منتجع Park Gstaad.. بهجة النفس والعين

غشتاد بلدة سويسرية – عالمية بامتياز، تقع في كانتون برن الناطق بالألمانية، والذي يضم العاصمة الاتحادية برن، في جنوب غرب سويسرا. وتُعرف غشتاد بأنها منتجع تزلج عالمي الشهرة ووجهة فخمة مفضّلة لأفراد المجتمعات المخملية والمشاهير. من أروع وأرقى خيارات الإقامة في البلدة، فندق "بارك غشتاد" Park Gstaad الذي يسود فيه السلام والسكون في أحضان الأشجار الألبية وديكور فخم ووسائل الراحة والرفاهية.

أصالة ألبية في أفخم وجهات التزلج
تقع غشتاد على ارتفاع 1050 مترا فوق مستوى سطح البحر، ويعود تاريخها إلى الأزمنة القديمة. ولأن عدد سكان البلدة كان يبلغ نحو 9200 نسمة، فإن عدد المتوافدين إليها للتزلج شتاء أو للتمتع بطبيعتها وأجوائها الساحرة في الفصول الأخرى يرفع عدد السكان كثيراً. لطالما عاش سكانها على تربية الماشية والزراعة، إلى أن شبّ فيها حريق كبير عام 1898 . وتزامن ذلك مع تنامي سياحة التزلج، فأعيد بناؤها لدعم صناعة السياحة. افتُتحت أول مدرسة للتزلج في غشتاد عام 1923 ، وخلال وقت قصير، انتشر عدد من الفنادق في المنطقة. ساعد السكان وأصحاب الفنادق وأصحاب المتاجر والمكاتب السياحية في الترويج لغشتاد على المستوى الدولي. وتسارع بناء حلبات التزلج وملاعب التنس وأحواض السباحة ومنصات القفز على الثلج ومناطق المشي لمسافات طويلة. وافتُتحت أول مصاعد التزلج والقطارات الجبلية عام 1934 . وبعد ضمور للسياحة سببته الحربان العالميتان الأولى والثانية، عاودت البلدة الواقعة في حضن جبال الألب النهوض، وارتدت حلة أبهى، فتكاثرت الفنادق والشاليهات والمطاعم الفاخرة ومتاجر أهم الماركات والمعارض الفنية. وأسهمت مسارات المشي لمسافات طويلة بدرجات متفاوتة الصعوبة، والهواء النقي، والجو الجبلي، ومنحدرات التزلج الصعبة في جذب السياح على مدار السنة من أنحاء العالم.
ويضاف إلى النشاطات الجاذبة للزوار، مهرجان موسيقي سنوي، وبطولة سويسرا المفتوحة في التنس، وبطولة عالمية في البولو، ومسابقة للمناطيد، وغير ذلك كثير من نشاطات رياضية وفنية وثقافية وترفيهية. ومن العلامات البارزة في غشتاد، معهد "لو روزيه"، وهو أشهر مدرسة داخلية في العالم أجمع،
وأكثرها كلفة. أسسها "بول إميل كارنال" عام 1880 في موقع قصر "روزيه" في بلدة روله، وتملك حرما ثانيا في غشتاد.
وفي موازاة ذلك كله، تبقى غشتاد بلدة ألبية أصيلة تحافظ على تقاليدها وحرفها بفخر. ففي المنطقة مزارع كثيرة، خصوصا لتربية الأبقار، وتحظى المنتجات المحلية، كالجبن واللحوم والحرف اليدوية، بشعبية كبيرة.
"بارك غشتاد".. أناقة تتخطى حدود الزمان
لا بد عند التحدث عن غشتاد من التوقف عند إحدى محطاتها البارزة، حيث يلتقي الجمال الطبيعي بالأناقة في"بارك غشتاد" Park Gstaad . المنتجع الجبلي الأصيل الذي افتتح سنة 1910 يقع في واد أخضر خصب في قلب غشتاد على مقربة من شارعها الأساسي، ويطل على مناظر رائعة لجبال الألب البرنية والغابات الخلابة. ويُعدّ الفندق مثالاً ساطعاً على الضيافة السويسرية التقليدية، فيحرص على التقاليد الأصيلة،
ويقدم خدمات ومرافق عصرية في تجربة الرفاهية المطلقة.
لتجربة مثالية تستفيد إلى أقصى حد من صفاء الطبيعة الألبية وسكون الأجواء الجبلية المثلجة، يتمحور مفهوم الفندق حول الصحة والعافية، فضلا عن حماية البيئة المحيطة بالفندق من خلال ضمان استدامة منتجاته. ويستفيد هذا الملاذ الألبي من أكثر من 1000 حدث ونشاط سنوي في المنطقة خلال الصيف والشتاء، مثل التزلج، والتنزه الجبلي، والكرة الطائرة، والبولو، وركوب الخيل، ونشاطات أخرى تناسب الزوار من كل الأعمار.

دلّلي كل حواسك في أحضان جبال الألب

يتألف الفندق الساحر من 84 غرفة و 10 أجنحة تمتد عبر خمسة طوابق، أبرزها "ماي غشتاد شاليه" الذي يمتد على مساحة 400 متر مربع، فيعتبر أكبر جناح "بنتهاوس" (أي طابق علوي) في جبال الألب السويسرية. ديكور غرف الجناح مستلهم من المناظر الطبيعية المحيطة، حيث نجحت مصممة الديكور "فيدريكا بالاسيوس" في الجمع بين الحداثة وطابع المنطقة التي تفتخر بتقاليدها، وفي الوقت نفسه توفير كل متطلبات الرفاهية العصرية. ولأن الطعام الشهيّ جزء أساسي من التجربة السياحية المتكاملة، يقدّم "بارك غشتاد" تجارب طعام رائعة ومبتكرة في مطاعمه الثلاثة.
"آفونو مونتان" Avenue Montagne الذي يشرف عليه الشيف "ريكاردو شيفانو" ارتدى حلة جديدة منذ شتاء عام 2017 ، ويقدّم اليوم أطباقا عصرية مبتكرة باستخدام منتجات من مصادر محلية. ويضم مطبخا مفتوحا، فيمكن للضيوف مشاهدة الطهاة أثناء عملهم. أما المطعم الثاني "لو تشوبوت" Le Chubut ، فيقدم تجربة الطهو المباشرة لأطباق مستوحاة من نكهات باتاغونيا الأرجنتينية الرائعة خلال رحلة طعام مشوقة. ويمكن للضيوف أيضا تذوق المأكولات السويسرية الإقليمية المفضلة مثل الفوندو والراكليت في
"شاليه فالدهاوز" Chalet Waldhuus ، الموجود ضمن شاليه خشبي تقليدي في حديقة الفندق. وفي الصيف، يستمتع الضيف على شرفة الفندق الواسعة ببوفيهات الشواء اللذيذة وأطباق التاباس، في أحضان مناظر جبال الألب الخاطفة للأنفاس. ومقابل الطعام اللذيذ، لا بد من الحفاظ على الصحة في السبا الذي يضم في مساحته البالغة 1000 متر مربع 10 غرف معالجة ومسبحا داخليا بمياه مالحة، ومسبحا بمياه دافئة في الهواء الطلق للاستخدام خلال أشهر الصيف. في أجواء مريحة على عطر منعش خفيف وأنغام موسيقى مهدئة وإنارة رقيقة، يمكن للضيوف الاسترخاء في الجاكوزي والساونا والحمامات التركية، والتمتع بالعلاج المائي والعلاج بالمياه المعدنية ومناطق مخصصة للاسترخاء. قائمة السبا الشاملة تضم علاجات تدليك عطرية، وعلاجات وجه فعالة، وجلسات مانيكير، وتقشير بشرة الجسم وترطيبها وغيرها؛ ومن أشهرها علاج خاص بالاسترخاء بعد يوم تزلج أو مشي جبلي طويل.
وفي الفندق أيضا، مركز للياقة البدنية مجهّز بمواصفات عالية المستوى، ويوفر خدمة المدرب الشخصي. وهناك أيضا نادٍ داخلي لرياضة الغولف وتقنية محاكاة لممارسة الغولف في قاعة مغلقة، وهو ما يمنح لاعبي الغولف المتحمسين وصولا افتراضيا إلى أجمل الملاعب وأكثرها صعوبة في العالم. يُقدم "بارك غشتاد" أيضا خدمات للمناسبات الخاصة ونشاطات الشركات، وإمكانية الاستئجار الحصري لإحدى صالاته أو للفندق بأكمله. ويقدّم الطاقم العامل في الفندق خدمات شاملة بطريقة احترافية وفعالة ودقيقة دقةَ الساعات السويسرية. ختاما، يمكن أن نردد مع الممثلة البريطانية المخضرمة "جولي أندروز" المقيمة في غشتاد: إن هذه البلدة هي "الفردوس الأخير في عالم متهوّر". وإذا أضفنا إلى روعة غشتاد روعة منتجع "بارك غشتاد"، تكتمل التجربة، وتترك في النفس والعين بهجة ما بعدها بهجة.