دراسة تسأل: هل ينتهي وباء كورونا في الصيف؟

ننام ونستيقظ كل يوم على أخبار فيروس كورونا، نحصي الإصابات والوفيات وأعداد المتعافين، نبحث عن وسائل الوقاية من العدوى ونتضرع لله أن يحمينا ويخفف عنا هذه الكربة.

توحد العالم أجمع على متابعة كل تطورات فيروس كورونا المستجد المعروف بإسم "كوفيد-19"، خصوصاً لجهة الأخبار المتتالية عن التسابق لإيجاد لقاح ناجع يحمي مليارات الناس من هذا الفيروس القاتل.

فيما تتناهى للسمع، أخبار مفادها أن وباء كورونا يمكن أن ينتهي مع بداية الصيف. فما هي صحة هذه الأخبار، وما علاقة الصيف بانتهاء هذا الوباء؟

ارتفاع الحرارة في الصيف هل ينهي وباء كورونا؟

هذا ما يسعى علماء في جامعة يوتا الأمريكية للإجابة عليه، من خلال اختبار عينات من فيروس كورونا تحت درجات حرارة متباينة، حسبما جاء على موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن موقع "سيانس لايف" العلمي.

وقد تساعد هذه الاختبارات مسؤولي الصحة العامة في التعرف على كيفية تفاعل الفيروس مع التغيرات في درجة الحرارة.

ويعتقد الكثيرون أن ارتفاع درجة الحرارة خلال فصل الصيف المقبل، يمكن أن يساعد في كبح انتشار فيروس كورونا المستجد، أو ربما يقضي على موجة الوباء بشكل نهائي. ورغم ظهور تقديرات متباينة بهذا الشأن، فإنه لا توجد إجابة قاطعة حتى الآن على هذا السؤال حسبما يقول باحثون.

ويشير عالم الفيزياء في جامعة يوتا سافيز سافاريان، إن فيروس كورونا ينتشر بصورة تشبه انتشار الانفلونزا لجهة القطرات المخاطية المعدية المعلقة في الهواء. مضيفاً أن تطور تفاعل
قطرات الفيروس أو رذاذه في درجات حرارة معينة تؤثر على قوة العدوى، وموضحا أن الفيروسات تفقد الفعالية لأن جسيماتها تفقد وحدتها البنيوية.

ويوافق سافاريان الرأي عالم آخر هو الفيزيائي مايكل فيرسينين، الذي يشير لعدة قدرة الفيروسات على أداء أي مهمة بمفردها، وهي لا تكتسب صفة الحياة إلا داخل خلايا الكائنات الأخرى مستخدمة أياها لاستنساخ نفسها.

تفاصيل الدراسة 

يقوم البحث في الدراسة على بناء نسخ وهمية لهذه الفيروسات، مع وضع غلافات خارجية عليها. لكنها تخلو من جينومات فيروسية ما يجعل التجارب آمنة وغير معدية.

هذا وأكد فيرسينين أن النسخ التي يتم اختبارها هي نسخة طبق الأصل من فيروس كورونا، مشددا على أن البحث يهدف لمعرفة الأسباب التي تؤدي لانهيار وموت هذه الفيروسات.

وقد استخدم العلماء في تنفيذ التجربة التي تستهدف فيروسات متناهية الصغر، أشعة ضوئية مركزة يمكنها تحريك جزيئات الفيروسات. ويأمل الباحثون في معرفة مدى قدرة انتقال الفيروس في ظروف مختلفة، من الهواء الطلق في حرارة الصيف إلى الداخل في المكاتب المكيفة.

ويمكن أن يؤثر ذلك على المدة التي يجب أن تكون بها سياسات الإغلاق والتباعد الاجتماعي.