سرطان الثدي: علاج وترميم ونصائح

أود التأكيد أولا أهمية إدخال فحص كثافة الثدي إلى برنامج الكشف المبكر عن السرطان وجعله فحصا إلزاميا، حيث أكدت الأبحاث التي أجريتها أن زيادة كثافة الثدي ترتبط بعلاقة وثيقة مع ارتفاع خطورة الاصابة بالسرطان. كما يجب اجراء تصوير الثدي ابتداء من عمر 40 سنة بشكل سنوي، بتقنية الماموغرام الرقمي Full Digital Mammography الاكثر تطورا، ففيه تتعرض السيدة لكمية أقل من الاشعاع مقارنة بالماموغرام العادي. ويتم الحصول على صورة عالية الجودة تساعد الطبيب في التشخيص عالي الدقة، بواسطة معالجة الصورة المأخوذة باستخدام التقنيات الالكترونية، بحيث يتمكن الطبيب من تقريب الصورة وتكبيرها ورؤية الأجزاء المختلفة من نسيج الثدي من دون الحاجة لتعريض المريضة لأشعة إضافية.
 
وهنا أو التأكيد على أهمية الفحص الذاتي التي يجب أن تجريه المرأة مرة على الأقل شهريا في الأسبوع الأول بعد انتهاء الدورة الطمثية، ومراجعة الطبيب عند اكتشاف اي تغيير في حجم وشكل الثديين، أو عند اكتشاف كتلة ما يساعد كثيرا في الكشف الباكر عن المرض.
 
ويمكن الشفاء من سرطان الثدي بنسبة تصل حاليا إلى 99%، ويشكل اكتشاف الورم وتشخيصه في مراحل تكونه الأولية العامل الاساسي في نجاح العلاج، ما يمكن الطبيب من الحصول على افضل النتائج. 
 
إن امكانية التشخيص الباكر لسرطان الثدي، ساعدت كثيرا في المحافظة على الثدي، وكلما كان الكشف باكرا وكانت الكتلة أصغر كلما أمكن المحافظة على الثدي، وتتم إعادة تصنيعه بعد استئصال الورم مع الأخذ بعين الاعتبار حجم الورم وحجم الثدي ووجود التصاقات سابقة، وكذلك حسب رغبة المريضة، وأحرص عادة على المحافظة على أكبر جزء من الجلد الصحيح ما يسهل بناء الثدي مباشرة خلال العملية نفسها.   
 
أما في حال وجود ورم كبير أو بوجود انتقال للخلايا السرطانية إلى منطقة الابط، والذي قد يستدعي استئصال كامل الثدي، يمكن إعادة بناءه بعمل جراحي واحد، وحتى في حال إصابة الجلد فإنني استأصل مكان الإصابة مع الثدي وأستخدم شريحة تضم عضلة مع الجلد الذي يغطيها من البطن أو الظهر كطعم جراحي، وهذا له دور إيجابي بالغ الأهمية على نفسية المرأة في حال الاستئصال التام. 
 
أما بالنسبة لتقنيات تصنيع الثدي فإنها تعتمد على استخدام الخلايا الجذعية، وهي الخلايا التي يمكن أن تتميز وتشكل مختلف خلايا الجسم، وذلك بالحصول عليها بسحب الشحوم من بطن وفخذي المريضة، ثم يتم استخراج الخلايا الجذعية منها ويضاف إليها بعض الخلايا الدهنية، ثم تحقن في الثدي لتنميتها، وقد تحتاج لعدة شهور لتكبر.
 
تتميز طريقة تكبير الثدي باستخدام الخلايا الجذعية بمقدرة الخلايا المزروعة على تشكيل اوعية دموية جديدة لتأمين التغذية والأوكسجين اللازمين لنمو النسيج المزروع، وتفيد هذه الطريقة كثيرا في تصحيح شكل الثدي الذي جرى له استئصال كتل ورمية. كما يمكن استخدام هذه الطريقة في تكبير الثدي للسيدات الراغبات بذلك، وهذا يوفر مظهرا طبيعيا حيث يتمتع الثدي الجديد بنفس درجة ونعومة بقية الثدي، لكن يجب المتابعة الطبية دائما بفحص الثدي خاصة في حال الإصابة السابقة بسرطان الثدي، وذلك للتأكد من عدم تطور اختلاطات ومن عدم تطور الورم من جديد.
 
في النهاية أود تقديم هذه النصائح العامة للوقاية من سرطان الثدي:
 
ممارسة الرياضة بانتظام، والمحافظة على الوزن المثالي، واعتماد نظام غذائي صحي عالي الالياف قليل الدهون واللحوم، وعدم استخدام الاوعية البلاستيكية في حفظ الطعام، والتوقف عن استخدام مواد التنظيف الحاوية على الكلور واستبدالها بمادة هايدروجين بيروكسايد، عدم شرب الماء المعالج بالكلور، وعدم تناول الادوية الهرمونية لفترة طويلة، وتناول حبوب زيت السمك. 
 
البروفيسور كفاح مقبل 
باحث عالمي في علاج وتشخيص سرطان الثدي 
رائد في جراحة الثدي التجميلية وإعادة بنائه بعد الاستئصال الجراح