الدكتور أحمد عمر يشرح لـ"هي" تأثير التغييرات الهرمونية في الثلاثينيات وأفضل روتين للبشرة بهذه المرحلة
هل تعلّمين أن هرموناتكِ في المرحلة الثلاثينية من عمركِ تبدأ رحلتها الانتقالية. إذ يبدأ الإستروجين انحداره البطيء، حاملًا معه بعضًا من ذلك الامتلاء والشباب المائي. كذلك يعلو صوت الكورتيزول "هرمون التوتر" مع مسؤوليات العمر المتزايدة، مصاحبًا معه بعض الالتهابات والحساسية غير المتوقعة. حتى هرمون التستوستيرون قد يعلن عن وجوده ببثور مفاجئة أو لمعان زائد، وكأنه يذكركِ أن تغيير الهرمونات في تلك المرحلة شامل وعميق.
لكن هذه ليست قصة تراجع، بل قصة تحول تتطلب فهمًا مختلفًا وأكثر وعيًا. إنها دعوة لإعادة اكتشاف بشرتكِ، ليس كعدو يتغير، بل كحليف يعلن عن أسرار صحتكِ الداخلية.
وبما أن كل منتج في المرحلة الثلاثينية سيصبح رسالة حب ترسلينها لبشرتكِ، وكل خطوة في روتينكِ ستصبح حوارًا مع ذاتكِ المتغيرة، وأيضًا فرصتكِ لتبني بشرة لا تخاف من السنوات، بل تتألق دومًا مع كل شمس تشرق.
لذا، دعينا نتعرف معًا عبر موقع "هي" على تأثير التغييرات الهرمونية على البشرة في الثلاثينات، وأفضل روتين عناية يناسب جميع أنواعها في تلك المرحلة؛ بناءً على توصيات استشاري الأمراض الجلدية الدكتور أحمد عمر من القاهرة.
أهم التغييرات الهرمونية في الثلاثينيات
ووفقًا للدكتور أحمد، تعتبر الثلاثينيات مرحلة انتقالية مهمة لبشرة المرأة، حيث تبدأ التغييرات الهرمونية التي تؤثر بشكل ملحوظ على صحتها ومظهرها؛ وأبرزها:
بدء الانخفاض التدريجي للإستروجين
تفقد البشرة المرونة والرطوبة بسبب انخفاض الإستروجين الذي يُحفز إنتاج الكولاجين والإيلاستين وحمض الهيالورونيك؛ مما يؤدي ذلك إلى "ظهور خطوط دقيقة وتجاعيد أعمق، ترقق البشرة وجفافها، بطء التئام الجروح وتجدد الخلايا".
تقلبات هرمونات التوتر (الكورتيزول)
يمكن أن يُسبب الكورتيزول المرتفع بسبب الضغوط الحياتية في الثلاثينيات تفاقم حالات مثل: "حب الشباب، الوردية (Rosacea)، التهاب الجلد الدهني، وضعف حاجز البشرة" مما يجعلها أكثر حساسية وعرضة للتهيج.
اختلال التوازن بين الأندروجينات مثل (التستوستيرون والإستروجين)
يُسبب هذا الاختلال زيادة إنتاج الزهم خاصة في منطقة الـ T-zone (الجبهة والأنف والذقن)، مما قد يؤدي إلى " ظهور مسام واسعة، وبشرة معرضة للبثور حتى مع تقدم العمر".
انخفاض هرمون النمو والكولاجين
بما أن مستويات الكولاجين تبدأ في الانخفاض بنسبة حوالي 1 % سنويًا بعد الثلاثين، فإن البشرة ستمر بمرحلة طبيعية من فقدان الامتلاء، وحدوث ترهل طفيف في منطقة الخدين والخط الفكي.
تأثيرات شائعة على البشرة الثلاثينية
أكد دكتور أحمد، أن البشرة الثلاثينية معرضة لحدوث التأثيرات التالية:
- زيادة الحساسية والتهيج.
- الجفاف وعدم القدرة على الاحتفاظ بالرطوبة كما في السابق.
- ظهور فرط التصبغ (بقع داكنة) بسبب تراكم أضرار الشمس والتغييرات الهرمونية.
- ضعف لون البشرة وبهوتها بسبب تباطؤ دوران الخلايا.
روتين أساسي شامل للعناية بالبشرة في الثلاثينيات مع التعديلات لكل نوع بشرة
اختار دكتور أحمد روتين شامل ينطبق على جميع أنواع البشرة الثلاثينية لتعزيز جمالها دومًا، وذلك على النحو التالي:
روتين صباحي
- استخدمي غسول لطيف خالي من الكبريتات (Sulfate-Free) لإزالة إفرازات الليل من دون تجريد البشرة من زيوتها الطبيعية.
- التزمي بتطبيق مصل مضاد للأكسدة مثل فيتامين C لحماية البشرة من التلوث وأشعة الشمس وتعزيز إنتاج الكولاجين.
- لا تنسي ترطيب بشرتكِ حتى إذا كانت دهنية، للحفاظ على حاجز البشرة سليمًا.
- اهتمي يوميًا بتطبيق الواقي الشمسي واسع الطيف، علمًا أن هذه الخطوة غير قابلة للمساومة، والأفضل ضد الشيخوخة المبكرة والتلف.
روتين مسائي
- استخدمي التنظيف المزدوج لإزالة المكياج "زيت أو بلسم لإزالة المكياج وواقي الشمس، ثم غسول لطيف لتنظيف البشرة بعمق".
- استخدمي مصل علاجيحسب الهدف، مثل "النياسيناميد للتوحيد اللون، أو الرتينول لمكافحة التجاعيد".
- لا تنسي تطبيق الكريم ليلي، على أن يكون أكثر كثافة من المرطب الصباحي لدعم عملية إصلاح البشرة أثناء النوم.
التعديلات حسب نوع البشرة
البشرة الجافة
ركزي على الترطيب العميق لإصلاح الحاجز الجلدي، بالطرق التالية:
- استخدمي غسول كريمي أو لبنيًا.
- اختاري سيروم فيتامين C غير حامضي (مشتقات مستقرة).
- استخدمي مرطبات وكريمات ليلية تحوي السيراميد، حمض الهيالورونيك، والجليسيرين.
- أضيفي زيتًا للوجه فوق المرطب الليلي لقفل الرطوبة.
- قللي من استخدام الرتينول أو ابدئي بتركيز منخفض جدًا.
البشرة الدهنية والمختلطة
ركزي على التحكم في اللمعان والترطيب الخفيف من دون سدّ المسام، بالطرق التالية:
- استخدمي غسول جيل أو رغوي خالي من الزيوت.
- اختاري سيروم فيتامين C خفيف القوام (مائي).
- استخدمي مرطبات خفيفة (جيل أو لوشن) خالية من الزيوت (Oil-Free).
- يمكنكِ استخدام النياسيناميد (Niacinamide) للمساعدة في تنظيم الإفرازات الدهنية وتنظيف المسام.
- استخدمي واقي شمسي يكون بخاصية "غير كوميدوغينيك" (لا يسدّ المسام).
البشرة الحساسة
ركزي على هدوء البشرة وتقليل التهيج، بالطرق التالية:
- استخدمي منتجات خالية من العطور، الأصباغ، والكحول المزعج.
- اختاري سيروم فيتامين C مستقر وغير حامضي مثل Tetrahexyldecyl Ascorbate.
- اختاري مرطبات تحتوي على مكونات مهدئة مثل (البانثينول، الشوفان).
- تجنبي الأحماض القوية والرتينول التقليدي في البداية.
- اختاري واقي شمسي معدني (يحتوي على زنك أو تيتانيوم) لأنه ألطف على البشرة الحساسة.
البشرة العادية والمتوازنة
ركزي على الوقاية والحفاظ على التوازن، بالطرق التالية:
- يمكنكِ اتباع الإطار العام بسهولة.
- ادخلي مكونات نشطة مثل الرتينول ببطء، مع مراقبة رد فعل البشرة.
على الهامش.. نصائح للعناية بالبشرة في الثلاثينيات
- استخدمي قناع مرطب أو مغذي حسب الاحتياج.
- التزمي بالتقشير اللطيف حسب نوع بشرتكِ الثلاثينية أسبوعيًا (تقشير كيميائي باستخدام AHA/BHA للبشرة الدهنية، أو PHA للبشرة الجافة/الحساسة).
- ركزي على الترطيب العميق باستخدام منتجات تحوي (حمض الهيالورونيك، والسيراميد، والنياسيناميد).
- التزمي بالوقاية من الشمس يوميًا، لأنها أهم خطوة لمحاربة الشيخوخة المبكرة.
- التزمي بإدخال مضادات الأكسدةمثل فيتامين C لمحاربة الجذور الحرة وتحسين اللون والمرونة.
- استخدمي أحماض الفاكهة (AHA) مثل (حمض الجليكوليك أو الريتينول) بتركيزات مناسبة (بعد استشارة متخصص) لتجديد الخلايا.
- اتبعي نظام حياة صحي "التغذية المتوازنة الغنية بالأوميغا-3، والفيتامينات، ومضادات الأكسدة، مارسي اليوغا والتأمل لإدارة الاجهاد والتوتر، احصلي على النوم الكافي، اشربي الماء بوفرة.
- انتظمي في ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة لتحسين الدورة الدموية.
- إذا ظهرت أعراض غير معتادة مثل "حب الشباب الشديد، نمو شعر زائد، وتساقط شعر كثيف" فقد تشير إلى خلل هرموني مثل "متلازمة المبيض المتعدد الكيسات"؛ ما يستدعي مراجعة الطبيب المختص فورًا.
وأخيرًا، التغييرات الهرمونية في الثلاثينيات هي جزء طبيعي من عملية الشيخوخة، لكن العناية الوقائية والروتين المناسب يمكن أن يحافظ على صحة البشرة وإشراقتها لأطول فترة ممكنة. علمًا أن الإطار الروتيني موحد (تنظيف، مصل، ترطيب، وقاية)، ولكن اختيار المنتجات ذات التركيبة والقوام المناسبين لنوع بشرتكِ هو ما يصنع الفرق ويجعل الروتين فعالًا وآمنًا في المرحلة الثلاثينية من عمركِ؛ لذا ابدئي من الآن فصاعدًا بلطف وراقبي كيف تستجيب بشرتكِ لأي منتج جديد من دون عشوائية.
