
الدكتور روي داغر لـ"هي": انتقلنا الى مرحلة ثورية بفضل الكولاجين المصمّم بالذكاء الاصطناعي
في عالم التجميل المتغير باستمرار، تبقى كلمة "كولاجين" من أكثر الكلمات سحراً وتأثيراً، فهو ذلك الخيط الخفي الذي يمنح بشرتك القوة والمرونة والمظهر الشاب. في حديث خاص لـ"هي" يكشف لنا الدكتور اللبناني روي داغر، الاختصاصي في الطب التجميلي، والخبير في حقن الوجه، أن معظم الحقن التجميلية كانت تعتمد على الكولاجين من النوع الأول، المعروف بدوره في دعم بنية الجلد. ولكن اليوم، يظهر نجم جديد في الأفق، وهو الكولاجين من النوع الثالث، الذي لا يملأ فقط، بل يحفز البشرة لتتجدد وتستعيد شبابها. فالكولاجين من النوع الثالث يُعرف بأنه "كولاجين الشباب" حيث يتواجد بكثرة في البشرة الصغيرة، ويظهر أولاً عند أي جرح أو تلف في الجلد. على عكس النوع الأول الذي يمنح القوة، فإن النوع الثالث يوفر النعومة والمرونة، ويطلق إشارات الشفاء داخل الجسم.
ما هو الكولاجين المصمم بالذكاء الاصطناعي؟ وكيف يختلف عن أنواع الكولاجين التقليدية؟

يكشف الدكتور داغر في حديثه لموقع "هي"،أن الكولاجين المصمم بالذكاء الاصطناعي هو جيل جديد من الكولاجين يتم ابتكاره باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل آلاف القطع من الكولاجين الطبيعي في الجسم البشري، واختيار التسلسلات الأمينية الأكثر فاعلية في تحفيز تجديد البشرة. على عكس الكولاجين التقليدي المشتق من مصادر حيوانية، هذا الكولاجين يُنتَج عبر تخمير الخميرة ويُصمَّم ليكون مطابقاً بنسبة 100٪ للكولاجين البشري، ما يضمن أماناً أعلى وتفاعلاً بيولوجياً أفضل.
لماذا تم اختيار النوع الثالث من الكولاجين (Type III) تحديداً لهذا الابتكار؟
النوع الثالث من الكولاجين هو الكولاجين المرتبط بالشباب يؤكد الدكتور روي داغر وهو المسؤول عن مرونة البشرة وتجددها، ويكون في أعلى مستوياته خلال مراحل الطفولة والشفاء الطبيعي للجروح. لهذا السبب، استخدامه في هذا الابتكار لا يعطي فقط مظهراً شاباً، بل أيضاً يُعيد للبشرة قدرتها على الترميم الذاتي.
كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في تصميم كولاجين أقرب إلى الكولاجين البشري الطبيعي؟
يقول الدكتور داغر إن الذكاء الاصطناعي يستخدم نماذج حاسوبية لتحليل سلوك وتفاعل سلاسل الكولاجين مع الخلايا الليفية، ومن خلال هذه التقنية، نستطيع تصميم ببتيدات قصيرة تحاكي تماماً الإشارات البيولوجية التي يرسلها الجسم لبناء الكولاجين. النتيجة هي تركيبة ذكية تُحفز البشرة لإنتاج كولاجينها الخاص بطريقة طبيعية وآمنة.

لماذا يُعتبر هذا النوع من الكولاجين مناسباً أكثر للنساء تحت سن الأربعين؟
يشير الدكتور داغر أن هذا النوع من الكولاجين مناسباً أكثر للنساء تحت سن الأربعين لأنهذه الفئة العمرية غالباً ما تعاني من بدايات فقدان المرونة والترطيب، وليس من ترهل شديد أو نقص كبير في الحجم. الكولاجين من النوع الثالث لا يضيف حجماً، بل يُعيد للبشرة قوامها وقوتها الطبيعية، ما يجعله مثالياً كعلاج وقائي وتجديدي للنساء في الثلاثينيات وبداية الأربعينيات.

هل يعطي نتائج فورية أم أنه يُحفز بناء الكولاجين الطبيعي على المدى الطويل؟
النتائج تظهر تدريجياً، خلال الأيام الأولى، فتلاحظ المريضة تحسناً في الترطيب واللمعان بفضل وجود حمض الهيالورونيك، ولكن الأثر العميق يبدأ بالظهور خلال أسابيع، مع تحفيز الكولاجين الطبيعي وزيادة سماكة الجلد. لذا النتيجة النهائية هي بشرة أقوى، أكثر مرونة، ونضارة تدوم لفترة أطول.

أماّ الاختلاف الحقيقي في هذا النوع من الحقن هو أنه لا يملأ البشرة فقط بل يُعلّم البشرة كيف تتجدد من جديد. وعلى عكس الفيلر التقليدية التي تعطي حجماً مؤقتاً، أو الـbio stimulater التي تسبب التهابات لتحفيز الكولاجين، فإن الكولاجين من النوع الثالث يعمل بهدوء، وبذكاء. كما يكشف الدكتور داغر أن الدراسات الأولية تُظهر تحسناً في سُمك الجلد، وزيادة مرونته، وحتى تحسناً في ندبات حب الشباب وعلامات التمدد. وهذه النتائج لا تعتمد على الحجم أو النفخ، بل على بنية جديدة للجلد أكثر شباباً، أكثر تماسكاً، وأكثر نضارة.
هل هناك آثار جانبية معروفة حتى الآن لهذا النوع الجديد من الحقن؟
يكشف الدكتور روي داغر أنه حتى الآن، لم يتم تسجيل آثار جانبية كبيرة، وبفضل نقاء المنتج وتشابهه مع الكولاجين البشري، فإن الجسم يتقبله بسهولة. بعض الاحمرار أو التورم الخفيف قد يظهر مؤقتاً بعد الحقن، ولكنه يزول خلال ساعات. كما يضيف الدكتور داغر أن الأمان هنا ليس صدفة، بل نتيجة هندسة دقيقة قائمة على فهم عميق لجهاز المناعة.
كيف يتم التأكد من أمان هذا الكولاجين خصوصاً أنه مُصمم بالذكاء الاصطناعي؟
قبل الوصول إلى العيادات، يخضع هذا النوع من الكولاجين لاختبارات صارمة تشمل تحاليل للسلامة الخلوية، الحساسية، والاستقرار داخل الأنسجة. فالذكاء الاصطناعي لا يُستخدم فقط للتصميم، بل أيضاً لتوقّع أي تفاعل غير مرغوب فيه. هذا الدمج بين الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية الحديثة يرفع من معايير السلامة إلى مستوى غير مسبوق.
هل تتوقعين أن يصبح الكولاجين المصمم بالذكاء الاصطناعي هو مستقبل الحقن التجميلي؟
بكل تأكيد يشير الدكتور داغر مضيفاً أننا نتحول من مرحلة “الملء” إلى مرحلة “التجديد”، واليوم، الجمال لم يعد فقط حول كيفية إخفاء العيوب، بل حول تحفيز الجلد ليستعيد وظائفه الحيوية. الكولاجين المصمم بالذكاء الاصطناعي يجمع بين العلم، الذكاء، والنتائج الطبيعية، وهذا هو مستقبل التجميل الذي نطمح إليه.
ما الفرق بين الكولاجين الجديد والحقن التقليدية المتوفرة في السوق؟
الحقن التقليدية مثل الفيلر تعطي نتائج فورية عبر ملء الفراغات، لكنها لا تُحسن جودة البشرة على المستوى العميق. أما هذا النوع من الكولاجين، فهو لا يملأ البشرة، بل يُصلحها، كما يُحفز الجسم لإنتاج كولاجين خاص به، ويُعيد ترتيب الألياف داخل البشرة. والفرق هو بين تأثير سطحي مؤقت وتجديد داخلي طويل الأمد.
هل هو مناسب لجميع أنواع البشرة؟
يؤكد الدكتور داغر أن هذا العلاج مناسب لجميع أنواع البشرة وهو آمن حتى للبشرة الحساسة، لأنه لا يحتوي على بروتينات حيوانية ولا مواد مسببة للحساسية، ولا يُسبب التهاباً أو تهيجاً. لذلك، هو خيار ممتاز لمن يبحث عن تحسين نوعية البشرة دون تعريضها لأي رد فعل سلبي.
الذكاء الاصطناعي..مستقبل الجمال
يقول الدكتور داغر إنه مع تقدم الطب التجميلي نحو العلاجات التجديدية، أصبح التركيز اليوم على شفاء البشرة وليس إخفاء عيوبها، فلم نعد فقط نملأ خطوط التجاعيد، بل نُصلحها، ولم نعد نضخ حجماً، بل نُرمم البنية من الداخل. واليوم، من خلال مزج الذكاء الاصطناعي مع التخمر الحيوي، أصبح بإمكاننا إعادة برمجة البشرة لتعود كما كانت أكثر شباباً، أكثر مرونة، وأكثر صحة. وهنا تحديداً يقول الدكتور روي"يتألق الكولاجين من النوع الثالث، ليس فقط كعنصر فعال في الجمال، بل كرؤية جديدة بالكامل لما تعنيه العناية بالبشرة."
حساب الطبيب روي داغر على إنستاغرام: https://www.instagram.com/dr.roydagher/?hl=en