حمية الديتوكس.. تحمل الضرر أكثر من المنفعة لهذه الأسباب

أتى فصل الصيف حاملاً معه بشائر الإجازة الصيفية للطلاب والموظفين، ويحمل معه أيضاً بدء موسم الأعراس الذي يتزامن عادة مع تحسن الطقس والأجواء الدافئة والحفلات الخارجية عوضاً عن البرد والحفلات الداخلية.

وهذا الموسم الحافل بالمناسبات، يفرض علينا الإلتزام بجسم رشيق وممشوق لنبدو أجمل وأنحف في الفساتين البراقة وثياب البحر أثناء ارتياد الشاطئ. ما يعني العودة للحمية الغذائية التي توفقنا عنها بعض الشيء خلال الشتاء، وهو ما يعني أيضاً سعي السيدات بشكل خاص لاتباع حميات سريعة بغرض إنقاص الوزن بوقت سريع وقياسي.

لكن هذه الحميات، ومنها حمية الديتوكس، تحمل الضرر أكثر من المنفعة كما تخبرنا ناتالي جابرايان، اختصاصية تغذية ومدربة رياضية التي تفنَد مزاعم هذه الحمية وأضرارها، مشددة في الوقت ذاته على أهمية خسارة الوزن بشكل صحي وتقدم لك عزيزتي الحلول الصحية والطبيعية لهذا الأمر.

اتباع نهج صحي لانقاص الوزن
اتباع نهج صحي لانقاص الوزن

حمية الديتوكس لتحقيق حلم الرشاقة السريع

اكتسبت أنظمة التخلص من السموم (حمية الديتوكس) شعبية كبيرة في السنوات القليلة الماضية،كونها تتضمنتناول المشروبات السائلة لمدة 3 أيام أو حتى 7 أو 14 يومًا! لكن السؤال المطروح هنا هو، ما هي السموم التي يُعتقد أنها تزيلها؟ وكيف تحديداً؟

بحسب جابرايان، لا يوجد دليل واضح على فعالية حمية الديتوكس في تنظيف الجسم سريعاً من السموم. ويمكن أن يتألف النظام الغذائي التقليدي للتخلص من السموم من عصائر الفواكه والخضروات والأعشاب والشاي والمُكملات الغذائية ومدرات البول والماء.

وتدعي هذه الأنظمة بإزالة السموم من الجسم الحاصلة جراء التعرض للغذاء والبيئة (المعادن الثقيلة / المبيدات الحشرية / الملوثات ، إلخ) ولكن من الصعب جدًا تتبع مصدر الفاكهة والخضروات. هل هذه العناصر عضوية وبالتالي تحقق الفائدة المرجوة منها؟

تقدم هذه الحميات أيضًا إدعاءات غير واقعية بدون دليل علمي. وفي مراجعة أجريت العام 2017 من قبل المعاهد الوطنية للصحة، تم الكشف أن العصائر وأنظمة "التخلص من السموم" أو الديتوكس، يمكن أن تُسبب فقدانًا أوليًا للوزن بسبب قلة تناول السعرات الحرارية، ولكنها تميل إلى زيادة الوزن بمجرد أن يستأنف الشخص نظامه الغذائي الطبيعي.

حمية الديتوكس يمكن ان تضر بوظائف الجسم الطبيعية
حمية الديتوكس يمكن ان تضر بوظائف الجسم الطبيعية

أضرار حمية الديتوكس على الصحة

تشير جابرايان لمجموعة من العواقب الناجمة عن اتباع حميات التنظيف أو التطهير الصارم بشرب العصائر، وهي الآتية:

  • حمية الديتوكس لا تعلَمنا عادات الأكل المستدامة لتغيير نمط الحياة على المدى الطويل. فهي تتضمن تقييداً شديداً للسعرات الحرارية، وسعرات حرارية منخفضة للغاية (أقل من 800 سعرة حرارية / يوم)، في حين أن الحد الأدنى الموصى به للوظائف الأساسية للنساء هو 1200 سعر حراري وللرجال 1500. كما يمكن أن يؤدي تناول السعرات الحرارية المحدودة إلى التعب، التهيج والعصبية، ورائحة الفم الكريهة.
  • الضغط السلبي على الجسم: في حال وضعية التجويع على المدى الطويل، يقوم الجسم بإيقاف عملية التمثيل الغذائي والأعضاء الثانوية غير الضرورية مثل الجهاز التناسلي وما إلى ذلك للحفاظ على الطاقة.
  • فقدان الماء وكتلة العضلات خلال حمية الديتوكس، ما يُقلل من عملية التمثيل الغذائي لديك.
  • نقص المُغذيات الأساسية مثل البروتينات التي تدعم بناء الأنسجة،ومنها الشعر، الخلايا، الجلد، الإنزيمات، الهرموناتووظائف الجسم الأساسية.
  • انخفاض البروتين: يعني أن الجسم غير قادر على معالجة الأدوية بشكل صحيح، وقد لا يكون لبعض الأدوية أي تأثير، لكنه يؤثر سلباً على الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مثل مرضى السكري والكلى والأمهات الحوامل أو المرضعات، وبالتالي يجب تجنب هذه الحمية تمامًا من قبل هؤلاء المرضى.
  • الصيام طويل الأمد يمكن أن يؤدي إلى نقص الطاقة والفيتامينات والمعادن، فضلاً عن اختلال توازن الكهارل وحتى الموت.
  • الأنظمة الغذائية لا تعمل بالطريقة نفسها مع الجميع، فلا يوجد مقاس واحد يناسب الجميع!
  • بعض العصائر التي لم يتم تعقيمها أو معالجتها بطرق أخرى لقتل البكتيريا الضارة يمكن أن تصيب الناس بالمرض.
  • بعض العصائر تحتوي على نسبة عالية من الأوكسالات، وهي مادة طبيعية موجودة في بعض أصناف الطعام مثل السبانخ والبنجر. إن شرب كميات كبيرة من العصير عالي الأوكسالات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بمشاكل الكلى.
  • قد تشتمل برامج "إزالة السموم" على أدوية مُسهلة، والتي يمكن أن تُسبب إسهالاً حاداً بدرجة كافية تؤدي إلى الجفاف واختلال توازن الكهارل، مما يُشكل خطراً كبيراً على صحة القلب.

وتنصح اختصاصية التغذية بضرورة تذكر وظائف جسمك واعتمادها على المُغذيات بمقدار كبير (الكربوهيدرات البروتينية) والمُغذيات الدقيقة (الفيتامينات والمعادن). وأي خلل في هذا المقدار يمكن أن يُعرَض جسمك باستمرار للمواد السامة؛وبقدر ما تبدو هذه الحميات مغرية، فإن الحقيقة هي أن جسمك سيتأذى بشكل كبير على المدى الطويل.

ما هو النهج الأفضل لخسارة الوزن

حمية الديتوكس تحمل الضرر اكثر من المنفعة
حمية الديتوكس تحمل الضرر اكثر من المنفعة

تُفضل جابرايان اتباع نهج أكثر "ذكاء" في خسارة الوزن، يشمل تناول طعام صحي، والتركيز على الإعتدال وتحسين نمط حياتك بدلاً من الذهاب في عملية تطهير قد تكون خطرة.

ووفقاً لجابرايان، فإن التوصية بفقدان الدهون الصحية هي 0.5-1 كيلوجرام / أسبوعًيا من خلال اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية لكنه يتضمن سعرات حرارية كافية وتقسيمًا متوازنًا للمُغذيات الكبيرة بنسبة 50٪ كربوهيدرات،30٪ بروتين، و20٪ دهون. وأي شيء أسرع من خسارة 0.5-1 كيلوجرام في الأسبوعيُعد نظاماً غذائياً قاس له عواقب صحية.

وتضيف أن جسمنا كبشر معقد للغاية، ولكنه فعال جدًا في إزالة السموم من تلقاءذاته، من خلال الرئتين والعرق والقولون والكبد. وكل ما يمكننا القيام به هو دعم هذه العملية الطبيعية من خلال عدة طرق مثل:

  • اتباع نظام غذائي كثيف المُغذيات،غني بالألياف 30 جم / يوم، والخضروات والفواكه ومصادر البروتين الخالية من الدهون.
  • ممارسة ما معدله 150 دقيقة من التمارين متوسطة الشدة في الأسبوع.
  • الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم.
  • الإقلاع عن التدخين إذا كنت تدخنين.
  • الإمتناع عن تناول الكحول.
  • شرب كمية كافية من الماء للبقاء رطبًا.
  • تناول الأطعمة المُخمرة مثل الكفير واللبن والكيمتشي ومخلل الملفوف والبروبيوتيك الطبيعي، والتي تُحفز عملية الحرق في الجسم.