كيف تختارين كريم الرتينول المناسب لنوع بشرتك؟
يعد الريتينول من أبرز المكونات النشطة في عالم العناية بالبشرة، إذ يُعرف بقدرته الفائقة على تحفيز تجديد الخلايا ومكافحة علامات التقدّم في السن مثل الخطوط الدقيقة والتصبغات. ومع ذلك، لا تُناسب جميع كريمات الريتينول كل أنواع البشرة، فاختيار التركيز والتركيبة الصحيحة يمكن أن يصنع فرقاً كبيراً بين نتائج مذهلة أو تهيّج مزعج.
لذلك، تعرّفي على أنواع كريمات الريتينول المختلفة، وكيف تختارين المنتج الأنسب لبشرتك سواء كانت دهنية، جافة، مختلطة، أو حسّاسة لتحقيق أقصى فائدة دون آثار جانبية.
ما هو الريتينول وكيف يعمل؟
الريتينول هو أحد مشتقات فيتامين A، ويُعتبر من أكثر المكونات المدروسة علمياً في مجال العناية بالبشرة. عند وضعه على الجلد، يتحول تدريجياً إلى حمض الريتينويك (Retinoic Acid)، وهو الشكل الفعّال الذي يعمل داخل الخلايا.

يقوم حمض الريتينويك بتنشيط مستقبلات في الخلايا الجلدية تُحفّز على:
- تجديد الخلايا وتسريع دورة تجدد البشرة.
- تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين، وهما البروتينان المسؤولان عن مرونة البشرة ونعومتها.
- تقليل التصبغات والبقع الداكنة الناتجة عن الشمس أو التقدّم في السن.
- تنقية المسام والحد من ظهور حبّ الشباب والرؤوس السوداء.
ورغم فعاليته المذهلة، إلا أن الريتينول يحتاج إلى استخدام منتظم ومطوّل (من 3 إلى 6 أشهر غالباً) حتى تظهر النتائج بوضوح.

الأنواع المختلفة من مشتقات الريتينول
ليس كل ما يُطلق عليه “ريتينول” متماثل في القوة أو الفعالية. فهناك مجموعة واسعة من المشتقات، تختلف في تركيبتها وتأثيرها على البشرة:
Retinyl Palmitate أو Retinyl Esters
-
- أضعف أشكال فيتامين A.
- مناسبة جداً للبشرة الحسّاسة أو للمبتدئين في استخدام الريتينول.
- تقلل خطر التهيّج لكنها تحتاج وقتاً أطول لإظهار النتائج.
Retinol
-
- الشكل الأكثر شيوعاً في مستحضرات العناية بالبشرة المتاحة بدون وصفة طبية.
- تأثيره متوسط القوّة ونتائجه جيدة على المدى الطويل.
- مناسب للبشرة العادية إلى الدهنية أو المختلطة.
Retinal (Retinaldehyde)
-
- أقوى من الريتينول بخطوة واحدة في عملية التحول إلى حمض الريتينويك.
- يعطي نتائج أسرع نسبياً مع احتمال تهيّج أقل من المستحضرات الطبية.
Retinoic Acid / Tretinoin
-
- الشكل النقي النشط، يُصرف بوصفة طبية فقط.
- فعّال جداً لعلاج حبّ الشباب والتجاعيد العميقة، لكنه قد يسبّب تهيّجاً واضحاً في البداية.

Adapalene وTazarotene
-
- مشتقات اصطناعية أكثر استقراراً، تُستخدم غالباً في علاج حب الشباب.
- تحتاج إشرافاً طبياً لأنّها قوية التأثير.
كيف تختارين كريم الريتينول المناسب لبشرتك؟
اختيار كريم الريتينول يعتمد على نوع البشرة، مستوى تحمّلها، والأهداف المرجوّة من العلاج. إليك التفاصيل:
البشرة الدهنية والمختلطة
- هذه البشرة عادة تتحمّل الريتينول جيداً.
- يُفضّل استخدام تركيز يبدأ من 0.2% إلى 0.5%.
- يساهم الريتينول في تقليل إفراز الدهون وتنقية المسام ومنع ظهور الحبوب.
- يُستحسن البدء بتركيبة خفيفة القوام مثل السيروم أو الجل.

البشرة الجافة
- تحتاج إلى عناية خاصة لأن الريتينول قد يزيد من الجفاف أو التقشّر.
- يُنصح باستخدام كريم ريتينول يحتوي على مرطّبات مهدّئة مثل الهيالورونيك أسيد، السيراميد، أو زبدة الشيا.
- يمكن تطبيق الريتينول فوق طبقة من المرطّب لتقليل التهيّج (طريقة تُعرف باسم “Sandwich method”).
- يُفضل البدء بتركيز منخفض جداً (0.1% أو أقل).
البشرة الحساسة
- يجب الحذر الشديد.
- استخدمي تركيبات لطيفة مخصّصة للبشرة الحساسة وخالية من العطور.

- ابدئي باستخدام الريتينول مرة واحدة أسبوعياً، ثم زيدي تدريجياً إلى مرتين أو ثلاث أسبوعياً حسب التحمل.
- في حالة وجود أمراض جلدية كالإكزيما أو الوردية، يجب استشارة طبيب الجلدية قبل الاستخدام.
البشرة الناضجة أو المتقدمة بالعمر
- هذه البشرة غالباً تستفيد من تركيز متوسط إلى عالٍ (0.5% أو أكثر).
- الهدف الأساسي هنا هو تحسين التجاعيد، ترهّل البشرة، وتصبّغها.
- يمكن الدمج بين الريتينول ومضادات أكسدة مثل فيتامين C لتحسين النتائج.
طريقة الاستخدام الصحيحة للريتينول
لتحقيق أقصى فائدة من كريم الريتينول وتقليل التهيّج، من المهم اتباع خطوات دقيقة ومدروسة في طريقة الاستخدام. في البداية، من الأفضل بالبدء التدريجي، حيث يمكن استعمال الكريم مرتين أسبوعياً فقط، ثم زيادة عدد المرات تدريجياً كل أسبوع أو أسبوعين حسب مدى تحمّل البشرة. بعد تنظيف الوجه، يجب التأكد من أن البشرة جافة تماماً قبل وضع الريتينول، لأن الرطوبة قد تزيد من امتصاصه داخل الجلد مما يؤدي أحياناً إلى تهيّج أو احمرار غير مرغوب.
يُفضّل استخدام كمية صغيرة جداً من الكريم، تعادل حجم حبة البازلاء تقريباً، وتوزيعها برفق على الوجه بأكمله دون فرك قوي. بعد مرور بضع دقائق، يُنصح بترطيب البشرة باستخدام كريم غني بالمرطّبات والمكوّنات المهدّئة مثل الهيالورونيك أسيد أو السيراميدات، فذلك يساعد على تهدئة الجلد وتقليل الإحساس بالجفاف أو الشد.
يُستخدم الريتينول في الروتين الليلي فقط، لأن الضوء يؤثر على تركيبته ويقلل من فعاليته، كما أن البشرة أثناء النوم تكون في حالة تجدد طبيعي تعزّز من تأثيره. وفي الصباح التالي، يصبح استخدام واقي الشمس أمراً أساسياً لا يمكن إغفاله، إذ يجعل الريتينول البشرة أكثر حساسية لأشعة الشمس. لذا، يجب وضع واقٍ شمسي واسع الطيف بمعامل حماية لا يقل عن 30 لحماية الجلد من التصبغات والالتهابات والحفاظ على نتائج العلاج بشكل آمن وفعّال.
الآثار الجانبية المحتملة وكيفية التعامل معها
من الطبيعي أن تمر البشرة بفترة تكيف عند بداية استخدام الريتينول. هذه الفترة قد تمتد لأسابيع وتشمل:
- احمرار خفيف أو شعور بحرقة.
- جفاف وتقشّر بسيط.
- زيادة مؤقتة في ظهور الحبوب.
للتعامل مع هذه الأعراض:
- لا تتوقفي عن الاستخدام فوراً ما لم يكن التهيّج حاداً جداً.
- استخدمي مرطّب مهدّئ بانتظام.
- يمكنك تقليل عدد مرات الاستخدام مؤقتاً.
- تجنّبي المنتجات المقشّرة أو التي تحتوي على أحماض قوية في نفس الروتين.
نصائح إضافية من خبراء الجلدية
- ابدئي في فصل الخريف أو الشتاء: لأن أشعة الشمس تكون أقل حدة.
- لا تخلطي الريتينول بمنتجات قوية أخرى مثل فيتامين C أو الأحماض في نفس الوقت، بل استخدميها في أوقات مختلفة من اليوم.
- لا تستخدمي الريتينول أثناء الحمل أو الرضاعة.
- اصبري على النتائج: قد تحتاجين 8 إلى 12 أسبوعاً لملاحظة التحسن الفعلي في الملمس واللون.