تعرفي إلى بيرثا رينجر أول امرأة قادت سيارة في العالم

يرتبط تاريخ صناعة السيارات بأسماء ذكورية، ومن أبرزها المخترع الألماني "كارل بنز" الذي لم يكن لنجاحاته أن تتحقق لولا شجاعة زوجته بيرثا رينجر التي تعد تاريخياً أول امرأة قادت سيارة في العالم.

وتعود أسطورة بيرثا المولودة في الثالث من مايو 1849 إلى العام 1871، حين دعمت خطيبها المتعثر مالياً كارل وقدمته له الأموال الكافية لمواصلة مشروع ورشته الميكانيكية، قبل أن يتزوجا في العام 1872، ما أسس لاحقاً إلى قدرة "بنز" في ابتكار سيارة تسير بمحرك ومن دون الحاجة إلى الخيول لتدفعها، لبصر مشروع بنز النور أخيراً في العام 1885 إلا أن خوفه من قيصر ألمانيا الذي حظر ابتكار عربات عكس ما يركبه القيصر العاشق للخيول، دفع كارل إلى إخفاء ابتكاره لأكثر من عام داخل كراج مغلق، حتى قررت الزوجة بيرثا في الأول من أغسطس 1888 فتح الكراج دون علم زوجها، وقيادة السيارة بنفسها في رحلة امتدت لمسافة 106 كيلومتراً بين مدينتي مانهايم وبفورتسهايم لتصبح بذلك أول امرأة تاريخياً تقود سيارة.

لم تخلو رحلة بيرثا من العديد من المشاكل، بعد أن واجهت خلال قيادتها ضعفاً في قدرات المحرك الأمر الذي دفعها إلى التوجه لإحدى الصيدليات وشراء مواد محفزة لاحتراق الوقود وبالتالي زيادة قدرة المحرك قبل أن تعكس هذه الزيادة سلباً على تهالك سريع للمكابح ما دفعها للتوجه إلى أحد الحدادين والطلب منه صناعة بطانة جديدة للفرامل بجانب اعتماد مقبض طويل لذراع المكابح، التي اتبعته بيرثا بالاعتماد على مشبك شعرها الطويل لتنظيف أنابيب الوقود المسدودة فضلاً عن استخدام جواربها النسائية بهدف ربط وعزل الأسلاك الكهربائية، وعند بلوغها وجهتها قامت بإرسال برقية لزوجها بأنها قادة السيارة إلى بفورتسهايم لزيارة والدتها، وأنها عائدة إلى مانهايم في اليوم التالي.

شجاعة الزوجة وتقديم خبرات الرحلة الأولى كان كفيلاً لزوجها كارل بنز في كسر حاجز الخوف ومواصلة العمل على إدخال تحسينات عدة على مشروعه ومن أبرها مقترح بيرثا بضرورة أدخال ترس إضافي لصعود التلال، قبل أن ينجح كارل أخيراً في إبرام شراكة مع المهندس ديملر الذي أسس لوضع حجر أساس ولادة شركة "مرسيدس-بنز".