دليل شامل لفوائد تقنية البلازما للبشرة ونتائجها
لم يعد تجديد البشرة يعتمد فقط على مستحضرات العناية اليومية، فقد أصبحت العلاجات التجميلية المتقدمة جزءاً أساسياً من روتين العديد من النساء الباحثات عن بشرة شابة وصحية دون اللجوء إلى الجراحة. ومن بين هذه العلاجات تبرز تقنية البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) باعتبارها واحدة من أكثر التقنيات التي حققت انتشاراً واسعاً خلال السنوات الأخيرة.
لكن رغم هذا الانتشار، يبقى السؤال الأكثر طرحاً: هل جلسات البلازما آمنة حقاً؟ وما الفوائد الموثوقة التي تمنحها للبشرة؟
لأن هذا العلاج يعتمد على مكوّن طبيعي يُستخرج من دم المريضة نفسها، فقد اكتسب ثقة الأطباء والمرضى على حدّ سواء، لكنه رغم ذلك لا يخلو من تفاصيل دقيقة يجب معرفتها قبل اتخاذ القرار. لذلك تعرفي على آلية عمل البلازما، فوائدها المؤكدة، النتائج المتوقعة، نسبة الأمان، والفئات التي يناسبها أو لا تناسبها… بأسلوب علمي مبسّط وموثوق.
ما هي جلسات البلازما للوجه؟
البلازما الغنية بالصفائح هي علاج تجميلي يعتمد على فصل مكوّنات الدم واستخراج البلازما المركّزة التي تحتوي على:
- عوامل النمو
- البروتينات المسؤولة عن التئام الأنسجة
- الخلايا التي تحفّز إنتاج الكولاجين
- عناصر تساعد على تجديد الخلايا وإصلاح التلف
بعد استخراجها، تُحقَن البلازما في طبقات البشرة المختلفة بهدف تحفيز التجدد الذاتي للجلد، ما يجعلها علاجاً طبيعياً بالكامل دون مواد كيميائية.
هل جلسات البلازما للوجه آمنة؟
أبرز نقطة قوة في علاج البلازما هي أنه لا يحتوي على مواد غريبة عن الجسم، إذ يُستخرج من دم المريضة نفسها. لذلك:
- لا يحدث رفض مناعي
- نسبة الحساسية ضئيلة جداً
- الآثار الجانبية مقارنة بالفيلر أو البوتوكس أقل بكثير
آمنة عند تنفيذها في عيادات موثوقة
السلامة هنا تعتمد بالكامل على:
- أجهزة فصل الدم الحديثة والمعقّمة
- خبرة الطبيب في الحقن
- بيئة نظيفة لتجنّب الالتهابات
- اتباع بروتوكولات تعقيم صارمة
أي خلل في هذه العوامل قد يؤدي إلى مشكلات، لذلك يجب اختيار مركز طبي معتمد وليس صالون تجميل.
آمنة للغالبية، لكنها غير مناسبة لفئات محدّدة
يجب تجنّب البلازما في الحالات التالية:
- من لديها اضطرابات تجلّط الدم
- من تعاني من نقص شديد في الصفائح
- مرضى المناعة الشديدة الضعف
- من تعاني من التهابات جلدية نشطة
- الحوامل والمرضعات
كيف تعمل البلازما داخل البشرة؟
بعد حقن البلازما في طبقات الجلد، تبدأ البشرة رحلة تجديد دقيقة تتم على مرحلتين أساسيتين، كل مرحلة تحمل دوراً خاصاً في إعادة الحيوية والنضارة.
المرحلة الأولى: التحفيز المبكر من الأسبوع الأول حتى الثالث
في الأيام الأولى بعد الجلسة، تنطلق البلازما للعمل فوراً. تبدأ عوامل النمو الموجودة فيها بالتحرّك داخل البشرة، وكأنها ترسل إشارات قوية للخلايا لتستيقظ من جديد. تتنشّط الخلايا الليفية المسؤولة عن إنتاج الكولاجين، وتبدأ عمليات الترميم الداخلي للخلايا المتعبة. خلال هذه الفترة، قد تلاحظين نعومة طفيفة وتحسّناً أولياً في ملمس البشرة؛ وهو مجرد بداية لما سيأتي لاحقاً.
المرحلة الثانية: التجديد العميق من الشهر الثاني حتى الرابع
هذه المرحلة هي قلب عملية علاج البلازما وجوهر نتائجها. هنا يصبح الجلد أكثر استجابة، وتعمل الخلايا الليفية بكفاءة أعلى لإنتاج كميات أكبر من الكولاجين والإيلاستين، وهما العنصران الأساسيان لشباب البشرة وتماسكها.
تبدأ الخطوط الرفيعة بالاختفاء تدريجياً، وتُملأ الفراغات الصغيرة، كما تتحسّن الندبات السطحية بفضل إصلاح الأنسجة المتضررة. ومع استمرار عملية التجديد، تكتسب البشرة إشراقاً جديداً ولمعاناً صحياً يظهر بشكل واضح وملموس.
الفوائد الحقيقية للبلازما
تحسين نضارة البشرة وإشراقها
تعمل عوامل النمو على تعزيز دوران الخلايا وإزالة البشرة الباهتة، مما يمنحك:
- لون موحّد
- ملمس ناعم
- إشراقة صحية بدون لمعان زيتي مبالغ
شد البشرة الخفيف ومعالجة الترهل
إنتاج الكولاجين الجديد يعيد للبشرة:
- المرونة
- التماسك
- مظهراً مشدوداً طبيعياً
خصوصاً عند منطقة الخدود وأسفل العين.
تقليل الخطوط الرفيعة
خطوط الجبين، الابتسامة، وأسفل العين تستجيب بشكل ملحوظ لأن البلازما تعالج أسباب الخطوط وليس مظهرها فقط.
علاج الهالات السوداء
البلازما تساعد على:
- زيادة سماكة الجلد تحت العين
- تحسين الدورة الدموية
- تقليل التصبغات الطفيفة
لهذا أصبحت خياراً أولياً لعلاج تعب تحت العين بدون فيلر.
علاج الندبات السطحية وآثار حب الشباب
عوامل النمو تساعد على:
- تجديد أنسجة الندبة
- تخفيف الحفر السطحية
- تقليل الاحمرار
وتكون النتائج أقوى عندما تُدمج مع المايكرونيدلينغ.
ترطيب البشرة من الداخل
عبر تحفيز الخلايا المسؤولة عن احتفاظ الجلد بالماء، ما يمنح ترطيباً أعمق من أي سيروم خارجي.
كم جلسة تحتاجين؟ ومتى تظهر النتائج؟
علاج البلازما ليس من التقنيات التي تعطي نتيجة فورية، بل هو رحلة تدريجية تعتمد على تراكم الجلسات واستجابة بشرتك لها. عادةً ما يوصي الأطباء بثلاث جلسات متتالية، تُنفّذ كل 3 إلى 4 أسابيع، حتى تحصل البشرة على الجرعة الكاملة من التحفيز. وبعد الانتهاء من هذه الدورة الأساسية، يكفي أن تخضعي لجلسة تعزيز واحدة كل ستة أشهر إلى سنة للحفاظ على النضارة وتجديد النتائج.
أما بالنسبة للنتائج، فلا تتوقعي تغييرات دراماتيكية في الأيام الأولى؛ فالبلازما تحتاج وقتاً لتفعيل قدراتها داخل الجلد. تبدأ العلامات الأولى بالظهور عادةً بعد أسبوعين، حيث تبدو البشرة أكثر نعومة وتجانساً. ومع مرور 6 إلى 8 أسابيع، تتضح النتائج بشكل أكبر: إشراقة ظاهرة، ملمس محسن، وخطوط رفيعة بدأت تختفي تدريجياً. ذروة النتائج تصل بعد ثلاثة أشهر تقريباً، حين تكون الخلايا قد أنتجت ما يكفي من الكولاجين الجديد ليظهر تأثير البلازما في أفضل صوره.
الآثار الجانبية المحتملة
تشمل عادةً:
- احمرار لمدة 24–48 ساعة
- تورّم بسيط
- وخز في أماكن الحقن
- كدمات خفيفة في بعض الحالات
وتختفي سريعاً خصوصاً عند الالتزام بالتعليمات.
ما يجب فعله بعد جلسة البلازما
لا مكياج خلال 24 ساعة
حتى لا يتلوث الجلد أو تحدث التهابات.
تجنّبي الشمس والحرارة العالية
واستخدام واقٍ شمس بدرجة عالية لحماية الجلد المتجدّد.
تجنّبي الجيم والساونا لمدة يومين
لمنع زيادة التهيّج.
استخدمي مرطّب لطيف وسيرومات مهدّئة
مثل الهيالورونيك أسيد النقي.
لمن تعدّ جلسات البلازما الحل الأمثل؟
- من تعاني من بشرة باهتة أو مجهَدة
- من تريد معالجة الهالات بدون فيلر
- من لديها خطوط رفيعة
- من ترغب بنتائج طبيعية دون تغيّر في الملامح
- للنساء في سن 25–45 كعلاج وقائي وتجديدي
