فنانة المكياج العالمية مريم خيرالله لـ"هي": الجمال العصري هو أن تعبّري عن نفسكِ كما أنتِ
"أرسم القصص لا الوجوه، وأُعلّم الجمال لأشعر مجدداً"، بهذه العبارة التي تضعها على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي تختصر فنانة المكياج مريم خيرالله فلسفتها التي أعادت من خلالها تعريف معنى المكياج ودوره في إبراز هوية المرأة لا تغييرها. فمن بيروت إلى باريس ودبي، شقّت مريم طريقها بثباتٍ وشغف، حاملةً حقيبتها المليئة بالألوان والقصص، لتصبح اليوم Global Senior Artist في M·A·C Cosmetics وأحد أبرز الأسماء التي تمثل العلامة في المنطقة والعالم.
على مدى ما يقارب العقدين، كانت مريم جزءًا من كواليس الموضة العالمية، تترك بصمتها في عروض كبرى الدور مثل Balmain وVivienne Westwood وEtro، قبل أن تصبح اليوم الوجه الفني لـ M·A·C في الشرق الأوسط وصاحبة رؤية خاصة للجمال تقوم على مفهوم "الكشف لا التحوّل". هي لا ترى في المكياج مجرد أداة تجميل، بل وسيلة لرواية الحكايات، وسرد العواطف. من قلب الكواليس إلى السجادة الحمراء، تحمل مريم رؤية M·A·C التي تحتفي بالتنوّع، بالأنوثة، وبالقدرة على التعبير عن الذات بثقة وصدق.

في هذا الحوار الخاص مع "هي"، تتحدث مريم عن رحلتها مع العلامة، وعن فلسفتها في الجمال، وتكشف أسرار السجادة الحمراء ونصائحها التي تختصر سنواتٍ من الخبرة والإبداع.
لقد كنتِ مع علامة M·A·C لما يقارب العقدين من الزمن، كيف تطوّرت رحلتكِ مع العلامة على مرّ السنين؟
بدأت رحلتي مع M·A·C في لبنان، ومنذ البداية كانت ولادة من شغفٍ خالص. بدأت بوضع المكياج لصديقاتي بدافع المتعة، ثم أدركت أن هذا الشغف يمكن أن يتحوّل إلى مهنة حياتي. على مرّ السنين، تطوّرت من فنانة مكياج إلى مدرّبة، وصولًا إلى منصبي الحالي كـ Global Senior Artist في منطقة الشرق الأوسط. كانت رحلة تطوّر متواصلة من إتقان التقنيات إلى المساهمة في رسم ملامح الفنّ والإبداع على المستويين الإقليمي والعالمي. علّمتني M·A·C أن المكياج ليس مجرد أداة للجمال، بل لغة تعبّر عن التنوّع، وسيلة لرواية القصص، ومنصة للتعبير عن الذات. اليوم، تركيزي منصبّ على رواية القصص من خلال الفنّ، وعلى كسر الحدود الإبداعية، وتدريب الفنانين الجدد، والاحتفاء بفرادتهم عبر المكياج.
لقد عملتِ خلف الكواليس في أهم أسابيع الموضة حول العالم، كيف ساهمت تلك التجارب في تشكيل رؤيتكِ للجمال على السجادة الحمراء؟
العمل خلف الكواليس يعلّمكِ السرعة، الدقة، والحدس. تتعلّمين كيف يتفاعل المكياج مع مختلف الإضاءات والكاميرات، وكيف تجعلين البشرة تبدو نضرة حتى تحت الضغط. هذه التجارب صقلت رؤيتي الجمالية للسجادة الحمراء، وعلّمتني أن أرى الجمال من كل الزوايا كيف يُصوّر، كيف يتحرّك، وكيف يُشعّ إحساسًا. في عروض الأزياء، المكياج يروي قصة المصمم، أمّا على السجادة الحمراء، فهو يروي قصة المرأة نفسها. وكلا العالمين يشتركان في عنصرين أساسيين: الثقة والإيقاع، لخلق لحظة تظلّ خالدة في الذاكرة.

للمرة الأولى M·A·C هي الشريك الرسمي للمكياج في مهرجان الجونة السينمائي، ماذا تعني لكِ هذه الشراكة شخصيًا، وماذا تمثّل للعلامة؟
بالنسبة إلى M·A·C، تمثّل هذه الشراكة احتفالًا بلقاء الفنّ بالسينما في الإبداع، التفرّد، والتأثير. إنها لحظة تُبرز روح العلامة في الحضور على السجادة الحمراء بطريقة حديثة وشاملة. أما بالنسبة لي، فهي لحظة شخصية مميّزة تشبه اكتمال الدائرة. لقد نشأت مهنيًا داخل هذه العلامة، واليوم أساهم في تقديم M·A·C إلى واحدة من أبرز المنصّات الثقافية في المنطقة. إنه شعور بالفخر أن أمثّل منطقتنا والعلامة التي بَنيتُ من خلالها مسيرتي المهنية.
كثيرًا ما تصفين فلسفتكِ في المكياج بأنها "كشف لا تحوّل"، كيف ينعكس هذا المفهوم في عملكِ مع المشاهير وعلى السجادة الحمراء؟
لطالما آمنتُ أن المكياج يجب أن يكشف الجمال لا أن يخفيه. هدفي ليس أن أُغيّر ملامح الوجه، بل أن أُبرز ما يجعله فريدًا. عندما أعمل مع المشاهير، أركّز على إبراز طاقتهم الطبيعية لا على تغطيتها فجمال السجادة الحمراء لا يتعلّق بالكمال، بل بالثقة. أجمل مجاملة يمكن أن أسمعها بعد أي إطلالة هي عندما يقول أحدهم: "تبدو كما هي، فقط أكثر إشراقًا".
ما هي أفضل نصائح في المكياج يمكن لكل امرأة تطبيقها في المنزل لتبدو بإطلالة السجادة الحمراء؟
أولًا: حضّري بشرتكِ جيدًا. فالمكياج الناجح يبدأ بالعناية بالبشرة، الترطيب الجيد واستخدام البرايمر يساعدان على أن يبدو كريم الأساس طبيعيًا ومتجانسًا.
ثانيًا: وازني بين الملامح. إذا اخترتِ مكياجًا قويًا للعينين، فاجعلي الشفاه ناعمة، والعكس صحيح. التوازن هو سرّ الأناقة.
ثالثًا: استخدمي الإضاءة والتثبيت بذكاء. طبّقي المستحضرات العاكسة للضوء على النقاط البارزة من الوجه، وثبّتي المكياج برذاذ خفيف من M·A·C Fix+ لتحصلي على إشراقة طبيعية تدوم طوال اليوم.

هل هناك منتجات مميزة من M·A·C لا تستغنين عنها أبدًا عند التحضير لإطلالات السجادة الحمراء؟
دائمًا. هناك منتجات أساسية لا تفارق حقيبتي: Prep + Prime Fix+ لإشراقة طبيعية وتثبيت المكياج، Studio Radiance Foundation لبشرة متوهّجة خالية من العيوب، وExtended Play Lash Mascara لرموش محدّدة وجاهزة للكاميرا. ولا يمكنني الاستغناء عن Strobe Cream الذي يمنح ذلك البريق الفريد الذي يميّز إطلالات السجادة الحمراء. هذه المستحضرات كانت ولا تزال رفيقتي في كل كواليس عرض أو جلسة تصوير.
ما هي قاعدة الجمال التي تؤمنين بها دائمًا، وتلك التي تحبين كسرها؟
القاعدة التي أؤمن بها وألتزم بها دائمًا هي مطابقة لون كريم الأساس مع الرقبة والصدر فالتناسق والدمج المتقن لا يمكن التنازل عنه. كما أنني أؤمن بأهمية إزالة المكياج قبل النوم، فالبشرة هي لوحة الفنان الأولى. أما القاعدة التي أحبّ كسرها، فهي الفكرة القديمة التي تقول إن مكياج السجادة الحمراء يجب أن يكون ثقيلًا. أنا أؤمن بأن الجمال الحديث يقوم على الخفّة: بشرة تتنفس، توهّج طبيعي، ومكياج يبدو واقعيًا وحقيقيًا.

مع التغيّر السريع الذي يشهده عالم الجمال اليوم، ماذا يعني لكِ مفهوم الجمال العصري؟ وكيف ترين دور M·A·C في رسم ملامح المرحلة القادمة من جمال السجادة الحمراء؟
الجمال العصري بالنسبة لي هو الأصالة، أن تعبّري عن نفسكِ كما أنتِ، بثقة واختلاف. هو الجمال الذي يجمع بين البساطة والقوة، بين الجهد والإحساس الطبيعي. لطالما كانت M·A·C في طليعة هذا التغيير؛ بعراقتها الفنية ورؤيتها الشاملة، تواصل العلامة إعادة تعريف مفهوم الأناقة المعاصرة. الجمال اليوم هو بشرة تشعّ ثقة، وشفاه تنطق بالجرأة، وإطلالات تحتفي بكل وجه. المرحلة القادمة من الجمال، كما أراها، هي عن النساء الحقيقيات اللواتي يمتلكن وهجهنّ، وهذا تمامًا ما تمثّله M·A·C.