دراسة: اداء اغنيات عيد الميلاد يزيد من انتشار كورونا

من كان يعتقد أن مجرد الاحتفال بعيد الميلاد الذي يعني بداية عام جديد لكل منا، يمكن أن يشكل خطراً على صحتنا وأن يصيبنا بالامراض خاصة مرض كوفيد-19 الذي يجتاح العالم في الوقت الحالي؟

الحقيقة ان اغنية عيد الميلاد التي دأب الناس على غنائها اثناء غسل اليدين للوقاية من فيروس كورونا الجديد، تحمل مخاطر كبيرة لجهة الاصابة بهذا الفيروس التاجي الذي أصاب ما يزيد عن 27 مليون و700 الف شخص حول العالم.

هذا ما توصلت اليه دراسة سويدية جديدة، فما هي تفاصيل هذه الدراسة؟

اغنية عيد الميلاد تؤدي لنشر قطرات فيروس كورونا

هذا ما توصل اليها الباحثون في جامعة لوند السويدية بعد دراسة الهباء الجوي وكمية الجسيمات المنبعثة عند غناء اغنية عيد الميلاد، وتأثير ذلك على انتشار فيروس كورونا المستجد.

والدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة Aerosol Science and Technology واوردها موقع "روسيا اليوم" نقلاً عن "ديلي ميل" البريطانية، اظهرت ان الغناء خصوصاً الصاخب المتناغم والمميز في أغاني "عيد ميلاد سعيد" يمكن أن ينشر الكثير من القطرات في الهواء المحيط.

وفي حال ارتداء المحتفلون لاقنعة الوجه اثناء الغناء، وممارسة التباعد الاجتماعي وتنفيذ التهوية الجيدة، فإن خطر انتشار هذه القطرات يقل بشكل كبير.

وجاءت هذه الدراسة في اعقاب تقارير حول انتشار فيروس كورونا فيما يتعلق بغناء الجوقات معاً.

تفاصيل الدراسة

لفهم عدد جزيئات فيروس كوفيد-19المنبعثة أثناء الغناء، قام الباحثون باستخدام 12 مغنيا يتمتعون بصحة جيدة، وشخصين مصابين بـ "كوفيد-19"، يغنون عبر قمع.

وبحسب جاكوب لوندال، معد الدراسة والأستاذ المشارك في تكنولوجيا الهباء الجوي، تم وضع قيود مختلفة في جميع أنحاء العالم لجعل الغناء أكثر أمانا، "ومع ذلك، لم يحصل حتى الآن أي تحقيق علمي لكمية جزيئات الهباء الجوي والقطرات الأكبر، التي نخرجها بالفعل عندما نغني"، بحسب لوندال.

والهباء الجوي هو كناية عن جزيئات صغيرة محمولة في الهواء، وحجم بعض هذه الجسيمات أكبر من غيرها، وهي تتحرك على مسافة صغيرة من الفم.

وأشارت مالين السفيد، طالبة الدكتوراه ومشاركة في الدراسة، ان بعض القطرات تكون كبيرة جداً، لدرجة انها لا تتحرك إلا بضعة ديسيمترات من الفم قبل أن تسقط. في حين أن القطرات الاخرى أصغر حجما وقد تستمر في التحليق لدقائق، وهي ما يسبب انتشار فيروس كورونا بين الاشخاص.

ويبدو ان بعض الاحرف تملك القدرة اكثر على اطلاق القطرات الكبيرة جداً، منها حرفا P  و B على انهما اكبر نثرات الهباء الجوي بحسب السفيد.

وقام المغنون اثناء التجارب البحثية بارتداء بدلات الهواء النظيف، والدخول لغرفة مبنية خصيصا ومزودة بهواء مفلتر وخال من الجسيمات. وقام الباحثون باجراء تحليل لعدد وكتلة الجزيئات المنبعثة من المغنيين أثناء التنفس والحديث في الغرفة، اضافة لأنواع مختلفة من الغناء باستخدام قناع الوجه.

وأثناء اختبارات الأغنية، تم قياس الهباء الجوي والقطرات الأكبر باستخدام مصابيح وكاميرا عالية السرعة تستطيع قياس الجسيمات الصغيرة جدا. ليكتشف الباحثون انه كلما كانت الأغنية أعلى صوتا وأكثر قوة، زاد تركيز الهباء الجوي والقطرات.

وقالت ألسفيد أنه تم ايضا اجراء قياسات للفيروس في الهواء بالقرب من شخصين، غنيا عندما كانا مصابين بمرض كوفيد-19، ليتبين أن عينات الهواء الخاصة بهما لم تحتوي على كمية من الفيروسات يمكن اكتشافها. لكن الحمل الفيروسي يمكن أن يختلف في أجزاء متعددة من الشعب الهوائية وبين مختلف الأشخاص.

وأشار الباحثون الى انه في حال وجود فهم جيد للمخاطر التي تنطوي على قيام مجموعة من الناس بالغناء معاً، فإنه بالامكان الغناء بطريقة آمنة في حال اتباع الاجراءات الاحترازية.

ويمكن اداء اغنيات عيد الميلاد في اماكن ذات تهوية جيدة مع المحافظة على التباعد الاجتماعي والنظافة، وذلك للتقليل من تركيز جزيئات الهباء الجوي في الهواء. كما تساعد اقنعة الوجه على احداث فرق كبير لجهة الحد من انتشار القطرات.