الاستحمام بالماء البارد أم الدافئ؟ اكتشفي الخيار الأفضل لبشرتكِ

الاستحمام بالماء البارد أم الدافئ؟ اكتشفي الخيار الأفضل لبشرتكِ

ندى الحاج

مع تغيّر الفصول واختلاف درجات الحرارة، يبقى سؤال واحد يثير فضول الكثيرات: هل من الأفضل الاستحمام بالماء البارد أم الدافئ؟ فالاستحمام ليس مجرّد خطوة يومية للنظافة، بل هو تعبير جمالي وصحي يؤثر مباشرة في نضارة البشرة، توازن الزيوت الطبيعية فيها، وحتى في نشاط الدورة الدموية والمزاج العام. يربط بعض الخبراء الماء البارد بالانتعاش وشدّ المسام وتنشيط الجسم، فيما يعتبر آخرون أن الماء الدافئ هو المفتاح للاسترخاء العميق وتنظيف المسام بفعالية. لكن اكتشفي أسرار الاستحمام الصحي المثالي، وكيف يمكن لاختيار درجة حرارة الماء المناسبة أن يصنع فرقاً ملموساً في نعومة بشرتكِ وإشراقتها اليومية.

فوائد الاستحمام بالماء البارد للبشرة والجسم

يُعدّ الماء البارد خياراً مثالياً لمن يبحثن عن الانتعاش والنشاط، خاصة في الصباح أو بعد التمارين الرياضية. يؤكد خبراء الجلد أن الاستحمام بالماء البارد يحفّز الأوعية الدموية الدقيقة في الجلد، مما يعزز الدورة الدموية السطحية ويمنح البشرة مظهراً مشدوداً ومشرقاً.

ومن أبرز فوائده:

  • تحفيز الدورة الدموية: يؤدي الماء البارد إلى انقباض الأوعية الدموية مؤقتاً، مما يدفع الجسم لزيادة تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية للحفاظ على الدفء، وهو ما ينعكس على نضارة البشرة.
  • حماية الزيوت الطبيعية للبشرة: على عكس الماء الساخن، لا يزيل الماء البارد الزيوت الواقية الطبيعية التي تحافظ على ترطيب الجلد وتمنع الجفاف.
  • تقليل الانتفاخات تحت العينين: بفضل تأثيره القابض، يساعد الماء البارد على تقليص الأوعية الدموية وتقليل مظهر الانتفاخ والهالات.
  • تعزيز المزاج والطاقة: أظهرت بعض الدراسات أن التعرض للماء البارد يحرّك إفراز الإندورفينات، ما يحسّن المزاج ويخفف الشعور بالتعب.

لكن يجب الانتباه إلى أن الماء البارد قد لا يكون مناسباً للبشرة الحساسة جداً أو لمن تعاني من مشكلات في الدورة الدموية، لذا من الأفضل بتجربة درجة حرارة معتدلة لتجنب أي صدمة حرارية للجسم.

الماء البارد تساعد في تحفيز الدورة الدموية
الماء البارد تساعد في تحفيز الدورة الدموية

فوائد الماء الدافئ في تنظيف البشرة بعمق

يعتبر الماء الدافئ حليفاً مثالياً في تنظيف الجسم بعمق، خصوصاً في نهاية اليوم. فهو يساعد على فتح المسام وتفكيك الأوساخ والزيوت المتراكمة، مما يجعل البشرة أكثر استعداداً لامتصاص منتجات الترطيب والعناية بعد الاستحمام.

إليكِ أبرز فوائده المثبتة:

  • تنظيف المسام بفعالية: يساهم الماء الدافئ في إزالة بقايا العرق والدهون التي تسد المسام، مما يقلل من احتمالية ظهور البثور.
  • تهدئة العضلات والمفاصل: يساعد على تخفيف التوتر العضلي وتحسين الدورة الدموية في العضلات بعد المجهود البدني أو يوم طويل من الوقوف.
  • تحضير البشرة للعناية الليلية: عندما يُستخدم الماء الدافئ في المساء، يجعل البشرة أكثر تقبلاً للمرطبات والزيوت الطبيعية.
  • تحفيز النوم: الاستحمام بالماء الدافئ قبل النوم بنصف ساعة يخفض حرارة الجسم تدريجياً، ما يرسل إشارة للدماغ بالاسترخاء والاستعداد للنوم العميق.

لكن يجب الحذر من استخدام الماء الساخن جداً، إذ يؤدي إلى تجريد البشرة من زيوتها الطبيعية، مما يسبب الجفاف والتهيّج، خصوصاً لصاحبات البشرة الجافة أو الحساسة.

الماء الدافئ تساعد على تنظيف المسام بفعالية
الماء الدافئ تساعد على تنظيف المسام بفعالية

هل يمكن الجمع بين الماءين؟ السر في الحمّام المتوازن

يمكن الجمع بين الماءين بتجربة الحمّام المتوازن، الذي يجمع بين فوائد الماء الدافئ والماء البارد في جلسة واحدة.

يمكنكِ البدء بالماء الدافئ لغسل الجسم وتنظيفه بعمق، ثم الانتقال تدريجياً إلى الماء البارد في نهاية الاستحمام لمدة دقيقة أو دقيقتين فقط. هذه الخطوة تساعد على إغلاق المسام وتنشيط الدورة الدموية، وتمنح البشرة توهجاً صحياً طبيعياً.

يسمّى هذا الأسلوب أحياناً بـ "العلاج المائي بالتباين الحراري"، وهو يُستخدم في المنتجعات الصحية لتحفيز المناعة وتنشيط الجسم بالكامل.

نصائح عند الإستحمام بالماء الدافئ

أفضل طريقة للحفاظ على صحة البشرة أثناء الاستحمام هي الاعتدال في درجة حرارة الماء، بحيث لا تكون باردة إلى حد القسوة ولا ساخنة إلى درجة تُفقد الجلد ترطيبه الطبيعي.

وتوصي أيضاً بما يلي:

  • استخدام ماء فاتر معتدل الحرارة، خصوصاً في الشتاء، لتجنّب جفاف الجلد.
  • تقصير مدة الاستحمام إلى 10 دقائق كحدّ أقصى.
  • تجفيف الجسم بلطف بعد الاستحمام باستخدام منشفة قطنية ناعمة دون فرك شديد.
عند الإستحمام بالماء الدافئ قومي بتجفيف الجسم بلطف بعد الإستحمام
عند الإستحمام بالماء الدافئ قومي بتجفيف الجسم بلطف بعد الإستحمام
  • تطبيق مرطّب غني خلال دقيقتين من الانتهاء للحفاظ على الرطوبة داخل الجلد.
  • استخدام زيوت طبيعية بعد الماء البارد مثل زيت جوز الهند أو اللوز الحلو لتغذية البشرة ومنع الجفاف.

العناية بالبشرة بعد الاستحمام

بعد كل استحمام، تأتي الخطوة الحاسمة للحفاظ على جمال بشرتكِ: الترطيب الذكي.
لذا قومي بتطبيق كريم مرطب غني بمكونات مثل الهيالورونيك أسيد، الغليسيرين، والسيراميدات لأنها تساعد على حبس الماء داخل الجلد ومنع التبخر.
وفي حال كانت بشرتكِ جافة، يُفضل استعمال زبدة الشيا أو زيت الأرغان على البشرة الرطبة قليلاً لتغليفها بطبقة واقية من النعومة.
أما في الصيف، فاختاري مرطبات خفيفة القوام تحتوي على الألوفيرا أو الخيار لتلطيف البشرة وتخفيف الالتهاب بعد التعرض للشمس.

اختيار الماء بحسب نوع البشرة

لكل نوع بشرة احتياجاته الخاصة عند اختيار حرارة الماء:

البشرة الجافة والحساسة:

  • الماء الفاتر إلى الدافئ معتدل الحرارة هو الأنسب.
  • تجنّب الماء الساخن جداً الذي يزيد من الجفاف والتهيّج.
  • استخدام زيوت طبيعية مثل زيت اللوز الحلو أو زيت الأرغان بعد الاستحمام للحفاظ على الرطوبة.
الماء الفاتر إلى الدافئ هو الأفضل للبشرة الجافة
الماء الفاتر إلى الدافئ هو الأفضل للبشرة الجافة

البشرة الدهنية أو المختلطة:

  • الماء البارد أو الفاتر يساعد على التحكم في إفراز الزيوت.
  • يمكن الانتقال لماء دافئ لتنظيف عميق إذا كانت البشرة معرضة لبقع أو انسداد مسام.

البشرة العادية:

  • يمكن الاستفادة من التوازن بين الماء الدافئ والبارد، حسب الوقت من اليوم وحالة البشرة.
  • استخدام مرطب خفيف بعد الاستحمام يحافظ على الترطيب الطبيعي دون إثقال البشرة.

البشرة الحساسة جداً أو المتهيجة:

  • الماء الفاتر أفضل خيار لتجنب الصدمات الحرارية.
  • الابتعاد عن أي صابون قوي أو مكونات عطرية قد تسبب الالتهاب.