بفضل اعتمادها على ترطيب عميق ومدروس، تمنح Skin Flooding البشرة حقها الطبيعي في الامتلاء والمرونة

صيحة "Skin Flooding" سر الترطيب الكوري الذي اجتاح منصات التواصل

ندى الحاج
20 نوفمبر 2025

في عالم الجمال المتسارع حيث تتوالى الصيحات كلمعان البرق، برزت تقنية Skin Flooding كأحد أكثر الاتجاهات ثباتاً وحضوراً، وكأنها ليست صيحة عابرة بل عودة واعية إلى جوهر العناية بالبشرة: الماء. ففي زمن تزداد فيه أعباء الحياة وتتصاعد فيه وتيرة التوتر، أصبح الترطيب العميق ليس مجرد رفاهية، بل خطوة أساسية للحفاظ على بشرة تُجسّد العافية من الداخل قبل الخارج.

ورغم أن التقنية تبدو بسيطة للوهلة الأولى فهي إغراق البشرة بطبقات من الترطيبإلا أنها تحمل خلفها فلسفة كورية تمتد جذورها إلى تقاليد جمالية قديمة، حيث يُنظر إلى البشرة باعتبارها مرآة للصحة ونافذة للحالة المزاجية والجسدية. ولهذا، لم يكن غريباً أن تتحول هذه التجربة إلى حديث المستخدمين السوشيال ميدياوقنوات الجمال العالمية، وأن تتصدر مقاطع "قبل وبعد" المشاهدات بملايينها.

من مختبرات الجمال الكوري إلى العالم

لطالما تميّزت كوريا الجنوبية بقدرتها على تحويل الروتين اليومي إلى طقس جمال يتجاوز الحدود التقليدية. فجاءت تقنية Skin Flooding لتترجم هذه المفاهيم حرفياً، كما لو أننا نعيد للبشرة قدرتها الأولى على “الارتواء”، لأن الكثير من مشكلات الجلد، من البهتان إلى الشحوب إلى الخطوط الدقيقة، تبدأ عندما تفقد البشرة رطوبتها الداخلية.

واللافت أن التقنية لم تبق حبيسة الروتين الشرقي، بل تبنتها أشهر العيادات الغربية وخبراء البشرة العالميين، معتبرين أنها خطوة مفقودة في الكثير من الروتينات التقليدية.

Skin Flooding هو نهج للعناية بالبشرة يركّز على ترطيبها بفعالية عالية عبر “إغراق” الجلد بالرطوبة
Skin Flooding هو نهج للعناية بالبشرة يركّز على ترطيبها بفعالية عالية عبر “إغراق” الجلد بالرطوبة

Skin Flooding: فلسفة ما بين العلم والفن

ليست المسألة مسألة ترطيب فقط، بل طريقة الترطيب.

الفكرة الأساسية تتمثل في:

إعطاء البشرة رطوبة خفيفة ومتعددة الطبقات، ثم "غلقها" بهدوء، حتى تحتفظ بكل نقطة ماء.وكأنكتعيدين بناء حاجز البشرة، طبقة بعد طبقة، بطريقة علمية دقيقة.

عندما تكون البشرة رطبة قليلاً، فإنها تعمل كالأسفنجة، تمتص المواد المرطِّبة بشكل أفضل وأعمق. لذلك تبدأ التقنية دائماً من الأخف إلى الأكثر سماكة.

skin flooding هو إعطاء البشرة رطوبة خفيفة ومتعددة الطبقات، ثم غلقها بهدوء، حتى تحتفظ بكل نقطة ماء
skin flooding هو إعطاء البشرة رطوبة خفيفة ومتعددة الطبقات، ثم غلقها بهدوء، حتى تحتفظ بكل نقطة ماء

كيفية تطبيق التقنية؟

التحضير الهادئ

البداية تكون دائماً مع غسول لطيف يخلو من المواد الكاشطة، لأن إزالة الزيوت الطبيعية المكوّنة لحاجز البشرة قد يفسد الفكرة كاملة.
بعد غسل الوجه، لا يُجفّف تماماً نتركه رطباً، كي يتلقّى الخطوات القادمة.

الطبقات المائية… الأساس الحقيقي لفعالية تقنية الـ Skin Flooding

تُعدّ الطبقات المائية المرحلة الأكثر أهمية في تقنية Skin Flooding، إذ تشكّل الخطوة التي يبدأ خلالها ترطيب البشرة بعمق وفعالية.
في هذه الخطوة، يُطبّق سيروم خفيف القوام بتركيبة تعتمد على مكوّنات قادرة على جذب الماء والاحتفاظ به، مثل:

  • حمض الهيالورونيك
  • الغليسيرين
  • البانتينول
  • مستخلصات مائية مهدّئة مثل الألوفيرا

تعمل هذه التركيبة على تعزيز قدرة البشرة على استقبال الرطوبة، مما يجعلها مهيّأة للامتلاء المائي الذي تعتمد عليه التقنية بشكل أساسي.

وترتكز الروتينات الكورية في هذه المرحلة على مبدأ التطبيق المتدرّج للمنتج نفسه، حيث يُستخدم السيروم بكميات صغيرة لطبقتين أو ثلاث، وفقاً لحاجة البشرة. هذا التدرّج يمنح الجلد فرصة لاستيعاب المكوّنات بفعالية أكبر، ويساهم في تحقيق مستوى أعلى من الترطيب دون إثقال البشرة أو ترك بقايا غير مرغوبة.

تُعد هذه الخطوة حجر الأساس في نجاح Skin Flooding، إذ تمهّد الطريق لطبقة الترطيب التالية وتضمن الحصول على بشرة أكثر امتلاءً ونعومة.

الطبقات المائية حيث يُستخدم السيروم بكميات صغيرة وفقاً لحاجة البشرة.
الطبقات المائية حيث يُستخدم السيروم بكميات صغيرة وفقاً لحاجة البشرة

المرحلة الثالثة: الختم

تمثّل مرحلة الختم خطوة محورية في تقنية الـ Skin Flooding، إذ تعمل على تثبيت الرطوبة التي حصلت عليها البشرة خلال الطبقات المائية ومنع فقدانها طوال اليوم أو الليل. ويتم ذلك عبر استخدام مرطّب يتم اختياره وفق نوع البشرة وحاجاتها، ليشكّل طبقة حماية فعّالة تُغلق الترطيب داخل الجلد.

وتتضمن الخيارات الأنسب لهذه المرحلة:

  • كريم غني بالسيراميدات:مثالي لتعزيز حاجز البشرة وتوفير ترطيب عميق.
  • جل مرطّب خفيف:مناسب للبشرة الدهنية أو المختلطة التي تحتاج إلى ترطيب دون ملمس دهني.
  • كريم إصلاح مكثّف:يُفضّل للبشرة شديدة الجفاف التي تتطلب تغذية إضافية.

كما يُنصح بأن يحتوي المرطّب المستخدم على دهون صحية أو زيوت خفيفة مثل السكوالان، نظراً لدوره في تعزيز ترميم حاجز البشرة والحفاظ على توازنها الترطيبي دون إثقالها.

تشكل هذه الخطوة الأساس الذي يضمن نجاح التقنية، إذ تحافظ على الرطوبة داخل الجلد وتدعم مظهراً أكثر نعومة وامتلاء.

المرحلة الرابعة: طبقة الأمان

للبشرة الجافة جداً أو المتشققة، يمكن إضافة طبقة رقيقة، مثل بلسم حاجز البشرة، لتثبيت الماء طوال الليل.

بهذه الخطوة، يصبح الجلد قادراً على الاحتفاظ بالرطوبة لفترة أطول، فيبدو أكثر امتلاء، أكثر هدوءاً، وأكثر إشراقاً.

لماذا أحدثت التقنية كل هذه الضجة؟

لأنها ببساطة تُنقذ البشرة من العطش المزمن الذي يسبّبه:

  • الطقس الجاف
  • التكييف
  • التوتر
  • قلة شرب الماء
  • الإفراط في التقشير
  • استخدام منتجات نشطة دون توازن
أسباب كثيرةتنفذ البشرة من العطش مثل الطقس الجاف
أسباب كثيرةتنفذ البشرة من العطش مثل الطقس الجاف

وقد أثبتت التجارب أن ترطيب البشرة بهذه الطريقة يُغيّر الملمس فوراً، حتى في حالات:

  • الإرهاق
  • الجفاف
  • ما بعد السفر
  • بعد استخدام المنتجات المقشرة

فالنتيجة غالباً تكون:

  • ملمس طري وحريري
  • إشراق طبيعي غير مصطنع
  • بشرة ممتلئة وكأنها استيقظت من نوم عميق
  • تقليل ملحوظ للخطوط الرفيعة
  • توحيد واضح لمظهر البشرة

هل يناسب كل البشرات؟

البشرة الجافة:الأولى التي استفادت من التقنية بوضوح.

البشرة الحساسة: هذه التقنية لطيفة وتهدّئ الالتهابات.

البشرة المختلطة: يمكن تطبيق الفيض على المناطق الجافة فقط.

البشرة الدهنية: استفادت البشرة الدهنية لكن مع طبقات خفيفة ومرطبات خالية من الزيوت لن تحدث انسداداً في المسام.

محاذير أساسية لضمان أفضل نتائج

رغم جمال التقنية، هناك بعض النقاط المهمّة:

  • لا يجب مزجها في نفس الليلة مع الريتينول أو الأحماض القوية.
  • تجنّبي استخدام منتجات ثقيلة جداً للبشرة الدهنية.
تجنّبي استخدام منتجات ثقيلة جداً للبشرة الدهنية
تجنّبي استخدام منتجات ثقيلة جداً للبشرة الدهنية
  • الأفضل تطبيقها 2–4 مرات أسبوعياً بدلاً من يومياً.
  • يجب تجنب الإفراط المفرط الذي قد يؤدي إلى تهيّج أو انسداد مسام.

Skin Flooding فلسفة جمال تستعيد جوهر العناية بالبشرة

لا تبدو تقنية الـ Skin Flooding مجرد خطوة إضافية في روتين العناية اليومي، بل هي عودة واضحة إلى أساسيات الجمال التي طغت عليها كثرة المنتجات واتجاهات العناية المتسارعة. فهذه التقنية تُذكّرنا بما نغفله غالباً، وهي أن البشرة تحتاج الماء أولاً، وقبل أي شيء آخر.

1 رئيسية بفضل اعتمادها على ترطيب عميق ومدروس، تمنح Skin Flooding البشرة حقها الطبيعي في الامتلاء والمرونة
بفضل اعتمادها على ترطيب عميق ومدروس، تمنح Skin Flooding البشرة حقها الطبيعي في الامتلاء والمرونة

وبفضل اعتمادها على ترطيب عميق ومدروس، تمنح Skin Flooding البشرة حقها الطبيعي في الامتلاء والمرونة. وفي غضون دقائق، يمكن ملاحظة ذلك الإحساس بالنضارة الذي لا يقتصر على المظهر الخارجي، بل يصل إلى عمق الجلد ليمنح الوجه هدوءاً وإشراقاً يصعب تجاهله.

ومع تعدد الصيحات التي تظهر وتختفي، تبرز هذه التقنية كتوجه مختلف؛ ليس صاخباً ولا مبالغاً فيه، بل ثورة هادئة تؤكد أن الجمال الحقيقي يبدأ من استعادة الرطوبة، ومن احترام التوازن الطبيعي للبشرة من الداخل إلى الخارج.