة بصر مناسبة للقيادة، والتي قد يحتاجون لدعمها بالنظارات الطبية خلال فترة تصل إلى ستة أشهر لملاحظة النتائج و حوالي 18 شهرًا لتحسن البصر بشكل كامل.

  1. عملية رأب القرنية النافذ: يعمل هذا الإجراء على زراعة القرنية بسماكة كاملة بحيث يستبدل طبقات القرنية الخمسة جميعًا.

وبعد العملية، يتمكن 75% من المرضى من الوصول إلى قوة البصر المناسبة للقيادة، وقد يحتاج البعض منهم إلى وسائل المساعدة البصرية أو إلى عمليات جراحية أخرى للحصول على النتائج الكاملة خلال 18 شهرًا.

متى تحتاج لاستشارة الطبيب المختص؟

القرنية هي النافذة التي تغطي القزحية والبؤبؤ والحجرة الداخلية للعين

قد ينصحك طبيب العيون بإجراء العملية إن كنت تعاني من ألم العين أو تشوش الرؤية أو فقدان البصر بسبب أمراض مختلفة منها القرنية المخروطية أو مرض فوكس (حثل القرنية). كما يمكن أن يستفيد من العملية المرضى ممن يعانون من ترقق القرنية أو خدوش القرنية أو إعتام أو تورم أو تقرحات القرنية أو أية مضاعفات سببها إجراء عمليات سابقة في العيون.

ويعتبر السكري واحداً من أكثر الأمراض شيوعًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن شأنه أن يزيد احتمالات تعرض المرضى لتلف القرنية.

عوامل الخطر المرتبطة بعملية زراعة القرنية

من أكثر المضاعفات إثارة للمخاوف في زراعة القرنية هي رفض القرنية، أي عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم القرنية المزروعة ويعتبرها جسمًا غريبًا.

ومن المضاعفات الأخرى لعملية زراعة القرنية الإصابة بالالتهابات والزرق (الجلوكوما) ونزف العين ومشاكل في حدة البصر وتسرب السوائل من القرنية وانفصال القرنية وغيرها.