ألم وأمل

اكتشفت منذ أربع سنوات إصابتي بورم صغير في الثدي الأيمن أثناء الفحص الذاتي الشهري المعتاد في المنزل، ومن بعده لم تعد حياتي كما كانت. مررت بمراحل العلاج المختلفة من استئصال للورم فقط، ولله الحمد والمنة، لأنه اكتشف مبكرا، ثم العلاج الكيمائي، ثم العلاج الإشعاعي، ثم العلاج الهرموني حتى الآن.
 
باختصار شديد هذه هي قصتي، ولكن ماذا بعد مرور أربع سنوات على اكتشاف المرض؟ أين أنا؟ بِمَ أشعر؟ ماذا أفعل؟ ما هي أحلامي وأمانيّ؟
 
اليوم أصبحت ابنتي ونور عيوني آخر العنقود في الصف الثالث المتوسط، وعما قريب سأراها، إن شاء الله، تنهي سنوات الدراسة المدرسية.
 
اليوم تخرج ولدي وسندي مهندسا صناعيا في الصين، ليلحقه أخوه وحبة قلبي فيتخرج نهاية هذا العام من كندا.
 
اليوم.. أصبحت أقرب إلى الله وأكثر إيمانا وتسليما بقضائه وقدره وأكثر رضا بعطائه، وأكثر طمأنينة إلى رحمته وعطفه، وأكثر عرفانا وحمدا لنعمه، وأقوى وأشد على مواجهة الحياة وقسوتها ومفاجآتها، وأصبحت أكثر تفهما لاحتياجات أخواتي المريضات، وأكثر قدرة على مساندتهن ودعمهن، وأصبحت أكثر حبا وتقديرا للحياة، وأقدر على تحديد أولوياتي واحتياجاتي واهتماماتي. أصبحت أكثر قربا لأهلي وعائلتي وصديقاتي وأكثر تسامحا وتفهما.
 
اليوم وبعد أربع سنوات أصبحت "جمعية زهرة لسرطان الثدي" جزءا مني لا يمكنني التخلي عنه، وأصبحت أشغل مركزا مرموقا في عملي.
 
هل كان المشوار سهلا؟ لا، لم يكن سهلا، ولم أكن قادرة على اجتيازه لولا وجود والدتي وأخواتي وزوجي وأولادي وصديقاتي حولي، يدعمونني بحبهم ويغمرونني بعطفهم وتفهمهم.
 
وبينما كنت أحسب أن إصابتي بسرطان الثدي هي النهاية، إذا هي البداية، وكنت أحسبها محنة، فإذا بها منحة، وكنت أحسبها اختبارا، فإذا هي تدريب وتأهيل.
 
لذلك ومن كل قلبي اقول لكل المصابات: "تفاءلن واصبرن ولسوف يعوضكن ربي بافضل مما تخيلتن وتمنيتن لأنفسكن">