نضارة البشرة على مر السنين

بقلم الدكتورة جيهان عبد القادر

رئيس تنفيذي مستشفى الاكاديمية الامريكية للجراحة التجميلية
 

يرجع تاريخ الجمال لستة آلاف سنة قبل الميلاد منذ أيام الفراعنة وبلاد بابل حينما كانوا يبحثون عن منافذ لعلاجات البشرة ويستنتجون من ثمار الطبيعة ما يحمي ويساعد البشرة على النضارة والحيوية والبريق، حيث كانوا الفراعنة يستخلصون من مناجم الذهب فتات القطع الذهبية ليضعونها  كعلاج للتصبغات كما كانوا يعتقدون. وهذا ما جعل كليوباترا تدمن على هذا القناع الخالص من الذهب الطبيعي من أجل النضارة لعدم وجود بدائل حينها ولأهمية الاعتقاد السائد بأن الأثمن هو الأجود .

البعض الآخر كان يستخدم حليب الحمير الذي يعتبر الأقرب لحليب الأم في علاج بثور البشرة دون أن يعرفوا الأهمية العلمية باحتوائه على حمض اللاكتيك الحليبي المستخدم اليوم في بعض المنتجات الواقية والعلاجية ، والبعض الآخر كانوا يستخدمون زيت الخروع كأحد منشطات لمعان ونضارة البشرة. 

وكأن للتاريخ حلقة وصل لا تنتهي فمع رحلة بحث الإنسان عن الأجود والأحسن في هذا المجال ، فكان أحد أهم أركان الجمال منذ تلك العصور هو الحصول على بشرة نضرة بيضاء خالية من التصبغات الجلدية. لذلك فقد أخذ اتجاه النساء بسبب عدم وجود البدائل حينها لإستخدام معدن الرصاص كمادة مبيضة للبشرة وخلطه مع مركبات أخرى، حتى فترة عصر النهضة (1400-1600) كانت أغلب النساء يلجئن لجعل لون بشرتهن بيضاء باهته كنوع من أنواع الجمال المتشبه للبورسالين حينذاك، وعلى هذا الأساس قامت ثورة صناعة المنتجات المبيضة المحتوية على مادة الرصاص التي تعمل على صبغة الميلانين وبكل أسف بشكل سيّء, وكان يسمى حينها بالسيروس وله منتجات عديدة منها على شكل مستحضر طحيني أو كريم صبغي ولكن مع الأسف الشديد كان له ضحايا عديدة نتيجة احتواء هذا المركب على مادة الرصاص السامة وكان أولهم ملكة إنجلترا الملكة إليزابيت التي كانت قد أطلقت على هذا المستحضر السام قناع الشباب. 

حيث يمتص الجلد كميات من الرصاص المركزة  ليسبب تسسمم قاتل في الدم وعجز عضلي في الجسم وصلع مخيف وهذا ما أدى بعد ذلك الى وفاة ملكة إنجلترا الاولى المفاجىء بسبب تسممها من هذا القناع الرصاصي المبيض الذي اعتادت وبالغت في استعماله في أواخر القرن السادس عشر مثلها مثل الكثير من السيدات. 

 

وكما دوّن في تاريخ الجمال والتبييض في العصور السابقة وقبل تطور فنون العلوم التجميلية الكيميائية والتقنية وعلوم الصيدلة كانوا النساء أيضاً في السابق يلجئن الى استعمال الزئبق كمادة مبيضة ولكن ترسبات الزئبق على الجلد ضار جداً مثله مثل الرصاص ، وهذا ما يحفزني اليوم أن أقف وأنادي بأعلى صوتي لتجنب ما يطرح في أسواق الترخيصات الغير شرعية لتسويق إبر التبييض الوريدية والعضلية التي تعتبر مبيضة ممتازة ولكنها قاتلة  ومحطمة لحياة الإنسان لذلك أكرر دائماً احذروها من أجل سلامتكم .

 

لم يكن الطب على مستوى ما نحن عليه اليوم من تطور بل كان قائم على يد العطارين وعلى أسس حياة بسيطة ينقصها خبرات حقيقية ومراكز أبحاث وورشات عمل ولكن مع ثورة الجمال والتجميل ومراكز أبحاث الجلد والبشرة تطور العلم وأصبح فعلاً لكل داء دواء لذلك أهمية اختيار الطبيب مهم وعدم الإختيار العشوائي دون الاستشارة الخاصة للمشكلة أهم, واختيار المنتج والمستحضر تحت إشراف طبيب جلدي مرخص مهم جداً من أجل سلامة الإنسان ومن أجل التأكد من صحة وترخيص المنتج من قبل الهيئات الصحية.

واليوم بإمكانكِ تجريب مجموعة "Ideal White" التي اخترناها لكِ من "Vichy", المقاومة للمشاكل الخمسة لتصبغات البشرة, والتي تمنحك بشرة فاتحة ومشرقة الآن ولمدى طويل.