
جمالكِ في الشهر الوردي... خطوات آمنة لاستعادة ثقتك بجمالك بعد رحلة العلاج
في كل عام، يتزيّن شهر أكتوبر باللون الوردي، لون الأمل والحياة، في إشارة رمزية إلى التضامن مع النساء المصابات بسرطان الثدي والناجيات منه. لكنّ الشهر الوردي لم يعد مجرّد حملة توعوية، بل أصبح مناسبة لتذكير كل امرأة بأنها جميلة، قوية، ومُلهمة مهما مرّت به من تحديات.
فبعد رحلة العلاج الشاقة، تحتاج المرأة إلى ما هو أكثر من الدواء: تحتاج إلى استعادة أنوثتها وثقتها، إلى لحظة وقوف أمام المرآة ترى فيها نفسها لا كمريضة، بل كإنسانة متجددة تستحق الجمال والرعاية.
الجمال في هذه المرحلة لا يُقاس بالمكياج أو الفيلر، بل بالحبّ الذاتي، بالعناية اللطيفة التي لا تضرّ الجسد ولا تُرهقه، وبالابتسامة التي تُشرق من الداخل لتضيء الملامح من الخارج.
لذلك، تسلّط هي الضوء على مجموعة من التقنيات والعادات التجميلية غير الجراحية التي يمكن أن تساعد النساء خلال أو بعد مرحلة العلاج من السرطان، لتدعم جمالهن الطبيعي بأمانٍ وثقة.

البشرة بعد العلاج:
غالباً ما تواجه البشرة تغيّرات ملحوظة بعد العلاجات الكيميائية أو الإشعاعية. قد تصبح أكثر جفافاً، تفقد مرونتها، أو تُظهر بقعاً باهتة، ناتجة عن تراجع إنتاج الكولاجين وتأثر الحاجز الواقي الطبيعي للجلد.
لهذا السبب، من الأفضل بالاعتماد على برامج ترميم لطيفة تركز على التغذية والترطيب لا على التقشير أو التحفيز القوي.
ومن أبرز التقنيات الآمنة في هذه المرحلة:
- الميزوثيرابي المغذي للبشرة:
تُحقن كميات صغيرة جداً من الفيتامينات، المعادن، وحمض الهيالورونيك الخفيف في الطبقات السطحية من الجلد. هذه التقنية لا تُغيّر شكل الوجه، بل تحسّن جودة البشرة وتجعلها أكثر مرونة ولمعاناً.

- العلاج بالضوء (LED Therapy):
يعدّ من أهدأ العلاجات وأكثرها أماناً للنساء بعد العلاج الطبي. فالضوء الأزرق يخفّف الالتهابات، بينما الضوء الأحمر يعزز تجديد الخلايا وإنتاج الكولاجين. والنتيجة، بشرة نضرة من دون أي اختراق أو ألم. - العناية المنزلية المدروسة:
من المهم استخدام منتجات تحتوي على النياسيناميد، السيراميدات، والببتيدات، والابتعاد عن الأحماض القوية مثل الريتينول أو أحماض الألفا هيدروكسي في البداية. كما يُفضّل اختيار غسول لطيف خالٍ من العطور للحفاظ على التوازن الطبيعي للبشرة.
استعادة ملامح الوجه
فقدان الوزن أو تغيّر التوزيع الدهني في الوجه من التأثيرات الشائعة بعد العلاج. وقد تشعر المرأة بأن ملامحها تغيّرت أو فقدت بعض امتلائها الطبيعي.
وهنا تلعب التقنيات غير الجراحية دوراً رقيقاً في إعادة التوازن الطبيعي دون أي تدخل قوي، مثل:
- الفيلر الحيويProfhiloأوJalupro:
لا يملأ الوجه مثل الفيلر التقليدي، بل يُحفز إنتاج الكولاجين والإيلاستين في الجلد عبر تركيبة ناعمة تحافظ على ملامح المرأة. هذه التقنية تعيد للبشرة حيويتها ولمعانها بلمسة طبيعية. - تقنية الهايفو (HIFU):
الموجات فوق الصوتية المركّزة تعمل على شدّ الجلد من الداخل بلطف، من دون أي تدخل جراحي. وهي خيار ممتاز لتحسين ترهل الفك أو الرقبة بشكل تدريجي.

- البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP):
تُعد من أكثر العلاجات أماناً لأنها تعتمد على دم المريضة نفسها. تُستخدم لتجديد البشرة، تخفيف الهالات، وحتى علاج تساقط الشعر، دون أي مواد صناعية أو مخاطر تداخل دوائي.
الشعر بعد العلاج:
تساقط الشعر هو أحد أكثر التحديات النفسية التي تواجه النساء خلال رحلة السرطان، وغالباً ما يكون فقدانه رمزاً مؤلماً للمرض. ولكن مع الوقت، يبدأ الشعر بالنمو مجدداً، ويصبح الدعم النفسي والجمالي هنا أساسياً.
من التقنيات التي يمكن اللجوء إليها بأمان بعد انتهاء العلاج:
- حقن البلازما لفروة الرأس (PRP):
تنشّط البصيلات الخاملة وتعزز نمو الشعر الطبيعي تدريجياً.

- الميزوثيرابي المغذي للشعر:
يحتوي على مزيج من الفيتامينات، الأحماض الأمينية، والبيوتين لتقوية الجذور وتحفيز النمو. - العلاج بالليزر منخفض الطاقة (LLLT):
تقنية حديثة تستخدم أطوالاً موجية لطيفة لتحفيز الدورة الدموية وتحسين سمك الشعر. يمكن إجراؤها في العيادة أو عبر أجهزة منزلية معتمدة.
أما على المستوى النفسي، فيمكن أن تكون الوشاحات الوردية، القبعات الأنيقة، أو حتى الشعر المستعار المصنوع من ألياف حريرية خفيفة وسيلة تعبير عن الذات واستعادة الثقة، لا إخفاء للواقع.
مكياج الشفاء:
المكياج في هذه المرحلة ليس لإخفاء الملامح، بل لإبرازها بلطف. ومن الجميل أن تتجه المرأة نحو منتجات عضوية أو طبية لا تحتوي على العطور، لتفادي تهيّج البشرة الحساسة.
- كريم أساس مرطب بخلاصة الصبار أو الهيالورونيك:يمنح إشراقة صحية.
- أحمر خدود وردي ناعم:يرمز للحياة والحيوية.

- مرطب شفاه ملون بخلاصة الزيوت الطبيعية:يرطّب ويعيد النعومة.
يمكنك اعتماد جلسات Makeover "بالعافية"، وهي مبادرات تنظمها بعض مراكز التجميل لدعم النساء بتطبيق مكياج بسيط مجاني يعيد لهن شعور الجمال الداخلي، كجزء من الدعم النفسي خلال الشهر الوردي.
العناية بالجسم:
العلاج لا يرهق الجسد فقط، بل الروح أيضاً. لذلك يُنصح بالاهتمام بالعلاجات المهدّئة التي تحفّز الدورة الدموية وتعيد للمرأة إحساسها بالراحة مثل:
- التدليك اللمفاوي:يساعد على تصريف السوائل الزائدة بعد العمليات أو العلاج الإشعاعي، ويخفف الانتفاخ.
- جلسات سبا علاجية بزيوت اللافندر أو الورد الدمشقي:تمنح استرخاءً نفسياً رائعاً.

- حمامات الأعشاب الطبيعية:مثل البابونج والميرمية، التي تساعد على تهدئة الجلد وتحسين جودة النوم.
مبادرات دعم الجمال في الشهر الوردي
في السنوات الأخيرة، بدأت العديد من المراكز التجميلية والعيادات الطبية بتنظيم مبادرات إنسانية خلال شهر أكتوبر، مثل:
- جلسات مجانية أو رمزية للعناية بالبشرة للناجيات.
- تثقيف النساء حول التقنيات الآمنة بعد العلاجات.
هذه المبادرات لا تُعيد الجمال فقط، بل تُعيد الأمل، وتؤكد أن كل ندبة هي وسام شجاعة، وكل ابتسامة هي بداية جديدة.
نصيحة من الأطباء
أهمية استشارة الطبيب قبل أي إجراء تجميلي بعد علاج السرطان، خصوصاً في الأشهر الأولى من التعافي، حيث قد تكون البشرة والجسم أكثر حساسية.
ومن الأفضل بتجنّب:
- جلسات الليزر القوية أو الفراكشنال في المراحل الأولى.
- الفيلر أو البوتوكس قبل التأكد من استقرار الحالة العامة.
- تجنب أي مواد تحتوي على عطور أو أحماض قوية.
بدلاً من ذلك، من الأفضل بتبني روتين عناية يومي بسيط: تنظيف لطيف، ترطيب مكثف، واقي شمس معدني، ومساج وجه خفيف لتحفيز الدورة الدموية الطبيعية.