بين الجمال الطبيعي وحقن التجميل.. خبير يوضح لـ"هي" الفرق بين الإشراقة الحقيقية والنتائج المؤقتة
في السنوات الأخيرة، أصبحت عمليات التجميل والحقن مثل البوتوكس والفيلر من أكثر الطرق التجميلية انتشارا على مستوى العالم بين النساء، ومع ضغط وسائل التواصل الاجتماعي والصور المثالية التي نراها كل يوم للبشرة والشعر، أصبحت أغلب النساء تبحثن عن حلول سريعة لإخفاء التجاعيد أو إبراز ملامح الوجه بطريقة أكثر شباب وحيوية.
ولكن هل هذا هو الجمال الحقيقي؟ أم أن الجمال الأصيل يكمن في الملامح الطبيعية والنضارة التي تنبع من العناية الصحية بالبشرة من الداخل والخارج؟ ومتى يكون البوتكس والفيلر الاختيار الافضل؟. سيجيب عن هذه الأسئلة لـ "هي" الدكتور إبراهيم كامل استشاري التجميل والجلدية.

ما الفارق بين البوتكس والفيلر؟
البوتوكس والفيلر مصطلحان يتكرران كثيرًا في عالم التجميل، لكن كثيرين لا يعرفون الفارق بينهما، وأوضح دكتور إبراهيم في تصريحات خاصة لـ هي أن البوتكس هو مادة تُحقن في العضلات لتقليل حركتها، مما يؤدي إلى اختفاء التجاعيد والخطوط التعبيرية الدقيقة التي تزعج أغلب النساء، خاصة في المنطقة حول العينين والجبهة، وتستمر نتيجة هذه الحقن في الأغلب لمدة أربعة إلى ستة أشهر، وبعدها يحتاج الشخص إلى إعادة الحقن للحفاظ على النتيجة.
أما الفيلر فهو عبارة عن مادة هلامية يتم استخدامها لملء الفراغات تحت الجلد، وتمنح الوجه امتلاءً وشكلًا أكثر نعومة وشبابا، وغالبا يستخدم الفيلر في الشفاه والخدود وأسفل العينين.
وعلى الرغم من أن كلاهما يعطي نتائج سريعة وواضحة، لكن دكتور إبراهيم كامل يؤكد أن هذه الحلول مؤقتة، ولا يمكن أن تعوض الجمال الطبيعي أو تحافظ على صحة البشرة على المدى الطويل، وذلك لأنه من الضروري إعادة الحقن للحفاظ على النتيجة، وتكرار هذه الإجراءات التجميلية قد يضر البشرة.

متي تكون الإجراءات التجميلية ضرورة للحفاظ على البشرة
كشف استشاري التجميل والجلدية أنه من المدرسة التي تدعم الجمال الطبيعي وتراه دائما الخيار لأفضل خصوصا في الأعمار الصغيرة، لكنه أكد أنه في بعض الحالات تكون هذه الإجراءات التجميلية هي أفضل خيار لأنها تساعد الأشخاص اللذين يعانون من تجاعيد عميقة مبكرة بسبب التعب أو العوامل الوراثية، بشرط أن يُستخدم باعتدال وتحت إشراف طبيب مختص.
أما الفيلر فيمكن أن يكون الحل الأفضل والأكثر آمنا لمن فقدوا امتلاء الوجه الطبيعي مع التقدم في السن. ولكن يجب أن تكون الكمية المستخدمة محسوبة بدقة من قبل خبير تجميل متخصص حتى لا تؤدي إلى مظهر مصطنع أو غير متناسق مع باقي ملامح الوجه.
وأكد استشاري التجميل خلال حديثه لـ "هي" أن الهدف الأساسي لأي إجراء تجميلي هو تحقيق التوازن بين ملامح الوجه وليس إجراء تغيير جذري، فكل وجه يحمل بصمته الخاصة وتفاصيله المميزة، وأي تعديل أو تجميل يتم يجب أن يحافظ على هذه الطبيعة.
العادات اليومية وروتين البشرة يؤثر على مظهرك
الجمال الطبيعي لا يعني وجه بسيط وناعم دون مكياج أو حقن، بل هو حالة من التوازن بين البشرة الصحية، والنوم الكافي، والتغذية السليمة، والراحة النفسية، فأكد استشاري التجميل أن الإشراقة الطبيعية للوجه تأتي من الداخل، عندما يتم ترطيب البشرة بشكل دائم، والجسم يحصل على ما يحتاجه من فيتامينات وعناصر غذائية تعزز نضارة البشرة ومرونتها، ذلك إلى جانب شرب الماء بشكل منتظم والنوم لساعات كافية ليلا، كل هذه الأمور تلعب دور أساسي في نضارة البشرة ومظهرها الحيوي الطبيعي.
وفيما يتعلق بروتين العناية بالبشرة أكد دكتور إبراهيم أن الخطوات الأساسية لأي روتين عناية بالبشرة يجب أن يعتمد في الأساس على تنظيف البشرة بغسول يومي، وترطيب مستمر، بالإضافة إلى كريم واقي الشمس قبل الخروج من المنزل، وأكد أن هذه أبسط الخطوات الضروري اتباعها بشكل يومي وتجاهلها يؤثر على البشرة وجمالها، فالعناية بالبشرة أمر ضروي وشكل من أشكال الاهتمام بالنفس وليس كما يعتقد البعض أنها محاولة للتهرب من التقدم في العمر.

الجمال الطبيعي للوجه لا يقتصر على الشكل فقط، بل يتأثر بشكل كبير بالحالة النفسية فالمرأة الواثقة بنفسه وتعطي الأولوية لشعورها بالراحة والاستمتاع بالحياة تظهر أكثر جمالًا وإشراقة حتى لو لم يضع أي مستحضر تجميلي، لذلك نصح دكتور إبراهيم بأنه من الضروري قبل اتخاذ قرار الإجراءات التجميلية وتحديدا البوتكس والفيلر إعطاء البشرة فرصة من خلال العناية اليومية والاهتمام بالصحة ونمط الحياة الصحي المتوازن، لأن هذه الخطوات البسيطة لها تأثير كبير وملحوظ على شكل ونضارة البشرة.
