سعوديات يبدعن في الوظائف الطبية ويعالجن السرطان بكفاءة
جدة - إسراء عماد
يشهد قطاع التمريض في المملكة العربية السعودية تطورا ملموساً في المجال البشري من خلال بروز الكفاءات النسائية السعودية في هذا المجال، وإثبات جدارتهنّ بتفوقهنّ على الرجال، ومن الشواهد على ذلك ما أثبتته 20 ممرضة سعودية في مركز الملك عبدالله للأورام بجدة، التابع لمدينة الملك عبدالله الطبية بالرياض.
فقد أثبتت الممرضات السعوديات جدارتهن في التعامل مع مرضى السرطان، والإتقان ليس فقط في المهام التقليدية التي تقوم بها الممرضة كتقديم الدواء في موعدة للمريض ومنحه الحقن، والتعامل في أوقات الضغط في ظل زيادة المراجعين الذين بلغ عددهم أكثر من 30 ألف مريض سنويا، بل نجحن أيضاً في استخدام الأجهزة الحديثة كأجهزة التصوير الإشعاعي، من دون تدخل جراحي، والتي ساهمت في الحد من انتشار الأورام بشكل كبير.
كما أن الممرضات بالمركز تلقين تعليمهنّ الجامعي وتخرجنَ من أقسام التمريض بجامعات المملكة، ومنهنّ من أكملن تعليمهنّ في الولايات المتحدة، إضافة إلى تدريبهنّ من قبل وزارة الصحة السعودية مع كامل الكادر الطبي والتمريضي، والمشرفات، ومساعدات الأطباء، بالمستشفى على استخدام الأجهزة الحديثة في العلاج وفق أحدث الأساليب العالمية.
ويعد من الملاحظ أيضاً التطور الملموس من الناحية الاجتماعية حيث تجاوزت الممرضة السعودية القيود المجتمعية، وأثبتت وجودها وحققت العديد من الإنجازات، والمستويات العالية في الناحية السريرية أو التعليمة، أو الإدارية، رغم معاناتهنّن من نظرة المجتمع القاصرة تجاههنّ، إلا أن ذلك لما يؤثر فيهن حيث إنهنّ يجاهدن للتغلب عليها، ويحققن أعلى مستويات النجاح، ويؤكد على ذلك زيادة أعدادهن، وتفوقهنّ في المجال.
كما أن هناك مشاكل أخرى تقف في وجه الممرضات السعوديات من ضمنها وعدم وجود حضانات لأطفالهن، وساعات العمل، حيث يعملن أحيانا لفترات إضافية دون وجود بدلات، وإن وجدت فهي قليلة، لا تتعدى الـ 20% للممرضة السعودية بينما هي 70% للأطباء، إلا أنهنّ سعيدات بالمشاركة في خدمة مرضى السرطان، وتقديم الدعم لهن.
ولهذه الأسباب طالبت الممرضات السعوديات بإنشاء "مجلس تشريعي" للإشراف على مهنة التمريض، بحيث يكون مسؤولا عن وضع التشريعات لممارسات المهنة، ومعيار أخلاقيات، والتعليم المستمر، ويكون أيضا مسؤولا عن مراقبة الأداء، ومنح التراخيص الطبية، ويكون الجهة المخولة لتمثيل التمريض أمام كافة القطاعات الصحية.
يذكر أن مركز الملك عبدالله للأورام في جدة قد شهد تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، خاصة بعد أن تم فصله عن مستشفى الملك عبدالعزيز، ودعمه بأجهزة متطورة التي تبلغ قيمة الجهاز منها أكثر من ثمانية ملايين ريال، وجميع المرضى السعوديين يتم علاجهم وفق قرارات من وزارة الصحة السعودية.