رئيسة البرازيل ديلما روسيف الحياة تتطلب شجاعة

  إعداد:أريج عراق سيدة لا تعرف المستحيل.. امرأة من فولاذ .. المطلقة التى قهرت السرطان .. كلها تسميات تطلق على ديلما فانا روسيف أول امرأة تتولى قيادة دولة البرازيل ثامن أقوى اقتصاد فى العالم بعد سنوات من مكافحة الاستبداد العسكرى ومعاناة المعتقل ومحنة الطلاق مرتين . ولدت ديلما فانا روسيف فى 14 ديسمبر 1947 فى ولاية ميناس غيرايس في أسرة تنتمي للطبقة المتوسطة لأب مهاجر بلغاري وأم برازيلية. وتميزت حياتها المهنية بأنشطتها المناوئة للديكتاتورية العسكرية فى الفترة ما بين 1964-1985 وبالعمل في مجال الخدمة العامة منذ استعادة الديمقراطية بالبلاد. وشاركت روسيف أثناء شبابها فى المقاومة المسلحة المعروفة باسم كولينا ( قيادة التحرير الوطني) و "في ايه آر-بالماريس" (الطلائع الثورية)المسلحة لمكافحة نظام الأمر الواقع. في مطلع السبعينات أودعت روسيف السجن وتم تعذيبها بالكهرباء وإغراقها في الماء لمدة 22 يوماً بتهمة التحريض ضد العسكر ولم تتراجع عن مواقفها فقضت ثلاث سنوات في السجن. وقد عثر مؤخراً على صورة لها في محفوظات الشرطة العسكرية واستخدمها الصحفي ريكاردو دو أمارال في كتاب له عن السيرة الذاتية لرئيسة البرازيل تحت عنوان «الحياة تتطلب شجاعة». وبدت روسيف في الصورة رقيقة وشابة وجميلة وذات نظرة حادة ولديها ثقة بالنفس، وقيل إنها كانت ترفض النظر في الأرض أو تخفي وجهها بيديها وتصر على النظر بعيداً أو في وجوه المحققين العسكريين في زمن الدكتاتورية (1964 - 1985). وتقول القصة إنها بصقت في وجه معذبيها ولم تُقر عن أي من أسماء رفاقها الثوار في قوات التحرير الوطني. وتقول روسيف: "لقد تعرضت لتعذيب وحشي.. وأستطيع أن أقول لكم إن الكذب تحت وطأة التعذيب ليس سهلاً"، وأردفت "وأنا فخورة لكوني أنقذت حياة رفاقي". في أواخر عهد النظام العسكري، ناضلت روسيف من أجل الحصول على عفو للمواطنين الذين كانوا قد فقدوا حقوقهم المدنية واضطهدتهم الحكومة، وشاركت في تأسيس حزب العمل الديمقراطي في جنوب البرازيل. وبعد دراستها لعلم الاقتصاد، شغلت روسيف فى أواخر الثمانينات منصب سكرتيرة المعادن والطاقة فى حكومة ريو غراندى دو سول، والتي ذاع من خلالها صيتها من جميع أنحاء البلاد. ومع انضمامها إلى حزب العمال منذ عام 2001، تولت روسيف منصب وزيرة الطاقة خلال الفترة الأولى لولاية الرئيس لولا دا سيلفا التي بدأت فى يناير 2003، وفي يونيو 2005 تبوأت روسيف منصب رئيسة ديوان رئيس الجمهورية. واختار لولا بنفسه روسيف لتخلفه، وفازت بنسبة 58% من إجمالي الأصوات مقابل حصول منافسها مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي البرازيلي المعارض جوزيه سيرا على نحو 44% من الأصوات في الجولة الثانية وتسلمت المنصب رسميا في الأول من يناير 2011. ولروسيف، وهى مطلقة مرتين ، ابنة وضعت أول حفيد لها العام الماضى، وفى عام 2009 خضعت روسيف لعلاج من سرطان الغدد الليمفاوية واستخدمت لفترة قصيرة شعرا مستعارا أثناء العلاج الكيماوي ، لكنها تعافت منه سريعا.