العناية بالبشرة الحساسة المصابة بالأكزيما

دليل طبيعي متكامل من "هي" للعناية بالبشرة الحساسة المصابة بالأكزيما

رحاب عباس المواردي
14 نوفمبر 2025

هل تعلّمين أن البشرة الحساسة المصابة بالإكزيما ليست مجرد بشرة جافة عابرة تحتاج إلى القليل من المرطب؟؛ إنها لغزًا معقدًا يصرخ احمرارًا ويُعلن عن نفسه بقسوة أحيانًا.

فإذا كانت بشرتكِ لغزًا معقدًا، فأنتِ على وشك فك شفرتها. لذا دعنا نأخذكِ في رحلة من العاصفة إلى الهدوء، من القلق إلى الطمأنينة؛ لأن العناية بالبشرة المصابة بالإكزيما ليست مجرد علاج فحسب، بل هي فن الاستماع لها، واحتضان حساسيتها، وإعادة بناء الثقة معها من جديد.

من هذا المنطلق، استعدّي عبر موقع "هي" لاكتشاف كيف يمكنكِ تحويل البشرة الحساسة المصابة بالأكزيما إلى بشرة مستقرة، وأكثر سعادة؛ بناءً على توصيات استشاري الأمراض الجلدية الدكتور طلال عبد الرحيم من القاهرة.

علاج البشرة الحساسة المصابة بالأكزيما
علاج البشرة الحساسة المصابة بالأكزيما

ما هي البشرة الحساسة المصابة بالأكزيما؟

البشرة الحساسة المصابة بالأكزيما هي حالة جلدية التهابية مزمنة
البشرة الحساسة المصابة بالأكزيما هي حالة جلدية التهابية مزمنة

ووفقًا للدكتور طلال، البشرة الحساسة المصابة بالأكزيما هي حالة جلدية التهابية مزمنة، تعاني من نوبات متكررة من الالتهاب، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مميزة؛ وتجمع بين سمتين رئيسيتين؛ وذلك على النحو التالي:

  • حساسية مفرطة وهنا تكون البشرة شديدة التفاعل مع عوامل داخلية وخارجية عادةً ما تكون غير ضارة لذوي البشرة الطبيعية.
  • خلل في حاجز الجلد بسبب ضعف في الوظيفة الأساسية للجلد كحاجز وقائي، مما يجعله يفقد الماء بسهولة ويسمح بدخول المهيجات والميكروبات.

ما الفرق بين البشرة الحساسة العادية والإكزيما؟

وتابع دكتور طلال، من المهم التمييز بينهما، من خلال التالي:

  • البشرة الحساسة هي نوع بشرة مثل "البشرة الدهنية أو الجافة" تميل للتفاعل مع المنتجات أو العوامل البيئية بالاحمرار أو الوخز، لكنها لا تصل عادةً إلى درجة الالتهاب والتلف الموجود في الإكزيما.
  • البشرة الحساسة المصابة بالأكزيما هي البشرة المصابة بالتهاب الجلد التأتبي، وهو مرض جلدي طبي يتم تشخيصه من الطبيب. علمًا أنها حساسة بطبعها، ولكنها تكون مصحوبة بآفة جلدية واضحة (طفح، بثور، قشور).
جل الصبار أحد العلاجات الطبيعية الموضعية الآمنة
جل الصبار أحد العلاجات الطبيعية الموضعية الآمنة

ماذا عن أعراضها الشائعة؟

وأضاف دكتور طلال، تظهر الأعراض على شكل نوبات (تهيج) تليها فترات هدوء. تختلف شدتها من شخص لآخر. لكن بصفة عامة أعراضها كالتالي:

  • الجفاف الشديد: الجلد يبدو خشنًا ومتقشرًا.
  • الحكة الشديدة: هذا هو العَرَض الأبرز والأكثر إزعاجًا "قد تكون الحكة شديدة لدرجة تعطيل النوم".
  • الاحمرار والالتهاب: بسبب استجابة الجهاز المناعي.
  • الطفح الجلدي: يظهر غالبًا على الوجه، ثنيات المرفقين، الركبتين، واليدين.
  • التقرح أو "البثور" الصغيرة: قد تخرج منها سوائل إذا خدشت.
  • تقشر الجلد وسماكته: مع مرور الوقت وحك الجلد المزمن، يصبح الجلد أكثر سمكًا وأغمق لونًا.

هل هناك سبب رئيسي لإصابة البشرة الحساسة بالأكزيما؟

لا، وهنا أكد دكتور طلال، أنه لا يوجد سبب واحد للإكزيما، ولكنها ناتجة عن مزيج من العوامل التالية:

  • العوامل الوراثية "تاريخ عائلي من الإكزيما أو الربو أو حساسية الأنف (حمى القش)".
  • خلل في جهاز المناعة، إذ يستجيب الجهاز المناعي بشكل مفرط للمهيجات.
  • ضعف حاجز الجلد بسبب طفرة جينية تؤثر على بروتين مثل (الفيلاغرين) مسؤول عن قوة وترطيب حاجز الجلد. هذا يجعل الجلد يفقد رطوبته بسهولة ويصبح مثل "غربال" للمهيجات.
  • المحفزات البيئية التي تثير النوبة "الصابون القاسي، المنظفات، العطور، المواد الكيميائية، الأصواف والألياف الصناعية".
  • المواد المسببة للحساسية "الغبار، وبر الحيوانات، حبوب اللقاح، بعض الأطعمة مثل (الحليب، البيض، الفول السوداني)".
  • طقس الهواء البارد والجاف، التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة، والرطوبة المنخفضة.
  • يمكن أن يزيد التوتر العاطفي الحالة سوءًا.
  • يمكن أن تتفاقم الأكزيما لدى بعض النساء أثناء فترة الدورة الشهرية؛ كذلك التعرق بصفة عامة قد يسبب تهيجًا.

ما هي الطرق العلاجية الآمنة للبشرة الحساسة المصابة بالأكزيما؟

البشرة الحساسة المصابة بالأكزيما تحتاج إلى نهج متكامل وليس علاجًا وحيدًا
البشرة الحساسة المصابة بالأكزيما تحتاج إلى نهج متكامل وليس علاجًا وحيدًا

أوضح دكتور طلال، أن البشرة الحساسة المصابة بالإكزيما هي حالة تحتاج إلى فهم وعناية مستمرة وليس علاجًا وحيدًا؛ وبما أنها حالة التهابية مزمنة، لذا ستستدعي دومًا رحلة علاجية تشمل "العلاج الطبي المناسب تحت إشراف طبيب جلدية، نظام عناية يومي صارم يركز على الترطيب العميق، حماية حاجز الجلد وتجنب المحفزات". وللتوضيح يجب التركيز على التالي:

العلاجات الطبية

  • الكورتيكوستيرويدات الموضعية مثل (الهيدروكورتيزون) لتقليل الالتهاب بسرعة أثناء النوبات.
  • مثبطات الكالسينيورين الموضعية مثل (التاكروليموس، بيميكروليموس) بديل للكورتيزون، خاصة للوجه ومناطق الجلد الرقيقة.
  • الأدوية الجهازية في الحالات الشديدة "قد يصف الطبيب حبوب أو حقن للسيطرة على جهاز المناعة".
  • مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة، خاصة التي تساعد على النوم.

العلاجات الموضعية الطبيعية المهدئة

  • جل الصبار النقي "مهدئ، مرطب، ومضاد للالتهابات".
  • زيت جوز الهند البكر الممتاز "غني بالأحماض الدهنية التي تساعد على ترطيب البشرة وإصلاح حاجز الجلد، وله خصائص مضادة للبكتيريا".
  • عسل مانوكا "له خصائص مضادة للبكتيريا والالتهابات قوية، ويمكن أن يساعد في تهدئة البشرة ومنع العدوى الثانوية الناتجة عن الحك".
  • دقيق الشوفان "من أكثر المكونات أمانًا وتهدئة للبشرة المتهيجة، كذلك يشكل حاجزًا واقيًاعلى الجلد ويخفف الحكة فورًا".
  • زيت عباد الشمس "يحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية مثل (حمض اللينوليك) التي تعزز حاجز الجلد وتقلل الالتهاب". علمًا أن بعض الدراسات أظهرت فعاليته المشابهة للمرطبات الطبية.

العلاجات من الداخل.. التغذية والمكملات

  • مكملات زيت السمك (أوميغا 3). مصادره الطبيعية "السلمون، السردين، بذور الكتان، بذور الشيا".
  • البروبيوتيك يرتبط ارتباطًا وثيقًا بصحة الجهاز المناعي وتقليل الالتهابات الجهازية، بما فيها التهاب الجلد. مصادره الطبيعية "الزبادي (اختاري الأنواع غير المحلاة)، الكفير، المخللات المخللة طبيعيًا".
  • الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة لمكافحة الإجهاد التأكسدي والالتهاب في الجسم. مصادرها الطبيعية "التوت، الخضروات الورقية الخضراء، المكسرات، الشاي الأخضر".

تعديل نمط الحياة والعناية اليومية

هذه الأساسيات لا تقل أهمية عن أي علاج موضعي، أبرزها:

  • الترطيب الفوري بعد الاستحمام.
  • استخدام  الماء الفاتر فقط.
  • تقليل مدة الاستحمام إلى 5-10 دقائق.
  • استخدام غسول لطيف وخالي من الصابون، كذلك يمكن استخدام دقيق الشوفان المطحون كبديل لطيف.
  • ارتداء الملابس القطنية وتجنب "الصوف والأنسجة الاصطناعية الخشنة التي تسبب الحكة مباشرة على الجلد".
  • استخدام الكمادات الباردة دومًا على المنطقة المثيرة للحكة.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل "اليوغا، التأمل، وتمارين التنفس العميق".
  • البحث عن عبارات مثل: "خالي من العطور (Fragrance-Free)، خالي من البارابين، خالي من الصابون لأنها مناسب للبشرة الحساسة. كذلك المنتجات التي تحوي السيراميدات (تعيد بناء حاجز الجلد)، النياسيناميد (يهدئ الالتهاب ويعزز حاجز الجلد)، الشوفان الغروي (مهدئ طبيعي)، الفازلين، الديميثيكون (تحجز الرطوبة)".

على الهامش.. تحذيرات مهمة لإنهاء معاناتكِ مع البشرة الحساسة المصابة بالأكزيما

استخدمي غسول لطيف حسب توجيهات الطبيب المعالج
استخدمي غسول لطيف حسب توجيهات الطبيب المعالج
  • اعتمدي اختبار الحساسية دومًا حتى مع المكونات الطبيعية "ضعي كمية صغيرة على منطقة صغيرة مثل باطن الذراع، وانتظري 24 ساعة لمعرفة إذا كان هناك أي رد فعل".
  • إذا وصف لكِ الطبيب كريمات الستيرويد أو غيرها من الأدوية، فاستمري في استخدامها حسب التوجيهات.
  • يمكن للعلاجات الطبيعية أن تكون مكملًا رائعًا، ولكن ليس بديلًا عن العلاج الطبي أثناء النوبة الحادة.
  • تجنبي المكونات القاسية، وابتعدي عن العلاجات المنزلية التي تحتوي على الليمون أو الخل أو صودا الخبز أو الكحول، حيث يمكن أن تزيل الزيوت الطبيعية من بشرتك وتسبب المزيد من التهيج.

وأخيرًا، أفضل نهج للبشرة الحساسة المصابة بالإكزيما هو نهج متكامل يجمع بين العلاج الطبي تحت إشراف الطبيب، والروتين اليومي اللطيف، والعلاجات الطبيعية المهدئة والآمنة التي تدعم صحة الجلد من الداخل والخارج.