
استشاري الأمراض الجلدية الدكتور خالد علي يشرح لـ"هي" أسباب التقرن الشعري في الوجه وكيفية التعامل معه
هل تُعانين من النتوءات الصغيرة الحمراء أو البيضاء على خديكِ وخط الفكِ، ولا تعرفي كيف تتخلصين منها؟. وربما قد تكوني جربتمنتجات التقشير والترطيب، لكن النتائج كانت مخيبة للآمال.عمومًا، كي تكوني على دارية كاملة؛ فهذه المشكلة لا تتعلق بحب الشباب، بل هي حالة تُعرف باسم التقرن الشعري في الوجه أو "جلد الدجاج" كما يطلق عليها البعض.
من هذا المنطلق، سأتطرق اليوم عبر موقع "هي" لهذه المشكلة بالتفصيل للتعرف على أسبابها وكيفية التعامل معها، بناءً على توصيات استشاري الأمراض الجلدية الدكتور خالد علي من القاهرة.

ما هو التقرن الشعري في الوجه؟
ووفقًا للدكتور خالد، التقرن الشعري (Keratosis Pilaris) في الوجه، والذي يُشار إليه أحيانًا باسم "جلد الدجاج" على الوجه، هو حالة جلدية شائعة وغير ضارة تنتج عن تراكم الكيراتين (وهو بروتين يحمي الجلد من العدوى والمواد الضارة) حول بصيلات الشعر. علاوة على ذلك، يٌشكل هذا التراكم سدادات صغيرة تغلق فتحة البصيلة، مما يؤدي إلى ظهور نتوءات خشنة وجافة وصغيرة، غالبًا ما تكون محمرة أو بلون الجلد؛ وعادةً ما تظهر هذه النتوءات على الخدين، وخط الفكِ، وأحيانًا على الحاجبين.

ما هي الأسباب الرئيسية وراء ظهور مشكلة التقرن الشعري في الوجه؟
وتابع دكتور خالد، لا تزال الأسباب الدقيقة غير معروفة تمامًا لهذه المشكلة الجلدية؛ لكنها قد تكون مرتبطة ببعض العوامل التالية:
- العامل الوراثي هو السبب الأكثر شيوعًا. غالبًا ما يكون حالة وراثية (جينية)، فإذا كان أحد الوالدين يعاني منه، فمن المرجح أن يصاب الأبناء به.
- فرط إنتاج الكيراتينكما ذكرنا سابقًا، هو العامل الفسيولوجي الرئيسي.
- غالبًا ما يرتبط التقرن الشعري في الوجه بالأشخاص الذين يعانون من "الإكزيما (التهاب الجلد التأتبي) حيث يكون الجلد جافًا وحساسًا بشكل طبيعي، كذلك جفاف الجلد العام.
- قد يكون العمر أكثر شيوعًا عند الأطفال والمراهقين ويبلغ ذروته خلال فترة البلوغ بسبب التغيرات الهرمونية. لكنه غالبًا ما يتحسن أو يختفي مع تقدم العمر، خاصة بعد سن الثلاثين.
ما هي أبرز علامات التقرن الشعري في الوجه؟
وأضاف دكتور خالد، مشكلة التقرن الشعري في الوجه مرتبطة بالعلامات التالية:
- نتوءات صغيرةتشبه جلد الدجاج أو قشور صغيرة.
- ملمس خشن وجافيشبه ورق الصنفرة عند لمسه.
- احمرار أو التهابحول النتوءات، خاصة إذا تم حكها.
- قد يكون لون الجلد بلون الجلد أو أبيض أو وردي أو أحمر أو بني (على الجلد الداكن، قد تظهر كنتوءات بلون أغمق من الجلد المحيط).
- عادةً لا تسبب الحكة،على عكس الإكزيما، لكنها قد تسبب حكة خفيفة في بعض الأحيان.

ما الفرق بين التقرن الشعري في الوجه وبين حب الشباب؟
أشار دكتور خال، إلى أنه من المهم التمييز بينهما للعلاج الصحيح، بناءً على المعايير التالية:
- من ناحية الموقع: يظهر التقرن الشعري حول (بُصيلات الشعر وغالبًا على جانبي الوجه)، أما حب الشباب فيمكن أن يكون في أي مكان على الوجه.
- من ناحية الملمس: التقرن الشعري ( جاف، خشن مثل الصنفرة)، أما حب الشباب فـ (دهني، به رؤوس سوداء أو بيضاء أو نتوءات ملتهبة).
- من ناحية المظهر: التقرن الشعري (نتوءات صغيرة متساوية الحجم تقريبًا)، أما حب الشباب فأنواعه مختلفة ( بثور، حبوب حمراء، كيسات).
- من ناحية الاحمرار: يكون حول نتواءات التقرن الشعري، أما حب الشباب فيظهر الاحمرار داخل النتواءات نفسها.

ما هي الفئات الأكثر إصابة بالتقرن الشعري في الوجه؟
أكد دكتور خالد، أنه بخلاف العوامل السالفة الذكر للإصابة به؛ فإن ظهوره مرتبط بالفئات التالية:
- المصابون بحساسية الجلد أو الربو أو حمى القش.
- أصحاب البشرة الجافة جدًا حتى من دون إكزيما، لأن جفاف الجلد الشديد يهيئ البيئة المثلى لتراكم الكيراتين حول بصيلات الشعر.
- أصحاب ألوان البشرة الفاتحة. ومع ذلك، قد يكون هذا الانطباع ناتجًا عن أن الاحمرار والالتهاب المرتبطين به؛ وبالتالي يكون أكثر وضوحًا على البشرة الفاتحة.
- من يعيشون في مناخات معينة مثل "المناخات الباردة والجافة" اللذان يسلبان الرطوبة من الجلد، مما يؤدي إلى جفافه وتفاقم مظهر النتوءات.
- بشكل عام المناخات منخفضة الرطوبة،بمعنى أي بيئة تسبب جفاف الجلد يمكن أن تجعل التقرن الشعري أكثر وضوحًا.
- على الرغم من إصابة كلا الجنسين، إلا أن الإناث قد يلاحظن الحالة أكثر؛ علمًا أن بعض الدراسات تشير إلى أنه قد يكون أكثر شيوعًا قليلًا لدى الإناث.
ما هي الطرق الفعالة للتخلص من مشكلة التقرن الشعري في الوجه؟
أكد دكتور خالد، أنه لا يوجد "علاج نهائي" للتقرن الشعري لأنه حالة جينية، ولكن بالإمكان السيطرة على أعراضه بشكل كبير لجعل البشرة ناعمة وصافية، من خلال المواظبة مع طبيب الجلدية المختص على الطرق الفعالة التالية:
العلاجات الضوئية
قد تساعد في تحسين مظهر الجلد.
العلاج بالليزر
يمكن أن يساعد الليزر في تقليل الاحمرار وتحسين نسيج الجلد
التقشير الكيميائي من دون حبيبات
لأن التقشير الميكانيكي (المقشرات ذات الحبيبات) قد يكون قاسيًا على بشرة الوجه ويهيجها. لذا، المقشرات الكيميائية اللطيفة هي الخيار الأفضل والأكثر فعالية.
أحماض (Alpha Hydroxy Acids)
تعمل على إذابة "الغراء" الذي يمسك الخلايا الميتة بسطح الجلد، مما يساعد على تقشيرها بلطف. كما أنها ترطب الجلد، ومناسبة للبشرة الجافة والحساسة مثل "حمض الجليكوليك، حمض اللاكتيك، حمض الماندليك"

أحماض (Beta Hydroxy Acid)
لأنها أحماض زيتية تخترق المسام والبصيلات لتعمل على إذابة الكيراتين والزيوت التي تسدها. وهي ممتازة للبشرة الدهنية أو المعرضة لحب الشباب أو المختلطة مثل "حمض الساليسيليك".
الترطيب العميق
بما أن الهدف هو محاربة الجفاف الذي يزيد من سوء التقرن الشعري في الوجه؛ لذا ابحثي عن مكونات فعالة مثل "اليوريا" فهي ممتازة في تليين الكيراتين وترطيب الجلد بعمق، أو حمض اللاكتيك الذي يقشر ويرطب في نفس الوقت، أو السيراميدات الذي تعيد بناء حاجز الجلد الطبيعي وتحبس الرطوبة، أو الجلسرين فهو مرطب قوي. من ناحية أخرى تجنبيالمرطبات الثقيلة التي تسد المسام، بل اختاري أنواعًا خفيفة "لوشن أو جيل".
الريتينويدات الموضعية
هي الأدوية الأكثر فعالية لتسريع دوران الخلايا ومنع انسداد البصيلات. علمًا أنها تستخدم فقط تحت إشراف طبيب الجلدية وتتطلب استخدام الواقي الشمسي كل ساعتين وبانتظام.
التنظيف اللطيف
استخدمي غسول لطيف خالي من الصابون والعطور؛ كذلك تجنبي الماء الساخن جدًا لأنه يزيل الزيوت الطبيعية من الجلد، ولا تنسي تجفيف وجهكِ بالتربيت بلطف بمنشفة ناعمة، لا بالفرك.
الحماية من الشمس
تأكدي أن استخدام واقي الشمس واسع الطيف (SPF 30+) يوميًا هو خطوة إلزامية لمنع الحروق والضرر طويل المدى وفرط التصبغ.
وأخيرًا، كوني صبورة في علاج التقرن الشعري في الوجه، واستشيري طبيب أمراض جلديةللحصول على تشخيص دقيق ووصفة طبية للعلاجات الأقوى إذا كانت حالتكِ بسيطة أو شديدة من دون استثناء.