الدكتورة هالة علي لـ "هي": إليك أسرار استخدام المشاهير لحُقن السلمون التجميلية للبشرة
باتت حُقن السلمن التجميلية أحد صيحات المشاهير هذا الموسم؛ ومثلها كمثلجلسات "علاج الدم للوجه" أو "فاشيال فامباير" (Vampire Facelift) ، التي تستخدمها النجمات مثل"كيندال جينر وكيم كارداشيان" اللتان تحدثا علنًا عن خضوعهما لهما، علمًا أنهما مكونات تعمل على نفس المبدأ التحفيزي الذي تعمل عليه حُقن السلمون، لكن باستخدام الدم نفسه.
عمومًا، لم تعدّ أسماك السلمون مجرد طعامٍ فاخر، بل تحوّلت إلى مفتاحٍ ثوري في عالم الجمال ومكافحة الشيخوخة. إنها ليست "حُقن سمك" كما قد يظن البعض، بل هي استخلاص لأحد أقوى العناصر الحيوية التي تُحدث ضجة في عيادات التجميل، وهو "حمض البولي لاكتيك".
ولمزيد من المعلومات حول حُقن السلمون التجميلية ولماذا أصبحت صيحة النجوم هذا الموسم؟؛ تابعي قراءة هذا المقال عبر موقع "هي" للاستفادة من توصيات استشارية الأمراض الجلدية والتجميل الدكتورة هالة علي من القاهرة.
حُقن السلمون التجميلية.. جيل جديد من العلاجات غير الجراحية
ووفقًا للدكتورة هالة، إنها تقنية حديث تخاطب بشرتنا بلغتها، محفّزة آلياتها الطبيعية لإعادة بنائها وتجديد خلاياها. ما يجعلنا ننسي لحظة تلك الوجوه المتصلبة غير المعبرة، لأن هذه الحقن تمنحنا نضارة شبابية تظهر وكأن عادت بنا الذاكرة إلى سنوات الصبا.
حُقن السلمون التجميلية.. فكرة مبتكرة
وتابعت دكتورة هالة، حقن السلمون التجميلية، والمعروفة علميًا باسم "حُقن مشتقات الحمض النووي للسمك (PDRN)"، هي إجراء تجميلي غير جراحي يُستخدم بشكل أساسي لتجديد شباب البشرة وعلاج مشاكلها.
الجدير الذكر، أن اسمها قد يكون مضللًا بعض الشيء. لكنها لا تحتويعلى لحم أو جلد سمك السلمون نفسه، بل يتم استخلاص الحمض(PDRN) من الحمض النووي (DNA) للسلمون التي تتم تربيتها في مزارع نظيفة ومعقمة خصيصًا لأغراض طبية؛ علمًا أن حمض السلمون النووي يعتبر مشابهًا جدًا في تركيبته للحمض النووي البشري، مما يجعله متوافقًا حيويًا ويقلل فرص رفض الجسم له.
حقن السلمون التجميلية.. لها آليات عمل
وأضافت دكتورة هالة، يعتمد مبدأ عمل حقن PDRN على قدرتها على تحفيز عملية التجديد الخلوي في الجلد، وآلية عملها كالتالي:
- تنشيط مسارات الإصلاح: يدخل الـ PDRN إلى الخلايا البشرية وينشط مسارًا حيويًا يسمى مسار الأدينوزين A2A . هذا التنشيط يعطي إشارة للجسم بأن هناك "نسيجًا تالفًا" يحتاج إلى الإصلاح.
- تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين: استجابةً لهذه الإشارة، تقوم الخلايا الليفية (Fibroblasts) في الجلد بزيادة إنتاج الكولاجين والإيلاستين والحمض الهيالورونيك. علمًا أنها البروتينات والألياف التي تعطي البشرة متانتها، مرونتها، وامتلاءها.
- تحسين الدورة الدموية: تعمل الحُقن على تحفيز تكوين أوعية دموية جديدة (Angiogenesis)، مما يحسن تدفق الدم ووصول الأكسجين والعناصر الغذائية إلى البشرة، فيمنحها مظهرًا أكثر إشراقًا ونضارة.
- تأثير مضاد للالتهابات: لها خصائص مضادة للالتهابات، مما يساعد في تهدئة البشرة وعلاج بعض المشاكل الجلدية مثل "حب الشباب".
حُقن السلمون التجميلية.. فوائدها مدهشة
أوضحت دكتورة هالة، أن فوائدها مدهشة للبشرة، وذلك على النحو التالي:
- تعبئة الخطوط الدقيقة والتجاعيد وخصوصًا حول العينين والفم.
- تحسين النسيج لتصبح البشرة أكثر نعومة وتماسكًا.
- ترطيب البشرة وزيادة إشراقهابسبب زيادة إنتاج حمض الهيالورونيك الطبيعي.
- تحسين مرونة البشرةنتيجة لزيادة الكولاجين والإيلاستين.
- تحسين لون البشرة والمساعدة على تلطيف البقع الداكنة، والهالات السوداء تحت العين.
- تسريع التئام الجروح وعلاج ندبات حب الشباببسبب خصائصها القوية في التجديد.
حُقن السلمون التجميلية.. تتم بهذه الإجراءات
أشارت دكتورة هالة، إلى أنه عادةً ما يتم تطبيق كريم مخدر على المنطقة المراد علاجها قبل الجلسة بحوالي 20-30 دقيقة لتقليل الانزعاج؛ ثم يتم الإجراءات التالية:
- يستخدم الطبيب إبرة دقيقة جدًا لحقن المادة في الأدمة (الطبقة الوسطى من الجلد). يمكن أن يستخدم تقنية الحقن العميق أو السطحي (الملتويات) حسب الحالة والمنطقة المستهدفة.
- تستغرق الجلسة الواحدة حوالي 20-30 دقيقة.
- للحصول على نتائج مثالية، عادةً ما يُنصح بجلسات متعددة (من 2 إلى 4 جلسات) بفاصل 2-4 أسابيع بين كل جلسة، تليها جلسات صيانة كل 6-12 شهر.
حُقن السلمون التجميلية.. آمنة ولكن
وأضافت دكتورة هالة، تعتبر بشكل عام إجراءً آمنًا، ولكن قد تشمل بعض الآثار الجانبية المؤقتة:
- احمرار وتورم خفيف في مكان الحقن.
- كدمات بسيطة.
- حكة أو شعور بالوخز.
- تزول هذه الآثار عادةً في غضون ساعات قليلة إلى يومين.
أما بخصوص موانع الاستخدام فهي كالتالي:
- الحساسية المعروفة من سمك السلمون أو منتجات البحر.
- أمراض المناعة الذاتية.
- السرطان أو تاريخ مرضي مع المرض.
- الحمل والرضاعة.
- أمراض الكلى أو الكبد الشديدة.
حُقن السلمون التجميلية انعكاس لتحول كبير في ثقافة التجميل العالمية لهذه الأسباب
أكدت دكتورة هالة، أن السر وراء انتشارها بين المشاهير هو للأسباب التالية:
- البحث عن اللمعة الداخلية لأن حُقن السلمون لا تملأ التجاعيد فحسب، بل تحسن جودة البشرة من الداخل. والنتيجة هي بشرة تبدو أصغر سنًا وأكثر صحة وإشراقًا بشكل طبيعي، كما لو أن النجمة عادت من رحلة استجمام فاخرة. علمًا أن هذا يتوافق مع صيحة "الجلد الزجاجي" و"البشرة الديور".
- التركيز على الوقاية بدلًا من التصحيح. علمًا أن النجوم في العشرينيات والثلاثينيات من عمرهم مثل (بعض نجمات الكيبوب) أصبحوا يستخدمونها كعلاج وقائيبدلًا من الانتظار حتى ظهور التجاعيد العميقة، ليحفزون إنتاج الكولاجين مبكرًا من أجل الحفاظ على شباب بشرتهم لأطول فترة ممكنة. هذا يجعلها "سرًا" للظهور بمظهر شاب من دون أن يبدو أنهم خضعوا لعملية تجميل واضحة.
- مثالية للكاميرات عالية الدقة ومنصات السوشيال ميديا لأنها تحسن نسيج البشرة وتقلل المسام وتوحد لونها، مما يجعلها تبدو مثالية حتى تحت أقوى العدسات.
- الطبيعة غير المصنوعةعلى منصات مثل "إنستغرام وتيك توك"؛ لأن مظهر البشرة المتجددة والصحية الذي تمنحه هذه الحقن يبدو طبيعيًا ومكتسبًا بعناية فائقة، وليس بفعل حقن مصطنعة.
- الانشغال الدائم والبحث عن "الحل السريع غير الجراحي"، جعلها مثالية للمشاهير، لأنها توفر "إجراءً سريعًايمكن إجراؤه في غضون وقت الغداء، فترة التعافي قصيرة جدًا (يمكنهم العودة للتصوير أو حضور حدث في نفس اليوم مع احمرار خفيف يزول سريعًا)، ولا تسبب صدمة أو تغييرًا مفاجئًا في المظهر، مما يسمح لهم بادعاء أن سر جمالهم هو "النوم الجيد والترطيب".
وأخيرًا، صيحة حُقن السلمون بين النجوم هذا الموسم هي انعكاس لذوق جماعي جديد قائم على "الابتعاد عن التجميل الواضح والاتجاه نحو الجمال الطبيعي المتجدد، الذي يبدو وكأنه نتاج عناية فائقة وليس عمليات تجميل. إنها الصيحة المثالية لعصر يقدّم الشكل "الطبيعي المتألق" كأعلى درجات الرفاهية والجمال. علمًا أنها ليست حلًا سحريًا فوريًا مثل "الفيلر"، ولكنها استثمار طويل الأمد لتحسين صحة وجمال البشرة بشكل عام. لذا ننصح دائمًا بضرورة استشارة طبيب جلدية أو أخصائي تجميل موثوقًا ومرخصًا قبل الخضوع لأي إجراء. وأيضًا يجب أن يتم الحقن في عيادة نظيفة ومعقمة لتجنب أي مضاعفات لاحقة.
