إرشاداتنا لكِ لتعزيز أنسجة بشرتك باستخدام الريتينول بطريقة صحيحة

الريتينول النقي هو نوع من أنواع الريتينويد، وهو مُشتق من فيتامين A؛ تأتي الرتينويدات الموضعية في شكلين مختلفين؛ فيأتي أحدهما بوصفة طبية والآخر بدون وصفة طبية.

يتمثل الاختلاف الرئيسي بين الوصفات الطبية والأشكال التي لا تحتاج إلى وصفة طبية في نوع الريتينويد ومستوى فاعليته، والذي يلعب دورًا في مستوى النتائج التي سترونها، واحتمالية حدوث آثار جانبية على البشرة.

تشتمل أشكال الوصفات الطبية من الرتينويدات التي يصفها طبيب الأمراض الجلدية للمرضى على تريتينوين Tretinoin، وإيزوتريتينوين Isotretinoin، وأدابالين Adapalene؛ تُعد هذه الأدوية فعّالة وسهلة الاستخدام لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض الجلدية، مثل حب الشباب، بالإضافة إلى علاج مشاكل مكافحة الشيخوخة والجلد التالف نتيجة تعرضه لأشعة الشمس بإفراط.

أما الخيارات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، فتُعتبر أكثر شيوعًا ويمكن الوصول إليها بسهولة. وتشمل تلك الخيارات الريتينول النقي ومركباته الأخرى، وهي أشكال خفيفة تتطلب تحللها داخل الجلد لتصبح نشطة، مثل الريتينال Retinal، وريتينيل بالميتات Retinyl Palmitate.

يُعرف  بفوائده الواضحة المضادة لعلامات التقدم بالسّن إلى حد كبير، وذلك لأنه يُساعد على بناء احتياطيات الكولاجين في البشرة، والتي بدورها تُساعد على تأخير مظهر التجاعيد، والحفاظ على نسيج متماسك للحصول على ملمس ناعم ومظهر شاب.

بناءً على ماسبق، تعرفي معنا عبر موقع " هي " على فوائده بالتفصيل والأخطاء التي يجب تنجبها عند استخدامه، وأهم المحاذير والمنتجات التي يمنع وضعها أثناء الاستفادة من فوائده، وأهم إرشاداتنا للوقاية من أضراره؛ وذلك من خلال استشاري الأمراض الجلدية الدكتور طلال عبد الرحيم من القاهرة.

فوائد الريتينول بالتفصيل قبل استخدامه

أوضح دكتور طلال، أن فوائده متنوعة للبشرة، وذلك على النحو التالي:

تقليل علامات الشيخوخة المُبكرة

قد تقلل الأدوية الموضعية القائمة على فيتامين A؛ والتي تسمى الرتينويدات من ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد، وذلك عن طريق زيادة إنتاج الكولاجين في الجلد، ويستغرق الأمر من 3 إلى 6 أشهر من الاستخدام المنتظم قبل أن تظهر التحسينات في التجاعيد.

ولاستخدامه في تقليل علامات الشيخوخة، يتم وضعه على الوجه والرقبة والصدر واليدين والساعدين مرتين على الأقل في الأسبوع؛ كونه يُحفز إنتاج أوعية دموية جديدة في الجلد، وبالتالي قد يعمل على تحسين لون البشرة، وتلاشي البقع العمرية، وتنعيم البقع الخشنة من الجلد.

مما يُعطي الجلد مظهرًا ورديًا، كما أنه يساعد على تحسين امتصاص الجلد للأدوية الموضعية الأخرى،، ويمكن أن يساعد في منع الآثار الأكثر خطورة للأشعة فوق البنفسجية، وتحسين مظهر الجلد المتضرر من الشمس. 

علاج حب الشباب

في حالة الإصابة بحب شباب متوسط إلى شديد ولم يتحسن مع العلاجات الأخرى، فقد يساعد استخدامه على علاجه، حيث يقوم بفتح المسام، مما يسمح للكريمات الطبية، والمواد الهلامية الأخرى بالعمل بشكل أفضل. كما أنه يقلل من انتشار حب الشباب من خلال منع الخلايا الميتة من انسداد المسام، وتقليل إنتاج الزيوت والبكتيريا التي تسبب البثور والالتهابات، وقد يقلل أيضًا من تكون ندبات حب الشباب؛ ولاستخدامه في هذا الغرض، يتم وضع كمية صغيرة جدًا منه بحجم حبّة البازلاء على الجلد مرة واحدة يوميًا بعد 20 إلى 30 دقيقة من غسل الوجه.

علاج الصدفية

يمكن أن تبطئ الريتينويدات نمو خلايا الجلد لدى مرضى الصدفية، وعادةً يتم وضع كمية صغيرة على كل قرحة مرة واحدة يوميًا قبل النوم. وغالبًا ما يتم دمج كريم أو جل الريتينويد مع علاج الستيرويد.

علاج البثور والثآليل

قد يصف الأطباء الرتينويدات لعلاج البثور والثآليل، وخاصةً في حالة فشل العلاجات الأخرى، حيث يعمل كريم الريتينويد عن طريق تعطيل نمو الخلايا؛ ولاستخدامه في هذا الغرض، يتم اتباع تعليمات الطبيب، وقد يحتاج العلاج إلى استخدام الكريم لبضعة أشهر حتى تختفي هذه الثآليل.            

أخطاء استخدام الريتينول التي يجب عليكِ تجنبها

أشار دكتور طلال، إلى توخي الحذر عن استخدامه، وتجنب 4 أخطاء شائعة قد تعرضك إلى حدوث نتائج عكسية أنت في غنى عنها، وهي كالتالي:

الخطأ الأول: تطبيقه في الصباح

أفضل وقت لاستخدامه هو الليل، إذ يُمكن أن يؤدي استخدامه خلال النهار إلى الإضرار بفاعليته، وعلى الرغم من أنه قد لا يؤثر فيك بطريقة سيئة، فإن استخدامه في النهار قد يجعل بشرتكِ حساسة جدًا.

الخطأ الثاني: وضعيه مع أحماض التقشير

إذا كنتِ ترغبين في الاستفادة من جميع فوائده، فعليكِ استخدامه بحكمة؛ ورغم أنه يعمل بشكل جيد مع غالبية المكونات، فإنه يجب تجنب استخدامه مع مقشرات أخرى، مثل: أحماض ألفا والبيتا هيدروكسي، أو فيتامين C، حيث إن استخدامه مع هذه المكونات قد يتسبب في جفاف بشرتك وتهيجها.

الخطأ الثالث: تطبيقه بالقرب من العينين

إن الجلد حول عينَيكِ وزوايا الفم حساس جدًا، ويمكن أن يتهيج سريعًا، لذلك يُمنع تطبيقه في هذه المناطق تفاديًا للمشكلات.

الخطأ الرابع: المُبالغة في تطبيق الريتينول

تطبيق القليل منه يكفي لرؤية نتائج إيجابية على البشرة؛ لذا يجب تجنب وضع الكثير منه على وتطبيق كمية بحجم حبة البازلاء يعتبر أكثر من كافٍ، ووضعيه بلطف للحصول على أفضل النتائج.

محاذير استخدام الريتينول للبشرة

من ناحية أخرى، ينصح دكتور طلال، بتجنب استخدامه للبشرة في الحالات التالية:

فترة الحمل

لا ينصح باستخدامه للنساء الحوامل، إذ أنه قد يزيد من مخاطر العيوب الخلقية والإجهاض، ويجب على المرأة التحدث مع الطبيب في حالة استخدامه، والرغبة في حدوث الحمل والتخطيط له خلال الفترة القادمة.

الإصابة بالاكزيما

قد يؤدي استخدامه إلى تفاقم الأكزيما، وذلك لأنه يمكن أن يسبب تفاقم جفاف الجلد، كما يحذر المرضى المصابين بالوردية من استخدامه، لأن البشرة تعاني من الإحمرار الدائم، وقد يزداد الأمر سوءًا في حالة استخدامه.

قبل إجراء جلسات الليزر وإزالة الشعر بالشمع

عند القيام بإزالة شعر الوجه بالشمع أو من خلال جلسات الليزر، تصبح البشرة أكثر عرضة للتهيج والالتهاب، ومع وضعه على الجلد، يتم تحفيز دوران الخلايا؛ ما قد يزيد من فرص الإلتهاب، ولذلك ينصح بأخذ فترة راحة للجلد قبل استخدامه.

مُنتجات ينصح بتجنبها عند استخدام الريتينول

وبحسب دكتور طلال، هناك بعض المُنتجات التي ينصح بعدم استخدامها في نفس وقت استخدامه، وتشمل:

مقشرات البشرة

تقوم الرتينويدات بعلاج مشاكل الجلد من خلال تقشير البشرة، وبالتالي فإن استخدام مقشر آخر قوي مثل حمض ألفا هيدروكسي يمكن أن يُسبب مشاكل للوجه، وينطبق هذا على المقشرات الأخرى مثل حمض بيتا هيدروكسي، والمعروف أيضًا باسم حمض الساليسيليك، ولكن هذا لا يعني التوقف عن استخدامها بشكل تام، فيمكن استخدام هذه المنتجات في النهار، واستخدام الريتينول في الليل، فهذا يساعد في الحصول على أقصى فائدة من هذه المنتجات، وتجنب الآثار الجانبية في نفس الوقت.

قابض المسام والتونر

تقوم الرتينويدات بتجفيف البشرة، وبالتالي يجب تجنب أي منتجات يمكن أن تحرم البشرة من الترطيب مثل التونر، وقابض المسام، والمواد الأخرى التي تؤدي إلى تقليل رطوبة البشرة، حيث يمكن أن تسبب تهيج الجلد، وفي المقابل، ينبغي استخدام المرطبات جنبًا إلى جنب مع الريتينول.

بنزويل بيروكسايد 

يُستخدم بنزويل بيروكسايد كعلاج قوي للبثور، ولكنه يُمكن أن يتسبب في أكسدة الريتينويد؛ ما قد يؤدي إلى انخفاض فعاليته في علاج مشاكل الجلد.

إرشادات مهمة للوقاية من أضرار الريتينول

لتفادي الأضرار المحتملة من استخدامه ينصحك دكتور طلال، باتباع الإرشادات التالية:

اختباره على الجلد

قبل استخدامه على البشرة، يجب اختباره على الجلد للتأكد من أنه لا يسبب آثار جانبية شديدة، ويكون ذلك بوضع كمية صغيرة من المنتج على جانب الساعد، وتغطية المنطقة بمضّادة والانتظار لمدة 24 ساعة، وفي حالة ظهور أي التهاب أو تهيج شديد خلالها، يجب التوقف عن استخدام هذا المنتج.

وضعه على البشرة في الليل

يجب عدم وضعه على الجلد إلا في الليل؛ بسبب تأثيراته القوية وحساسيته للأشعة فوق البنفسجية، كما ينبغي التأكد من وضع واقي الشمس أثناء النهار لتقليل مخاطر الآثار الجانبية.

استخدام مُنتجات ذات تركيز أقل من الريتينول

يُمكن تقليل مخاطر الآثار الجانبية باستخدام منتجات ذات تركيز أقل منه في بداية الأمر، وفي حالة استمرار الآثار الجانبية، يجب التوقف عن استخدامه، فقد يتطلب الأمر تغيير نوع الريتينول أو تغيير العلاج واختيار بديل أفضل للجلد.

استخدام الريتينول بشكل تدريجي

بمجرد اجتياز اختبار المُنتج على الجلد، ينصح بالبدء في وضعه كل ليلتين، وذلك بعد تنظيف الوجه وتركه 30 دقيقة، ولكن قبل وضع المرطب الليلي، وبعد مرور أسبوع أو أسبوعين، يُمكن البدء في وضع المنتج كل ليلة.