الاضطرابات النفسية وتأثيرها على صحة الشباب

جيل الشباب هو الجيل الذي تنبى عليه الآمال لمستقبل واعد وافضل، وهو الجيل الذي يبدأ التأسيس عليه من مرحلة المراهقة وصولا الى الشباب في العشرينيات من العمر.

الا ان هذه المرحلة العمرية لا تخلو من المشاكل والضغوطات والاضطرابات النفسية الناتجة بالمقام الاول عن اضطراب الهرمونات والتغيرات الفيسيولوجية خلال النمو، وايضا نتيجة التضارب الحاصل بين رغبة الشباب بالتحرر من قيود الاهل والاستقلالية وبين رغبة الوالدين باسداء النصائح ورعاية ابنائهم وبناتهم اثناء هذه الفترة العصيبة والمهمة في حياة الشباب.

ويمكن لهذه الاضطرابات النفسية ان تؤثر سلبا على نواحي مختلفة من حياة الشباب ومنها الصحة خاصة فيما يتعلق بمسألتي النحافة الزائدة او البدانة المفرطة.

ويؤكد الدكتور محمد زيدان، اخصائي طب الاسرة في مستشفى الزهراء بالشارقة، تعرض الشباب للضغوط النفسية التي تلقي بالكثير من التبعات الصحية عليهم والتي يجب ان يتنبه لها الاهل لعلاجها والوقاية من مضاعفاتها.

الاضطرابات النفسية تؤثر سلبا على صحة الشباب

بحسب الدكتور زيدان، فان للاضطرابات النفسية تأثيرات كبيرة على الوزن والنمو الخاص بالشباب. 

ومن المتعارف عليه طبيا، ارتباط نشاط الغدة الدرقية بالحالة النفسية. فالعصبية والانفعالات مرتبطة بزيادة نشاط الغدة الدرقية بشكل مفرط والتي تؤدي الى حدوث زيادة في نشاط القلب والأمعاء والمخ ومختلف الأجهزة الأخرى.
 
يتبع ذلك زيادة معدلات أيض الغذاء وزيادة ضربات القلب والتعرق والأرق، كما يتبع ذلك النحافة بشكل مفرط حيث تكون خسارة الوزن هي النتيجة المتوقعة بعد زيادة الضغط النفسي على الشباب. 

كما يرافق العصبية في بعض الأوقات فقدان الشهية للطعام وبالتالي تزيد من فقدان الوزن ومعدلات النحافة بين الشباب، يضيف الدكتور زيدان.

وتجدر الاشارة ايضا الى ان زيادة الضغوطات النفسية قد تسبب مرض الشراهة في تناول الطعام وهو المرض المعروف باسم (Binge Eating) ؛ حيث يعمد الشباب لتناول الطعام حتى بدون الإحساس بالجوع وفي غير الأوقات المعتادة للطعام وهو أحد أساليب الجسم في الهروب من التفكير في الأمور المسببة للضغوطات العصبية على الإنسان. 

لكن ينتج عن ذلك السمنة والتي إن لم يتم تداركها تتحول الى سمنة مفرطة ومزمنة.
 
وأخيراً، قد تدفع الضغوطات العصبية بالذهن الى الرغبة بتناول السكريات والحلوى بشكل عام. ويرجع ذلك إلى أن السكريات مرتبطة لا إراديا بالشعور بالسعادة نتيجة اثارة بعض مراكز المخ التي تجعل الإنسان يعتقد بأنه سعيد بدون مبرر، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى الإدمان بالفعل، وقد أوكد ذلك من خلال الأبحاث الطبية. 

ويشير الدكتور زيدان الى ان تناول السكريات يسبب أيضاً حاجة المخ الملحة إلى السكر بشكل عام والذي يؤدي بدوره إلى السمنة المفرطة. لذلك ينصح مرضى النحافة أو السمنة بضرورة تحديد العامل النفسي ومعالجة الضغوطات النفسية من أجل نجاح العلاج الطبي.