انتظام النوم في رمضان يساعد على مواجهة فيروس كورونا

يواجه الصائمون العديد من المشاكل الصحية والمتاعب نتيجة الصيام والانقطاع عن تناول الطعام والشراب لساعات طويلة، فضلاً عن الاستيقاظ خلال الليل لتناول وجبة السحور.

كما أن البعض يبادر للسهر ليلاً لمشاهدة البرامج التلفزيونية والمسلسلات التي تنشط خلال الشهر الفضيل، ما قد يؤثر على جودة النوم كل يوم.

وبحسب خبراء في كليفلاند، فان التدابير الاحترازية المتبعة وسط جائحة فيروس كورونا المستجد، والتي تشمل التباعد الاجتماعي والدراسة والعمل من المنزل، سيكون لها حتمًا تأثير في الطريقة التي يقضي بها الناس شهر رمضان هذا العام، وفي العادات المرتبطة بنمط الحياة مثل أنماط النوم.  

وأشار طبيب مختص في طب النوم بمستشفى كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة، إلى أن زيادة المرونة في ساعات العمل وقلّة اللقاءات الاجتماعية لا سيما في وقت متأخر من الليل وزيادة الوقت الذي يقضيه الناس أمام الشاشات، عوامل يمكن أن تؤثر في جودة النوم، ما يؤثر بدوره في استجابة الجهاز المناعي. 

النوم عامل مهم لتقوية المناعة في رمضان

ورأى الدكتور فيشال شاه، الخبير في طب النوم بمركز اضطرابات النوم التابع لكليفلاند كلينك أن الناس يبحثون خلال جائحة فيروس كورونا المستجد عن طرق لتقوية مناعتهم، مؤكّدًا أن النوم "عامل مهم في هذا الأمر". 

وبينت العديد من الدراسات أن الاستجابة المناعية للإنسان قد يعيقها عدم الحصول على قسط كاف ومتواصل من النوم الجيد يوميًا، ما يجعله أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بشكل عام. كما أن تعافيه إذا أصيب بالمرض قد يستغرق وقتًا أطول، بحسب الخبير الطبي. 

ويطلق جهاز المناعة أثناء النوم بروتينات تسمى السيتوكينات، يساعد بعضها على الحماية من العدوى والالتهاب، وقد يؤدي الحرمان من النوم الجيد إلى انخفاض إنتاج السيتوكينات والأجسام المضادة اللازمة لمحاربة العدوى. وأضاف الدكتور شاه أن النوم الجيد مهم خلال شهر رمضان لأنه ينظم الهرمونات التي تتحكم في الشهية، موضحا أن قلة النوم يمكن أن تجعل الصوم أكثر صعوبة. 

انتظام مواعيد النوم في رمضان

أكد الخبير المختص أن انتظام مواعيد النوم مفتاح للتمتع بقدر كاف من النوم الجيد وتحقيق الأداء المناعي الأمثل للجسم، مضيفاً: "سواء التزم المرء بجدوله اليومي المعتاد خلال شهر رمضان أو غيره وفقًا لمواعيد الإفطار والسحور، أو حتى إذا بقي مستيقظًا في الليل ونام خلال النهار، فمن المهم الحرص على الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ صباحًا في الوقت نفسه كل يوم، وهذا سيساعد على ضبط النَظْم أو التواتر اليومي، أو ما يعرف بساعة الجسم الداخلية، ويشجع على النوم المقوي". 

وينصح الدكتور شاه من يختار تقسيم نومه إلى عدة حصص في اليوم، بالحرص على وجود حصة ثابتة طويلة من النوم المتواصل لمدة لا تقل عن خمس ساعات أو ست. أما من يجعلون ليلهم نهارًا، فإن نصيحته لهم بأن عليهم في نهاية شهر رمضان التكيف ببطء مع روتينهم المعتاد، وتحريك وقت نومهم واستيقاظهم بضع ساعات كل يوم، ليسهل عليهم ضبط ساعة أجسامهم. 

عامل آخر يمكن أن يؤثر على جودة النوم خلال شهر رمضان هذا العام، وهو الوقت الذي يقضيه الناس أمام الشاشات في ظل فرض العديد من البلدان إغلاقًا جزئيًا أو كاملًا على الأنشطة الخارجية وتشجيع التباعد الاجتماعي الجسدي، وفقًا للخبير، الذي قال ان قضاء وقت طويل امام شاشات التلفاز او الهواتف المحمولة او الاجهزة اللوحية يمكن ان يعطل الإيقاع الطبيعي للجسم ويخفض إفراز هرمون الميلاتونين المنظم للنوم.