 
                  
                                 تزامنًا مع افتتاح المتحف المصري الكبير: أسرار جمالية على خطى ملكات الحضارة الفرعونية
                                  
                          
                      بينما تستعد مصر خلال الساعات القادمة لكتابة فصل جديد من تاريخها بافتتاح المتحف المصري الكبير، ذلك الصرح العملاق الذي سيحكي ملحمة حضارة أذهلت العالم. تستيقظ أسرارًا جمالية ظلت نائمة لآلاف السنين بين قصص محفورة على جدران المعابد وبرديات الكهنة؛ لتكشف لنا عن قصص الجمال الخالد، وكيف حافظت ملكات الحضارة الفرعونية على بشرتهن التي تشبه الحرير وشعرهن الذي يتحدى الزمن، ليصبحن أيقونات جمال تتجاوز العصور.
ولا أبالغ القول، فمع كل قطعة أثرية تُوضع في مكانها بالمتحف الجديد، تظهر عبقرية الفراعنة ليس فقط وسط الأقنعة الذهبية، والتماثيل الفاخرة، والعجلات الحربية، أوحتى مقابرهم المغمورة بالكنوز، بل في أجسادهم التي حافظوا عليها بوصفات طبيعية استخلصوها من نهر النيل ونباتاته.
الآن، وحينما تفتح مصر أبواب هذا الصرح الضخم، فإنها لا تقدم لنا المومياوات فحسب، بل تمنحنا إرثًا من الجمال يمكن لكل امرأة حول العالم أن تطبقه بمنزلها في دقائق معدودة.
من هذا المنطلق، استعدّي عبر موقع "هي" لنكشف لكِ عنأسرار جمالية لن تندثرعلى خطى ملكات الحضارة الفرعونية؛ وكيف يمكنكِ أن تجعلي هذه الأسرار جزءًا من روتين جمالكِ في عصرنا الرقمي.

ما هي أبرز الطرق الفعالة للعناية بالبشرة والشعرعلى خطى ملكات الحضارة الفرعونية؟
بالتأكيد عندما أتحدث عن الأسرار الجمالية لملكات الحضارة الفرعونية، ستطرق إلى الجمال الأسطوري لكل من الملكة كليوباترا ونفرتيتي تحديدًا. فهما أبرز الملكات التي اعتمدت على الخيرات الطبيعية لنهر النيل والموارد المتاحة في بيئتهن للعناية بجمالهن؛ أما عن أسرارهن للعناية بالبشرة والشعر، والتي لن تندثر في ظل عصرنا الرقمي؛ فهي كالتالي:
أسرار العناية بالبشرة على نهج ملكات الحضارة الفرعونية
- 
	مقشر ملح البحر والنعناع
اخلطي ملح البحر الناعم مع زيت الزيتون أو زيت اللوز، وأضيفي أوراق النعناع الطازجة المفرومة حتى التجانس. وزعي الخليط على بشرتكِ مع الدليك الخفيف بالحركات الدائرية، اتركيه لمدة 5 دقائق، واشطفي بشرتكِ بالماء البارد. علمًا أن الملح يزيل الأوساخ والخلايا الميتة، بينما يرطب الزيت البشرة ويهدئ النعناع الجلد ويعطيه انتعاشًا.
- 
	قناع الطين النيلي
ادمجي طينًا أخضر أو أبيض (متوفر في الصيدليات) مع ماء الورد وعسل النحل حتى تحصلي على قوام متجانس. ضعيه على وجهكِ واتركيه حتى يجف ثم اشطفيه. علمًا أن الطين يُطهر المسام ويمتص الشوائب الزائدة، بينما يهدئ ماء الورد ويغذي العسل البشرة.

- 
	حمام كليوباترا
الجدير بالذكر أن الملكة كليوباترا كانت تستخدم "حليب الحمير". لكننا سنستبدله بناءً على آراء خبراء تجميل العصر الرقمي بالحليب البودرة (كبديل عملي). وهنا أضيفي الحليب مع ملعقتين كبيرتين من عسل النحل الخام إلى ماء الاستحمام الدافئ، ولتعزيز التأثير، أضيفي بضع قطرات من زيت اللافندر أو الورد. علمًا أن حمض اللاكتيك في الحليب يزيل الخلايا الميتة ويرطب البشرة بعمق، بينما يعمل العسل كمضاد للبكتيريا ومرطب.

- 
	تغذية البشرة بالزيوت الملكية
دلكّي وجهكِ ورقبتكِ ببضع قطرات من زيت الزيتون البكر، زيت الخروع، أو زيت اللوز الحلو. فهي أبرز الزيوت التي ظهر استخدامها على برديات الحضارة الفرعونية، كونهاغنية بمضادات الأكسدة وفيتامين E، لترطيب البشرة، مكافحة الجذور الحرة، واستعادة شبابها.

أسرار العناية بالشعر على طريقة ملكات الحضارة الفرعونية
- 
	زيت الخروع لتعزيز النمو والكثافة
دلكي فروة رأسكِ بلطف بزيت الخروع الدافئ (يمكن خلطه مع زيت جوز الهند لتخفيف قوامه)، اتركيه لمدة ساعة على الأقل أو طوال الليل، ثم اغسليه بشامبو لطيف. علمًا أن غني بحمض الريسينوليك الذي يحسن الدورة الدموية في فروة الرأس، يقوي بصيلات الشعر، مما يقلل من التساقط ويساعد على نمو الشعر على خطى ملكات الحضارة الفرعونية.
- 
	بلسم العسل والزبادي لعلاج الأطراف المتقصفة
اخلطي نصف كوب من الزبادي الطبيعي (غير محلى) مع ملعقتين كبيرتين من عسل النحل. طبقي الخليط على الشعر من المنتصف إلى الأطراف، واتركيه 20-30 دقيقة، ثم اشطفيه جيدًا. إذ يزود هذا الخليط الشعر بالبروتين والرطوبة، مما يجعله ناعمًا ولامعًا ويساعد على علاجالأطراف المتقصفة.
زيت الخروع وزيت الزيتون لتقوية الشعر وتكثيفه
اخلطي كميات متساوية من زيت الخروع وزيت الزيتون مع بضع قطرات من زيت إكليل الجبل حتى التجانس، دلكي الفروة والشعر واتركيه عدة ساعات. علمًا أن هذا الخليط يُشكل علاجًا مغذيًا عميقًا يكافح الجفاف والتقصف ويضيف لمعانًا صحيًا للبُصيلات على طريقة ملكات الحضارة الفرعونية.
- 
	غسول الأعشاب للعناية بفروة الرأس
اغلي أوراق إكليل الجبل أو النعناع في الماء، اتركي المنقوع يبرد ثم استخدميه كشطف أخير للشعر بعد الغسل. وذلك لتنشيط فروة الرأس، إضفاء لمعان طبيعي للشعر، والتخلص من الروائح الكريهة.
مكونات طبيعيةاعتمدت عليها ملكات الحضارة الفرعونية للعناية بجمالهن
اعتمدت ملكات الحضارة الفرعونية على مجموعة غنية من المكونات الطبيعية المستخرجة من بيئة وادي النيل، والتي ما زال الكثير منها صالحًا للاستخدام في عصرنا الرقمي،بفضل فعاليتها المثبتة. أبرزها:
زيوت نباتية
- كان زيت الخروعالنجم الأول للعناية الشعر. إذ استخدمته الملكات لتطويل الشعر وتكثيفه، ترطيب فروة الرأس، مكافحة القشرة، وتعزيز صحة الحواجب والرموش.
- استخدمت الملكات زيت الزيتون كمرطب شامل للبشرة والشعر؛ لغناه بمضادات الأكسدة وفيتامين E.
- استخدم زيت اللوز الحلو في الحضارة الفرعونية للبشرة الحساسة ومنطقة حول العين؛ لخفته وخصائصه المرطبة الممتازة.
- أكدت البرديات أن زيت السمسم استخدم في التدليك وحماية البشرة من حرارة الشمس؛ وذلك لخصائصه الطبيعية الواقية من الأشعة فوق البنفسجية.
- يُعتبر زيت البلح "النخيل" أحد الزيوت الفاخرة التي استخدمت في عصر الفراعنة لترطيب البشرة والشعر، وإضفاء لمعان صحي.
الأعشاب والنباتات العطرية
- استخدم هلام الصبار لتهدئة الحروق (خاصة حروق الشمس)، ترطيب البشرة وشفاء الجروح.
- ساهم البابونج المنقوع في تفتيح لون الشعر الطبيعي وإضفاء لمعان ذهبي، كذلك تهدئة البشرة المتهيجة.
- ساعد إكليل الجبل (الروزماري) في غسولات الشعر قديمًا على تحفيز الدورة الدموية في فروة الرأس وتعزيز نمو الشعر.
- استخدام العرق سوس في الحمامات التجميلية للحضارة الفرعونية، لتهدئة البشرة وعلاج البقعلخصائصه المضادة للالتهابات.
- يُعتبر النعناع أحد الأسرار الجمالية لملكات الحضارة الفرعونية في مقشرات وغسولات الشعر.
- استخدمت الحناء منذ العصور الفرعونية ليس فقط لصبغ الشعر بللتقويته وعلاج قشرة الرأس.
- لا ننسى الخيار، فهو أحد الأسرار الجمالية الفرعونية لتهدئة منطقة تحت العين وتخفيف الانتفاخاتلخصائصه المبردة.
الزهور والعطور
- كان ماء الورد منشط البشرة المفضل لديهن، وذلك لخصائصهالمرطبة والمهدئة، وأيضًا قدرته على توازن حموضة البشرة "PH".
- استخدم زيت اللوتس لصناعة العطور وزيوت الجسمفي الحضارة الفرعونية، وذلك لرائحته المميزة والفاخرة.

- يُعتبر زيت اللبان "العلك المر" أحد الأسرار الجمالية للحضارة الفرعونية في صناعة العطور، وأيضًا في العناية بالبشرة لمكافحة علامات تقدم السن لخصائصه القابضة.
منتجات النحل
- كان عسل النحلالمضاد الحيوي الطبيعي ومُرطب البشرة الأول. إذ أثبتت جدران المعابد أنه استخدم فيعلاج الحبوب والالتهابات "لخصائصه المضادة للبكتيريا"، ترطيب البشرة والشعر بعمق، تضميد الجروح وتهدئة الحروق.
- استخدم شمع العسل في صنع المراهم ومرطبات الشفاه، وفي تثبيت المكياج مثل "الكحل".
الأملاح والمعادن
- كان ملح البحر المكون الأساسي في مقشرات البشرة لتعزيز جمال الملكات الطبيعي.
- استخدم طين النيل "الطمي" في أقنعة تنقية البشرة بفضل قدرته علىسحب الشوائب والسموم من المسام، وتطهير البشرةلاحتوائه على معادن مميزة.
منتجات الألبان
اشتهرت كليوباترا بالاستحمام في حليب الحمير، لكن حليب الأبقار واللبن (الزبادي) كانا بديلين شائعين لتبييض البشرة وتنعيمها، كذلك ترطيب البشرة، وإزالة الخلايا الميتة بفضل حمض اللاكتيك.
على الهامش.. نصائح عامة من فلسفة الجمال الفرعونية

- كان الاستحمام والتطهير بالماء النقي من الطقوس اليومية لهم. لذا، احرصي على نظافة بشرتكِ وشعركِ باستمرار.
- كان نظامهم الغذائي غنيًا بالخضروات، الفواكه، الأسماك، والحبوب الكاملة. لذا، أكثري من شرب الماء وتناولي الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة وأوميغا-3.
- كانوا يستخدمون الزيوت الطبيعية كواقي من حرارة الشمس. وهنا ننصحكِ باستشارة الخبراء المختصين في عصرنا الرقمي قبل استخدامها، واستبدلها بالواقيات الشمسية المتطورة لحماية بشرتكِ من الأشعة فوق البنفسجية.
- كانت ملكات الحضارة الفرعونية يُخصصن أوقاتًا للاسترخاء في قصورهن. وهنا ننصحكِ بممارسة اليوغا وتمارين التأمل المتداولة في عصرنا الرقمي لحماية جمالكِ من التوتر والإجهاد.
وأخيرًا، لم يكن جمال الملكات الفرعونيات ضربة حظ، بل فلسفة قامت على الاستخدام الغني بالمكونات الطبيعية ضمن روتين عناية ثابت ومستمر اعتمد على حكمة الطبيعة؛ مما نتج عنه ذلك الجمال الأسطوري الذي ما زلنا نتحدث عنه حتى اليوم.
 
             
               
 
           
               
 
           
               
 
           
              