زها حديد: قصة نجاح وابداع

اسم لمع منذ سنوات في عالم الهندسة المعمارية... هي امرأة بمواصفات خاصة، قصة ابداع انتقلت بين اهم العواصم. بطلة القصة هي زها حديد المرأة العراقية التي ولدت في بغداد في العام 1950 وهي ابنة وزير المالية العراقي الاسبق محمد حديد ومن سليلة عراقية بورجوازية معروفة. عشقها للعمارة بدأ منذ نعومة اظافرها عندما كانت تقوم بتصميم كل من غرفة جلوس بيت العائلة الفخم على نهر دجلة في العراق كمت ألبست صديقاتها من الطالبات. اكملت دراستها الثانوية في العاصمة العراقية، والتحقت بالجامعة الأميركية في بيروت في العام 1971 حيث نالت شهادة في الرياضيات، ثم بكلية العمارة البريطانية في لندن. بعد التخرج خطت خطواتها الاولى في مكتب كولهاس، استاذها السابق، وانطلقت بعدها لتقوم بأعمالها الخاصة. مشوارها الطويل مليء بالتحديات وبكسر القوالب النمطية. تلقيها لتربية عصرية من قبل والديها المنفتحين ودعمهما الكبير كانا مصدر الهام كبير لدى حديد، اضافة الى تأثرها باصدقاء ابيها المقربين المهندسين وباعمالهم وبزيارة المتاحف مع والديها في العطل. تأثرها بالهندسة التجريدية وانسيابية الخط العربي والتفاعل بين المنطق الرياضي والهندسة المعمارية، انعكس على تصاميمها، وموهبة المهندس العالمي اوسكار نيمايير واسلوبه شجعها على ابداع اسلوبها الخاص مقتدية ببحثه عن الانسابية في كل الاشكال. لم يكن طريق النجاح سهلا، عانت حديد لمرحلة كبيرة لاقناع الاشخاص المعنيين باختيار تصاميمها بعد الصورة النمطية على انها امرأة ومن اصل عراقي. الا ان موهبتها رفعتها الى صفوف ابرز مصممي العالم، واكثرهم اثارة وتحديا للعمارة التقليدية. العمارة بالنسبة لحديد لا تتبع الموضة، فالمشروع يجب ان يكون في خدمة احتياجات المستخدمين. بصمتها تجلّت في التواصل مع البيئة في التشكيل الهندسي وارتباط المشروع القوي بمحيطه وتفرده وتميزه. فاصبحت من رواد مدرسة قائمة بذاتها التفكيكية واللاانتظامية التي تدعو الى انعدام التوازي والتقابل في الخطوط والاشكال من اجل تحقيق اشكال درامية وفنية. اضافة الى كل هذه الابداعات، اضافت حديد بصمتها الى ديكور المنزل، من خلال اكسسورات ومفروشات تحمل توقيعها. من طلاء الجدران الى الكنبة والكرسي وطاولات الطعام والمزهريات والرفوف والمصابح، استعملت فيها حديد اخر التقنيات في التصميم والتصنيع. يضم مكتبها وفريق عملها 200 من العاملين من جنسيات مختلفة. ومن اهم انجازاتها: 1982: فوزها بمسابقة "دي بيك" في هونغ كونغ. 1988: نادي مونسون بار في سابورو في اليابان. 1991: انشاء محطة اطفاء فيترا، في فييل آم راين في المانيا. 1994: فوزها بمشروع دار الأوبرا "كارديف" في بريطانيا. 1998: تصميم بناء مركز الفنون الحديثة "روزنتال" في ولاية "سنسناتي" في الولايات المتحدة. 1999: مرسى السفن في باليرمو في صقلية. 2000: المسجد الكبير في عاصمة اوروبا ستراسبورغ. 2002: منصة "بير غيسيل" للقفز على الثلوج، في اينيزبروك في النمسا. 2004: المبني المركزي في مجمع شركة بي ام دبليو في لايبزيغ في المانيا. 2006: محطة القطار السريع في افراغولا في ايطاليا. 2012: قاعة السباحة المغلقة لدورة الألعاب الاولمبية في لندن. 2012: الملعب الوطني الرياضي الجديد في اليابان. اضافة الى مشاريع اخرى عديدة كمشروع متحف المتوسطية دي ريدجو كالابريا، دار الأوبرا فى جوانكتشو في الصين، مدرسة Evelyn Grace الثانوية في بريطانيا، متحف غوغنهايم في تايوان، المتحف الوطني للفنون من القرن الحادي والعشرين (MAXXI) في روما وغيرها. اما في البلدان العربية فاعمالها بدأت تنتشر من مشاريع عدة في ابو ظبي ومركز ابو ظبي للثقافة والفنون الادائية ودار الاوبرا في دبي ومحطة مترو مركز الملك عبد الله المالي في الرياض الذي يعد مشروع مهم للغاية، لأنه بمثابة محطة رئيسة لتقاطع ثلاثة خطوط مترو على الشبكة الجديدة، مع ستة أرصفة تمتد على مساحة تتجاوز أربعة طوابق عامة ومستويين من مواقف السيارات تحت الأرض اضافة الى تصميم مركز للدراسات والبحوث ومتحف الفنون الإسلامية في الدوحة فضلا عن معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت. اما في بلدها الام العراق، فتقوم حديد باعداد تصاميم ابداعية لجامعتي سومر وميسان وتصاميم اخرى للمدن الجامعية التي تعمل وزارة التعليم العالي العراقية على تنفيذها. حصدت المصممة عشرات الجوائز الدولية، وهي أول امرأة تفوز بجائزة بريتزكر للعمارة في العام 2004 وكانت المرة الاولى التي تفوز بها امرأة في تاريخ الجائزة كما كانت ثالث بريطاني يحصل على هذه الجائزة ومن اصغر الحائزين عمرا. ولهذه الجائزة ميزة خاصة في عالم فن العمارة، إذ توازي تقريباً جائزة نوبل في العلوم والأدب. كذلك حصلت على وسام التقدير من الملكة البريطانية ونالت لقب "فارسة" في العام 2012 وعلى ارفع جائزة نمساوية في العمارة في العام 2002 وتقليدها جائزة الدولة النمساوية للسياحة. كما فاز مبناها الذي صممته وهي اكاديمية Evelyn Grace بالجائزة المعمارية الأرقى في المملكة المتحدة، وهي جائزة "ستيرلنج " “Stirling” لعام 2011، الممنوحة من "المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين The Royal Institute of British Architects RIBA". وانتظمت كأستاذة زائرة أو أستاذة كرسي في عدة جامعات، وتسنى لها أن تحصل على شهادات تقديرية من أساطير العمارة مثل الياباني كانزو تانك، كما اختارتها مجلة CEO في المرتبة الرابعة ضمن قائمة اقوى 100 امرأة عربية للعام 2013. للتعرف اكثر على اهم اعمالها وانجازاتها ومتابعة نشاطاتها، يمكنكم زيارة موقعها الالكتروني