دراسات جديدة لتحقيق التقدم في اكتشاف سرطان الثدي وعلاجه في الإمارات

ضمن الجهود المبذولة محلياً وعالمياً لتحقيق المزيد من التقدم في اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة وعلاجه بشكل فعال وسريع للحفاظ على حياة المصابات بالمرض، أعلن مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" عن قيام مجموعة من خبرائه حالياً بإجراء ثلاثة دراسات طبية تهدف لتوفير رؤى جديدة حول مستوى الوعي بمرض سرطان الثدي، إضافة إلى العوامل الجينية والتركيبة السكانية للسيدات الإماراتيات اللواتي جرى تشخيص إصابتهن بهذا المرض، حيث يمكن أن تساهم هذه الدراسات الواعدة في تحقيق تقدم كبير على صعيد اكتشاف المرض وعلاجه في دولة الإمارات.

وبالتزامن مع الشهر العالمي للتوعية بمرض سرطان الثدي، الذي يصادف شهر أكتوبر من كل عام، بدأ المستشفى بدراساته الثلاث في شهر سبتمبر بقيادة فريق متعدد التخصصات من معهد الأورام، والذين سيعتمدون على المشاركة التطوعية من جانب المرضى بالإضافة إلى بيانات بأثر رجعي تم جمعها من سجلات المستشفى على مدى السنوات الخمس الماضية.

وأوضح الدكتور ستيفن غروبماير، رئيس معهد الأورام في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، أن هذه الدراسات ستسهم في جمع بيانات محددة من شأنها المساعدة في توفير رعاية مخصصة وبرامج توعية موجهة لمواطني دولة الإمارات.

كيفية تأثير مرض سرطان الثدي على المرأة الإماراتية

مضيفاً: "ستمنحنا هذه الدراسات أساس مهم نستند إليه في رحلتنا لفهم كيفية تأثير مرض سرطان الثدي على المرأة الإماراتية، واستكشاف الخصائص الفريدة وعوامل الخطر المحتملة للمرض على سكان الدولة، فضلاً عن معرفة وقياس مدى وعي المرضى حول التاريخ الصحي العائلي والشخصي. وسيتيح لنا هذا النهج تخصيص خدمات الرعاية التي نقدمها بما يتناسب مع احتياجات مرضانا ومتطلباتهم الصحية، ومساعدتنا في صياغة مجموعة من مبادئ وبروتوكولات الصحة العامة لزيادة وعي أفراد المجتمع حول مرض سرطان الثدي".

الدراسة الأولى

ستوفر الدراسة الأولى التي تركز على قياس مستوى الوعي حول مرض سرطان الثدي والعوامل الجينية والوراثية بين النساء الإماراتيات، معلومات أساسية حول التاريخ الصحي للثدي. وسيعمل الخبراء الطبيون المشاركون في الدراسة للحصول على معلومات جديدة حول مجموعة الطفرات الجينية بين مرضى سرطان الثدي. وتُقسم هذه الدراسة إلى مرحلتين، سيتم في الأولى إجراء استبيان لـ 100 سيدة ممن أجرين فحوصات شعاعية للصدر في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" لمعرفة مدى وعيهن حول مرض سرطان الثدي. كما سيتم دعوة 50 مريضة إماراتية أخرى ممن شخّصت إصابتهن حديثاً بمرض سرطان الثدي لإجراء اختبار لوحة جينية لتحديد معدل وطيف الطفرات الجينية بين هذه الفئة، ومن المتوقع أن تنتهي الدراسة في عام 2022.

وأضاف الدكتور غروبماير: "لقد أدركنا منذ فترة طويلة أن التاريخ المرضي العائلي يشكَل عاملاً مهماً جداً في تعزيز وعي المرأة حول خطر الإصابة بمرض سرطان الثدي، والسبب في ذلك أنه تم تشخيص إصابة أجيال متعددة من عائلات معينة بمرض سرطان الثدي. وعندما تكون المريضة واعية لتاريخها الصحي والتاريخ المرضي لعائلتها، فإن ذلك يمكَننا من القيام بالعديد من الأشياء لمساعدتها وأفراد أسرتها. وتشمل هذه الاستراتيجية إجراء اختبارات جينية مكثفة، والصور الشعاعية بشكل متكرر، ووصف الأدوية الهرمونية المناسبة للحد من المخاطر. وفي حال كانت المرأة لا تمتلك هذه المعرفة، فإن ذلك يصعب علينا مساعدتها في اتخاذ قرار مستنير بشأن أفضل الخطط والبرامج العلاجية".

الدراسة الثانية

بينما تركز الدراسة الثانية على خصائص التركيبة السكانية وأورام سرطان الثدي بين الإماراتيات اللواتي خضعن للعلاج في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" في الفترة من مايو 2015 حتى يونيو 2021.

ولفت الدكتور غروبماير إلى أن هذه الدراسة من شأنها المساعدة في تقييم إمكانية دعم الأدلة القصصية التي توصلوا إليها حول التركيبة السكانية وخصائص الورم لدى مرضى سرطان الثدي من خلال البيانات التي يتم جمعها.

وتابع: "نشهد في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" نسبة أكبر من المواطنات الإماراتيات اللواتي يتم تشخيص إصابتهن بمرض سرطان الثدي في سن أبكر. ويختلف معدل أعمار الإصابة بهذا المرض عمّا لاحظناه في الولايات المتحدة. وسنعمل على تحديد وتقييم الأعمار التي أصيبت بها هؤلاء المريضات بسرطان الثدي، ونوعية الورم، وفيما إذا كانت هذه الأورام تحتاج لعمل جراحي أم تتم معالجتها بالحد الأدنى من التدخل الجراحي، وأي منهم الأكثر شيوعاً".

الدراسة الثالثة

ستعمل الدراسة الثالثة والأخيرة على تقييم الوقت الذي بدأ فيه المستشفى بتقديم العلاج لمريضات سرطان الثدي اللواتي عولجن أو تم تقييم حالتهن في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي" في الفترة بين يناير 2018 حتى يناير 2020.

وأشار الدكتور غروبماير إلى أن الغاية الأساسية من هذه الدراسة تتمثل في معرفة مدى التزام المستشفيات بالإرشادات التي حددتها الشبكة الوطنية الشاملة للسرطان ومقرها الولايات المتحدة (NCCN) فيما يتعلق بمراحل علاج مرض السرطان، حيث أظهرت دراسة حديثة قام بها باحثون من كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة، وشارك فيها الدكتور غروبماير، وشملت 28,000 مصابة بمرض سرطان الثدي، انخفاضاً في معدل نجاة المرضى عندما تكمل خيارات العلاج، مثل الجراحة والعلاج الكيميائي والإشعاعي، أكثر من 38 أسبوعاً اعتباراً من وقت تشخيص المرض.

ونود إلى أن أحد الأهداف الرئيسة لهذه الدراسة يكمن في إيصال رسالة حول أهمية عامل الوقت فيما يتعلق بتقديم خدمات الرعاية للمرضى للوصول إلى أفضل النتائج. 

واختتم الدكتور غروبماير بالقول: "نحن نسعى دائماً إلى فهم احتياجات المرضى وتقليل حجم الفجوات التي يمكن أن تنتج خلال رحلاتهم العلاجية. وستساعدنا هذه الدراسة في تحديد المزيد من التحديات والفرص، بما يساهم في تطوير خطط وبرامج رعاية مخصصة تتناسب مع متطلبات المرضى في دولة الإمارات".