التغذية والتوعية بمرض سرطان الثدي

هي: جمانة الصباغ
جرى ربط سبب وعلاج مرض السرطان بالنظام الغذائي والتغذية راجعي موضوع النظام الغذائي الصحيح للوقاية من السرطان الدراسات أن المحافظة على وزن صحي يمكن أن يسهم في الحدّ من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، وكذلك الأمر بالنسبة لعدم التعرض له مجدداً. وبالإضافة إلى ذلك، فإن المرأة التي دخلت في مرحلة سن اليأس هي معرَضة أكثر من سواها للإصابة بمرض سرطان الثدي، خصوصاً إذا كانت تعاني من الوزن الزائد.
 
وتقول دونا ماريا مسمار، أخصائية التغذية لدى "كي كال" الرائدة في مجال إعداد الوجبات السريعة الصحية، أنه من هذا المنطلق يجب تناول المأكولات الغنية بحمض أوميغا 3 الدهني، مثل: السلمون والتونة والسردين والجوز وبذر الكتان والفاصولياء. فأحماض أوميغا 3 الدهنية هي عناصر غذائية مهمةٌ ومرتبطة بالعديد من الأنشطة الجسدية، كما تُعتبر أساسيةً لنظام المناعة في الجسد. 
 
وتضيف: "تتمتع أجسادنا بنظام دفاعي ذاتي ضد الخلايا التالفة التي تسبَب الإجهاد  التأكسدي والذي يُطلق عليه "مضادات الأكسدة" (ANTIOXIDANTS)، وهي متوافرةٌ بكثرة في العديد من المأكولات الكاملة مثل الفواكه والخضروات على سبيل المثال تلك التي تتضمن التوت والخضروات الورقية الداكنة والمكسّرات والحبوب".  
 
وتؤكد مسمار "أنه من المفيد جداً تناول الكثير من البندورة والبطيخ والغريب فروت الزهري الغنية بالليكوبين (Lycopene)، إذ تظهر الدراسات أنه يسهم في خفض احتمال الإصابة بالسرطان".  
 
وتتابع دونا ماريا مسمار: "بالإضافة إلى ذلك، ينبغي الإكثار من تناول الثوم لأنه ليس مضاداً للأكسدة فحسب، بل أنه يحتوي على مركّب يُطلق عليه الأليسين عندما يتم سحقه. وقد أثبت الأليسين أنه يتضمن العديد من الفوائد الصحية، فلذلك هو يشكَل إضافةً كبيرة لنظامك الغذائي".
 
وتضيف: "أما المأكولات التي يجب أن تتجنبي تناولها فهي واضحةٌ للعيان، إنها المأكولات التي ينبغي الإبتعاد عنها من أجل خفض مخاطر الإصابة بجميع الأمراض وأبرزها السكر المكرَر والحبوب المكرَرة والأطعمة المُعالجة والمواد المضافة والمواد الحافظة".
 
وتشير أخصائية التغذية لدى "كي كال" إلى أنه بالإمكان أيضاً زيادة دفاع نظامنا الطبيعي المضاد للأكسدة من خلال ممارسة الرياضة. فلن تساعد التمارين الرياضية فقط في المحافظة على وزن صحي، بل سوف تعزَز الدفاعات ضد الأمراض".
 
التعافي والعلاج 
من جهة أخرى، تقول دونا ماريا مسمار أن العلاجات من السرطان تؤدي إلى ظهور العديد من الآثار الجانبية التي تؤثر على كمية الأغذية التي يتم تناولها. ومن أهم تلك العوارض الجانبية الغثيان والتقيؤ والتهاب الفم أو الحلق وتغيّر حاستي الشم والذوق؛ وبالتالي، فإن دور التغذية هو مساعدة الأشخاص على البقاء أقوياء قدر المستطاع وشحن أجسادهم بالعناصر الغذائية اللازمة.
 
وتضيف: "غالباً ما ينتج انخفاض الشهية عن الأعراض الجانبية للعلاج، لذلك يُنصح بتناول وجبات صغيرة بشكل أكثر انتظاماً بدلاً من الوجبات الكبيرة. كما أن تناول وجبات خفيفة من الأطعمة الكاملة مثل المكسّرات والفواكه هو خيارٌ ممتاز. وفي مطلق الأحوال يجب على المصاب بمرض السرطان أن يكون مرناً في اتباع نظامه الغذائي في خلال فترة العلاج. ففي بعض الأيام سوف يشعر المريض أنه بحاجة لأن يأكل، وفي أحيان أخرى لا يخالجه هذا الشعور، لذلك يجب دائماً التنبه لاحتياجات الجسد". 
 
وتختتم أخصائية التغذية لدى "كي كال" أن الهدف الرئيس يجب أن يرتكز على تزويد الجسم بما يكفي من الطاقة لتقوية جهاز المناعة من أجل محاربة العدوى أثناء العلاجه وبعده. وتتابع "هذا الأمر يتطلب من المريض إستهلاك ما يكفي من السعرات الحرارية وما يكفي أيضاً من البروتين لإعادة بناء أنسجة الجسم، المتوفرة في المأكولات الكاملة مثل البيض ولحم الدجاج والأسماك. كما أن الأفوكادو وزيت الزيتون والمكسّرات هي مصادر مهمة للدهون الأساسية، فضلاً عن كونها  كثيفة السعرات الحرارية".  
 
المكمّلات الغذائية
-بدلاً من إنفاق المال على المكمّلات الغذائية، يمكن التوجه نحو اعتماد الأطعمة الكاملة والمأكولات العضوية بالإضافة إلى المأكولات المستخرجة من الكائنات المعدّلة وراثياً. 
 
-إقترحت الدراسات أن مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج ينبغي أن يُنصحوا بعدم تناول جرعات عالية من المكمَلات الغذائية لمضادات الأكسدة خلال أي علاج. وذلك لأن المواد المضادة للأكسدة يمكن أن تمنع الضرر التأكسدي للخلايا السرطانية المطلوبة خلال العلاجات مثل العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي. لذلك إذا كان المريض في فترة علاج فإنه من الأفضل اللجوء إلى طلب المشورة قبل الإقدام على أي تصرف شخصي.