كيف يساعدك النشاط البدني على الحفاظ على بشرة صحية

سر إشراقة بشرتك مع الرياضة تزامناً مع بداية سبتمبر

ندى الحاج

في أواخر الصيف وانخفاض درجات الحرارة، تبدأ البشرة في مواجهة تحديات جديدة مثل الجفاف، فقدان النضارة، وظهور علامات التعب بسرعة أكبر. في هذه المرحلة الانتقالية بين الصيف والشتاء، لا يقتصر جمال البشرة على كريمات الترطيب أو العناية الخارجية فقط، بل يلعب النشاط البدني والحياة الرياضية دوراً جوهرياً في تعزيز صحتها ومظهرها. فالرياضة لا تنشط الدورة الدموية فحسب، بل تساعد أيضاً على تجديد الخلايا، تحسين مرونة الجلد، وإبراز إشراقة طبيعية تحاكي النضارة من الداخل إلى الخارج. لذا، يمكنك القول إن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في أواخر الصيف هي سر جمالي خفي يضمن لكِ بشرة مشرقة ومتألقة رغم برودة الأجواء.

الاعلامية كارلا حداد صورة من انستغرامها
الاعلامية كارلا حداد صورة من انستغرامها

فوائد النشاط البدني في أواخر الصيف:

النشاط البدني كخطوة جمالية داخلية

قد يظن البعض أن الرياضة مقتصرة على نحت القوام أو إنقاص الوزن، لكن الحقيقة أن مظهر البشرة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحركة الجسدية. كل تمرين يقوم به الجسم يعكس أثره على الجلد بشكل مباشر، سواء من خلال تنشيط الدورة الدموية أو عبر تحفيز إفراز الهرمونات المسؤولة عن تجديد الخلايا. البشرة ببساطة هي المرآة التي تُظهر صحة الجسد من الداخل، والرياضة هي المفتاح الذي يضمن صفاء هذه المرآة.

الدورة الدموية

أحد أهم الفوائد الفورية لممارسة الرياضة هو تنشيط الدورة الدموية. عند زيادة ضخ الدم، يصل الأوكسجين بشكل أكبر إلى خلايا البشرة، مما يمنح الوجه لوناً وردياً صحياً ولمعاناً طبيعياً. هذه الإشراقة تُعرف باسم "Glow ما بعد التمرين"، وهي نتيجة يصعب الوصول إليها بمستحضرات التجميل وحدها. وفي الخريف، حيث تبدو البشرة أكثر شحوبًا، يصبح هذا التأثير الطبيعي بمثابة علاج يومي يعيد التوازن والحيوية.

الفوائد الفورية لممارسة الرياضة هو تنشيط الدورة الدموية
الفوائد الفورية لممارسة الرياضة هو تنشيط الدورة الدموية

التعرّق

خلال التمارين الرياضية، يبدأ الجسم بالتعرّق كآلية طبيعية لتنظيم الحرارة. لكن هذا التعرق لا يفيد فقط في ترطيب الجلد سطحياً، بل يعمل على طرد السموم المتراكمة في المسام. وهنا تكمن أهميته في الخريف،حيث قد يزداد انسداد المسام بسبب تقلّص المسام بالبرودة وقلة شرب الماء. التعرق المنتظم يساعد البشرة على التنفس بشكل أفضل، ويقلّل من فرص ظهور البثور وحب الشباب.

التعرق لا يفيد فقط في ترطيب الجلد سطحياً، بل يعمل على طرد السموم المتراكمة في المسام
التعرق لا يفيد فقط في ترطيب الجلد سطحياً، بل يعمل على طرد السموم المتراكمة في المسام

الرياضة وإنتاج الكولاجين

الكولاجين هو البروتين الأهم للحفاظ على مرونة البشرة وشبابها. ومع التقدّم في العمر أو التعرض للعوامل الخارجية مثل الرياح الباردة والخالية من الرطوبة في الخريف، يقل إنتاج الكولاجين تدريجياً. ممارسة الرياضة، خصوصاً التمارين التي ترفع معدل ضربات القلب مثل الجري أو ركوب الدراجة، تحفّز الجسم على إفراز الكولاجين بشكل أفضل. والنتيجة بشرة أكثر مرونة، أقل عرضة للتجاعيد، وأكثر مقاومة للجفاف الموسمي.

توازن الهرمونات وتقليل التوتر

التوتر الموسمي شائع في الخريف، إذ تعاني الكثيرات من اضطراب المزاج نتيجة قصر النهار وتغيّر الضوء الطبيعي. هذا التوتر ينعكس مباشرة على البشرة عبر ظهور الهالات السوداء، البهتان، وحتى مشاكل جلدية مثل الإكزيما. الرياضة هنا تلعب دوراً مهدئاً للجسم والعقل معاً، حيث تقلّل من هرمون الكورتيزول المسؤول عن التوتر، وتزيد من إفراز الإندورفين الذي يمنح شعوراً بالسعادة. وعندما يستعيد الجسم توازنه النفسي، يظهر ذلك بوضوح على نضارة البشرة.

النوم العميق وتجديد البشرة

أحد أسرار جمال البشرة يكمن في النوم العميق، حيث تبدأ الخلايا بعملية الإصلاح الذاتي خلال ساعات الليل. فنهاية الصيف، مع تقلباته الجوية، قد يؤثر سلباً على جودة النوم. لكن ممارسة الرياضة بانتظام تساعد على الاسترخاء وتعزيز النوم العميق. والنتيجة أن البشرة تحصل على فرصة ذهبية للتجديد، مما يقلّل من مظهر التعب ويحافظ على إشراقتها الطبيعية.

تبدأ خلايا البشرة بعملية الإصلاح الذاتي خلال ساعات الليل
تبدأ خلايا البشرة بعملية الإصلاح الذاتي خلال ساعات الليل

دعم العادات الصحية الموازية

الرياضة لا تأتي وحدها، فهي تحفّز على اتباع نمط حياة صحي بشكل عام. فالنساء اللواتي يمارسن النشاط البدني بانتظام تميل إلى شرب كميات أكبر من الماء لتعويض فقدان السوائل، وهو أمر ضروري لحماية البشرة من الجفاف الخريفي. كما يزداد وعيهن بأهمية تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل الفواكه الموسمية (التفاح، الرمان، العنب)، التي تغذّي البشرة وتحميها.

أفضل أنواع الرياضة لبشرة متألقة في أواخر الصيف

  • اليوغا:تساعد على الاسترخاء وتقليل التوتر، مما ينعكس على صفاء البشرة ونقاوتها.
  • الكارديو المعتدل مثل المشي السريع أو ركوب الدراجة:يعزز الدورة الدموية ويمنح توهجاً طبيعياً فورياً.
  • تمارين القوة:تحفّز إفراز هرمونات النمو التي تساعد على تجديد الخلايا وتحسين مرونة الجلد.
  • السباحة في مسابح مغلقة:تمنح الجسم حركة متكاملة، لكن يُنصح بترطيب البشرة جيداً بعد التعرض للكلور لتفادي الجفاف.

نصائح ذهبية لممارسة الرياضة لحماية البشرة

  • إزالة المكياج قبل التمرين لتجنب انسداد المسام عند التعرق.
  • غسل الوجه بلطف بعد الرياضة لإزالة العرق والشوائب دون التسبب بجفاف.
  • استخدام كريم مرطب خفيف مباشرة بعد التمرين لتعويض فقدان الرطوبة.
  • شرب الماء قبل وأثناء وبعد الرياضة للحفاظ على توازن البشرة.
شرب الماء قبل وأثناء وبعد الرياضة تساعد على الحفاظ على توازن البشرة
شرب الماء قبل وأثناء وبعد الرياضة تساعد على الحفاظ على توازن البشرة
  • واقي الشمس ضروري حتى في الخريف، خاصة إذا كانت التمارين في الهواء الطلق.

وصفات طبيعية للحفاظ على بشرتك خلال  وبعد ممارسة الرياضة في أواخر الصيف

وصفة الخيار وماء الورد للانتعاش

بعد الانتهاء من التمارين في أواخر الصيف، قد تلاحظين أن وجهك احمرّ قليلاً بفعل الحرارة والعرق. في هذه اللحظة، لا شيء يضاهي برودة الخيار الطازج الممزوج بماء الورد. لذا تخيلي أن تفرمي نصف حبة خيار ناضجة وتخلطيها مع بضع ملاعق من ماء الورد البارد، ثم تضعين المزيج على بشرتك. خلال دقائق، يبدأ الخيار بامتصاص الحرارة من وجهك، فيما يعمل ماء الورد على إعادة التوازن لبشرتك، ليتركها أكثر إشراقاً وانتعاشاً وكأنها استحمت بنسيم مسائي بارد.

وصفة الألوفيرا والنعناع للتهدئة العميقة

في الأيام الحارة من أواخر الصيف، قد تخرجين من التمرين ببشرة مرهقة وساخنة تحتاج إلى تهدئة فورية. هنا يأتي جل الألوفيرا، ببرودته الطبيعية، ممزوجاً بأوراق النعناع أو بضع قطرات من زيته. بمجرد تطبيقه على وجهك، ستحصلين على إحساس منعش يشبه نسمة هواء باردة تمرّ على بشرتك. الألوفيرا يعمل على ترطيب وتهدئة الاحمرار، فيما يمنحك النعناع شعوراً بالانتعاش الفوري، لتعود بشرتك متوازنة وصافية في دقائق.

نذكرك دائماً بضرورة تجربة هذه الوصفات على جزء من جلد يدك الداخلي عند المعصم قبل إستخدامها على كافة وجهك مباشرة، تجنباً لتحسس البشرة عند البعض على المكونات المذكورة.