علاج الندبات العميقة بأحدث التقنيات التجميلية

من المايكرونيدلنغ إلى الليزر.. حلول متطوّرة للتخلّص من الندوب نهائياً

ندى الحاج
5 أغسطس 2025

لا شكّ أن الندبات، سواء كانت ناتجة عن حبّ الشباب، الجروح، أو العمليات الجراحية، تُعدّ من أكثر المشكلات التي تؤثّر على صفاء البشرة وثقة المرأة بنفسها. ولأن الجمال يبدأ من بشرة صحيّة وموحّدة اللون، تسعى الكثيرات للبحث عن حلول فعّالة للتخلص من هذه الآثار المزعجة. ومع تطوّر الطب التجميلي، لم تعد إزالة الندوب حلماً بعيد المنال، بل باتت ممكنة بفضل تقنيات متقدّمة مثل المايكرونيدلنغ، الليزر، والبلازما الغنيّة بالصفيحات. لذلك، إليك جولة شاملة للتعرّف إلى أحدث العلاجات المتوفّرة، وإليك كيفية اختيار التقنية الأنسب لنوع بشرتك وندبتكِ، لتحقيق نتائج آمنة وفعالة تدوم طويلاً.

رئيسية - صورة من حساب كايلي جينر على انستغرام
صورة من حساب كايلي جينر على انستغرام

ما هو المايكرونيدلنغ؟

المايكرونيدلنغ هو إجراء تجميلي غير جراحي يستخدم جهازاً يحتوي على إبر صغيرة جداً تُحدث ثقوباً دقيقة في سطح الجلد، بهدف تحفيز عملية التجدد الطبيعي وتحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين.
يُعرف أيضاً بـالوخز بالإبر الدقيقة وهو فعال بشكل خاص للندبات الناتجة عن حب الشباب أو المسام المتوسعة.

المايكرونيدلنغ هو علاج يخلق ثقوباً دقيقة في الجلد لتحفيز إنتاج الكولاجين وتجديد الأنسجة، مما يحسّن مظهر الندبات بشكل واضح. يتميز هذا الإجراء بكونه آمناً لمعظم أنواع البشرة ولا يحتاج لفترة نقاهة طويلة، وغالباً ما يُدمج مع سيرومات مثل حمض الهيالورونيك أو البلازما لنتائج أفضل. يُنصح بخوض 3 إلى 6 جلسات بفواصل أربعة أسابيع، ويبدأ التحسّن بعد الجلسة الثانية.

ما هي الندبات؟

الندبة هي نتيجة طبيعية لعملية شفاء الجلد بعد التعرّض لأي نوع من الإصابة، سواء كانت بسيطة أو عميقة. فعندما يتعرّض الجلد لجرح أو تمزّق، يبدأ الجسم مباشرة في إطلاق سلسلة من التفاعلات البيولوجية المعقّدة لإصلاح الضرر، وتُعرف هذه العملية باسم التندّب. وخلالها، يستبدل الجسم الجلد التالف أو المفقود بنسيج ليفي جديد يُشكّل ما يُعرف بالندبة.

يتكوّن هذا النسيج الجديد أساساً من بروتين الكولاجين، وهو نفس البروتين الموجود في الجلد الطبيعي، لكن طريقة ترتيب الألياف في هذا النسيج تختلف عن تركيبها الأصلي. ففي الجلد السليم، تتشابك ألياف الكولاجين بشكل عشوائي لتشكّل شبكة مرنة وقوية، بينما في حالة الندبة، تصطف الألياف الكولاجينية بشكل متوازٍ تقريباً، مما يقلّل من مرونة الأنسجة الجديدة ويؤثّر على وظيفتها.

ونتيجة لهذا الترتيب المختلف، تفقد البشرة بعضاً من خواصها الطبيعية في منطقة الندبة، مثل مقاومة أشعة الشمس فوق البنفسجية، وقدرتها على إنتاج العرق أو إنبات الشعر، إذ لا تعود الغدد العرقية ولا بصيلات الشعر للنمو داخل هذا النسيج.

تُعدّ الندبة بالتالي المرحلة النهائية من التئام الجروح، سواء كانت ناتجة عن عمل جراحي أو عن حادث عرضي، أو حتى بسبب حبّ الشباب أو أمراض جلدية أخرى. وفي كل الحالات، ما دامت الإصابة تخترق الحاجز الجلدي للجسم، فإن احتمالية تشكّل الندبة تكون واردة، باستثناء بعض الإصابات السطحية جداً التي قد تلتئم دون أن تترك أثراً يُذكر.

الندبة هي نتيجة طبيعية لعملية شفاء الجلد بعد التعرّض لأي نوع من الإصابة
الندبة هي نتيجة طبيعية لعملية شفاء الجلد بعد التعرّض لأي نوع من الإصابة

أنواع الندبات التي تعالج بالجراحة التجميلية

تعد الجراحة التجميلية من الخيارات المتقدمة والفعّالة في علاج أنواع محددة من الندبات التي يصعب التخلّص منها بالطرق غير الجراحية. وغالباً ما يُلجأ إليها عندما تكون الندبة بارزة بشكل واضح، أو تؤثر على حركة العضلات أو الملامح، أو تسبّب إزعاجاً نفسياً واضحاً لدى المريض. ومن أبرز أنواع الندبات التي يمكن تصحيحها بالجراحة:

الندبات المتضخّمة: وهي ندبات مرتفعة فوق سطح الجلد تظهر نتيجة فرط إنتاج الكولاجين أثناء التئام الجرح. رغم أنها لا تتجاوز حدود الإصابة الأصلية، إلا أن مظهرها قد يكون مزعجاً، ويمكن تسويتها أو تقليص حجمها جراحياً.

الندبات الكلويدية: تتخطى هذه الندبات حدود الجرح الأصلي، وغالباً ما تستمر بالنمو لتكوّن كتلة ليفية صلبة ومزعجة. يُعد التدخل الجراحي أحياناً جزءاً من خطة علاجية متكاملة تشمل الليزر والحقن بالكورتيزون لتقليل فرص عودتها.

الندبات المتقلصة: تحدث غالباً نتيجة الحروق، وتتسبّب بانكماش الجلد والأنسجة المحيطة، ما قد يحدّ من حركة المفاصل أو يؤثر على الشكل الطبيعي للمنطقة المصابة. الجراحة هنا تساهم في تحرير الجلد واستعادة مرونته ووظيفته.

ندبات العمليات أو الحوادث المشوّهة:في بعض الحالات، قد تترك الجراحة أو الإصابة آثاراً واضحة تؤثر على جمال الوجه أو توازن الملامح. هنا يأتي دور الجراحة التجميلية في إعادة تصميم الجلد وإخفاء أثر الندبة بأكثر الطرق دقة وأماناً.

الجراحات التجميلية لعلاج الندبات تتم اليوم بتقنيات متطورة تحرص على دمج الجمالية بالوظيفة، وتُنفذ غالباً تحت التخدير الموضعي مع فترة تعافٍ محدودة. لكن الأهم يبقى استشارة طبيب مختص لتقييم الحالة بدقة وتحديد الحل الأمثل الذي يمنحكِ النتيجة المرجوة بأقل قدر من المخاطر.

هل ندبات حب الشباب تعالج بالجراحة التجميلية؟

ندبات حب الشباب يمكن علاجها بالجراحة التجميلية، لكن ذلك يعتمد على نوع الندبة وعمقها. الجراحة التجميلية لا تكون الخيار الأول دائماً، لكنها تُستخدم في حالات معينة يصعب علاجها بالتقنيات غير الجراحية مثل الليزر أو المايكرونيدلنغ.

ندبات حب الشباب يمكن علاجها بالجراحة التجميلية
ندبات حب الشباب يمكن علاجها بالجراحة التجميلية

متى تُستخدم الجراحة التجميلية لندبات حب الشباب؟

  • الندبات العميقة جداً أو المحفورة
  • الندبات المتليّفة أو المتقلّصة التي تشد الجلد وتشوّه ملامح الوجه
  • عندما تفشل العلاجات الأخرى مثل الليزر أو التقشير في تحقيق نتائج مرضية
  • في حالات التندب الواسع أو المنتشر بشكل يعيق المظهر الطبيعي للجلد

تقنيات تجميلية لعلاج ندبات حب الشباب

التقشير بالليزر

يعتبر التقشير بالليزر من الخيارات الرائدة لعلاج ندبات حب الشباب، حيث يعمل على إزالة الطبقة العليا من الجلد باستخدام أشعة ليزر عالية الطاقة، ما يُحفّز تجدد الخلايا ويمنح البشرة مظهراً أكثر نعومة وتجانساً. يُستخدم في هذا العلاج نوعان من الليزر: الإربيوم، الذي يُعدّ خياراً آمناً للبشرة الحساسة، وثاني أكسيد الكربون، المعروف بفعاليته العالية في معالجة الندبات العميقة والمقاوِمة للعلاج.

يساعد هذا النوع من الليزر أيضاً على تفتيح الندبات المسطّحة أو المرتفعة ذات اللون الوردي أو الأرجواني، ويُساهم في تسويتها بفعالية. غالباً ما يُنصح بالخضوع لما بين ثلاث إلى خمس جلسات لتحقيق نتائج واضحة، علماً بأن البشرة قد تشهد بعض التورم والاحمرار بعد الجلسة، وهي أعراض مؤقتة تختفي تدريجياً خلال أيام.

يعتبر التقشير بالليزر من الخيارات الرائدة لعلاج ندبات حب الشباب
يعتبر التقشير بالليزر من الخيارات الرائدة لعلاج ندبات حب الشباب

تسحيج الجلد

يعدّ تسحيج الجلد من أقدم وأقوى الأساليب المستخدمة في علاج الندبات العميقة. وتتم هذه التقنية تحت إشراف طبيب جلد متخصص، حيث تُستخدم فرشاة سلكية أو عجلة معدنية لتقشير الطبقة الخارجية من البشرة، ما يساعد على إزالة آثار الندوب وتحفيز نمو خلايا جديدة.

ورغم فعالية هذه التقنية، إلا أنها قد تحمل بعض الآثار الجانبية مثل احمرار البشرة، تفاوت لونها، أو احتمال حدوث عدوى مؤقتة، لذا لا بدّ من اتباع تعليمات الطبيب بدقة بعد الجلسة.

التقشير الكيميائي

لمن تفضّل حلاً أكثر بساطة، يبقى التقشير الكيميائي خياراً فعالاً وموثوقاً. يقوم الطبيب في هذه التقنية بوضع محلول كيميائي مخصص على الوجه، يعمل على تقشير الطبقة الخارجية تدريجياً، ما يؤدي إلى ظهور بشرة جديدة أكثر نقاءً ومرونة.

عادةً ما تكفي جلسة واحدة فقط للحصول على نتيجة مُرضية، رغم أن بعض النساء قد يشعرن باحمرار أو تورم بسيط يستمر لبضعة أيام. وإذا لم تحقق هذه التقنية النتائج المرجوة، يُمكن دائماً اللجوء إلى الليزر كخيار أكثر دقة وتأثيراً على الندبات العميقة.

المايكرونيدلنغ

أصبح المايكرونيدلنغ من أبرز العلاجات التجميلية الحديثة التي تلقى رواجاً كبيراً، خصوصاً لدى الشابات. فبفضل إبره الدقيقة التي تُحدث ثقوباً صغيرة جداً في سطح البشرة، يتم تحفيز إنتاج الكولاجين الطبيعي الذي يعمل بدوره على تحسين ملمس الجلد وتخفيف مظهر الندبات والخطوط الرفيعة.

هذا العلاج يُعدّ آمناً وفعّالاً، لكنه يحتاج إلى القليل من الصبر، حيث يُنصح بالخضوع لـ4 إلى 6 جلسات للحصول على أفضل النتائج. أما الاحمرار الناتج عن الجلسة، فيزول خلال أيام قليلة، ليُفسح المجال أمام بشرة أكثر نضارة مع كل جلسة.

المايكرونيدلنغ من أبرز العلاجات التجميلية الحديثة التي تلقى رواجاً كبيراً
المايكرونيدلنغ من أبرز العلاجات التجميلية الحديثة التي تلقى رواجاً كبيراً

نصائح لما بعد الجلسات

  • الابتعاد عن الشمس: احرصي على استخدام واقٍ شمسي بمعامل حماية 50+ بعد أي جلسة علاجية.
  • تجنّبي المكياج لمدة 48 ساعة: خصوصاً بعد الليزر أو المايكرونيدلنغ.
  • الترطيب المكثّف: استخدمي كريمات مرطبة خالية من العطور لتهدئة البشرة.
  • الامتناع عن التقشير الكيميائي لمدة أسبوعين على الأقل.
  • اتباع تعليمات الطبيب بدقة لتجنّب أي مضاعفات.