
الدكتورة ديفينا حاصباني تكشف لـ "هي" نصائح جمالية أساسية للسباحة في المسابح العامة
السباحة من أرقى الرياضات التي تمنح الجسم ليونة وصحة، لكنها في الوقت نفسه تضع البشرة والشعر أمام تحديات يومية مرتبطة بالتعرض المستمر للمياه المعالَجة بالكلور وأشعة الشمس، خصوصاً في المسابح العامة. فالجفاف، التهيّج وفقدان الترطيب الطبيعي من أبرز المشاكل التي قد تواجه السباحات إذا لم يتم اعتماد روتين عناية وقائي ومدروس.
وفي هذا الإطار ومع الأيام الأخيرة من فصل الصيف، أجرت مجلة "هي" مقابلة خاصة مع الدكتورة ديفينا حاصباني، طبيبة الأمراض الجلدية، التي أكدت أن سر الحفاظ على جمال البشرة أثناء السباحة يكمن في خطوات بسيطة تبدأ بالوقاية قبل النزول إلى المسبح، وتستمر بعناية دقيقة بعد الخروج منه، سواء للبشرة، الشعر أو حتى الأقدام. وتوضح أن السباحة بحد ذاتها رياضة مضادة للشيخوخة، لكن التعرض للكلور والشمس دون حماية كافية قد يسرّع من مظاهر الجفاف والترهل. لذلك إليك كيفية عناية السباحات ببشرتهن.

العناية بالبشرة للسبّاحات
مع التعرّض المستمر للمياه والكلور، تصبح بشرة السباحات أكثر عرضة للجفاف وفقدان ترطيبها الطبيعي. لذلك، أشارت الدكتورة ديفينا حاصباني إلى ضرورة اعتماد خطوات مدروسة بعد السباحة أو الاستحمام لضمان الحفاظ على ليونة الجلد ونضارته.

أولاً، أكدت الدكتورة أنّه يُنصح بالابتعاد عن استخدام الليفة أو الأدوات الخشنة أثناء الاستحمام، إذ إنّها قد تجرح البشرة وتزيد من تهيّجها. وبدلاً من ذلك، يكفي اللجوء إلى صابون لطيف وخالٍ من المواد المضادة للبكتيريا، لأن هذه الأنواع غالباً ما تُضعف الحاجز الطبيعي للبشرة وتضاعف من جفافها.
ثانياً، أوضحت الدكتورة حاصباني أنّه يُفضّل أن تكون حرارة الماء معتدلة؛ فلا هي شديدة السخونة فتسحب الزيوت الطبيعية من الجلد، ولا باردة جداً لتتركه مشدوداً وجافاً. أما عند تجفيف البشرة، فيُنصح بالقيام بذلك بلطف من خلال التربيت الخفيف بالفوطة بدلاً من الفرك القاسي.
وأخيراً، شدّدت على أنّ مرحلة الترطيب أساسية لا غنى عنها. فمن المهم تطبيق كريم أو لوشن مرطّب مباشرة بعد الاستحمام، لضمان امتصاص الجلد للترطيب وإعادة التوازن إلى الطبقة الخارجية. هذه الخطوة البسيطة كفيلة بأن تمنح البشرة إحساساً بالراحة وتحافظ على حيويتها على المدى الطويل.
هل السباحة المتكرّرة تسرّع شيخوخة البشرة أم تحافظ على شبابها؟
قالت الدكتورة حاصباني إن السباحة بحد ذاتها رياضة مثالية لمكافحة الشيخوخة، فهي تحفّز الدورة الدموية، تنشّط العضلات، وتمنح الجسم مرونة وليونة. لكن من الناحية الجلدية، لا يمكن إغفال أثر الكلور والمياه المعالجة كيميائيًا، إذ إنّ التعرّض المتكرر لهما قد يؤدي إلى جفاف البشرة ويعجّل بظهور علامات التعب والترهّل إذا لم يتم الاعتناء بها بالشكل الصحيح.
الحماية من الشمس... حتى في المسبح الداخلي
أشارت الطبيبة ديفينا إلى أنّ الكثيرات يعتقدن أن السباحة في مكان داخلي تعفيهنّ من الحاجة إلى واقي الشمس، لكن الحقيقة مختلفة. فالأشعة فوق البنفسجية قد تتسرّب من خلال الزجاج أو الفتحات، مما يعرّض البشرة لتأثيراتها الضارة. لذلك، يُفضَّل وضع واقٍ شمسي قبل النزول إلى المسبح، أما في حال كان المسبح مغلقاً بالكامل ولا يسمح بدخول الضوء الطبيعي، فحينها يمكن الاستغناء عن هذه الخطوة. ومع ذلك، شدّدت على جعل حماية البشرة عادة روتينية يومية، خصوصاً عند الانتقال من مكان إلى آخر أو عند التعرّض للشمس في الطريق إلى المسبح.
اختيار الغسول المناسب بعد السباحة
بعد الانتهاء من السباحة، أكدت الدكتورة حاصباني على ضرورة الاستحمام مباشرة لإزالة بقايا الكلور. وهنا يُفضَّل اختيار غسول لطيف وخالٍ من المواد القاسية، بحيث يزيل بقايا المواد الكيميائية دون أن يجرّد البشرة من زيوتها الطبيعية.
كيف نحمي حاجز البشرة من أثر الكلور؟
- الاستحمام فور الخروج من حوض السباحة.

- استخدام ماء فاتر بدلاً من الساخن جداً.
- تجفيف الجسم بالتربيت لا بالفرك القوي.
- تطبيق كريم أو لوشن مرطّب غني بمكونات تعيد التوازن مثل السيراميدات أو الهيالورونيك.
- تجنّب البقاء لفترات طويلة داخل المياه المعالَجة كيميائياً.
وصفات طبيعية لتهدئة البشرة بعد السباحة
قالت الدكتورة حاصباني أنهإذا شعرتِ بانزعاج أو جفاف، يمكن اللجوء إلى جيل الألوفيرا الطبيعي لتهدئة الاحمرار وترطيب البشرة بشكل سريع. لكن تبقى الكريمات الطبية المرطّبة المخصّصة للبشرة الجافة أو الحساسة الخيار الأكثر فعالية وأماناً على المدى الطويل.
الترطيب أساس العناية بعد السباحة

من أبرز الخطوات التي لا يمكن إهمالها بعد السباحة، أكّدت الطبيبة أنّ ترطيب البشرة بكريم غني وسميك القوام أفضل بكثير من الزيوت. فالكريمات ذات التركيبة البيضاء الكثيفة أثبتت فعاليتها لأنها لا تقتصر على تشكيل طبقة سطحية واقية، بل تخترق طبقات الجلد لتمنحه ترطيباً عميقاً يدوم لساعات طويلة.
العناية الفورية بعد الخروج من المسبح
- الاستحمام مباشرة لإزالة آثار الكلور.
- استخدام شامبو لطيف للشعر وغسول ناعم للبشرة.
- ترطيب الجسم بالكامل بكريم مناسب.
- شرب كمية وافرة من الماء لتعويض السوائل المفقودة والحفاظ على مرونة الجلد.
واقيات الشمس المعدنية… خيار أفضل للسباحات
أوضحت الدكتورة حاصباني أنّ الاختصاصيات عادةً يوصين باستخدام واقيات شمس معدنية بدل الكيميائية عند السباحة. فتركيبة الواقي المعدني تبقى ثابتة لفترة أطول في الماء وتشكّل طبقة حماية أكثر أماناً للبشرة الحساسة، ما يجعلها الخيار المثالي للسباحات المتكررات.
دور أدوات السباحة في حماية البشرة والشعر
- الغطاء الخاص بالرأس: يقلّل من احتكاك الشعر بالكلور ويحميه من الجفاف. ومن الأفضل اعتماد روتين إضافي عبر تطبيق ماسك مرطّب للشعر بعد السباحة لإعادة نعومته.
- النظارات الواقية (Goggles): تحمي المنطقة المحيطة بالعين، التي تُعتبر من أكثر مناطق الوجه حساسية، من التهيّج أو دخول المياه المحمّلة بالكلور.

لمسة إضافية للعناية قبل الاستحمام
قالت الطبيبة إنّه من المفيد أيضاً ترطيب الأطراف بمستحضر غني قبل الاستحمام، لحمايتها من الجفاف الزائد. فالأطراف عادةً أكثر عرضة للتشقق وفقدان المرونة نتيجة التعرّض المباشر للماء والكلور.
كيف نحمي أقدامنا في المسابح العامة؟
أشارت الدكتورة حاصباني إلى أنّ المسابح العامة تُعدّ بيئة مثالية لانتقال الجراثيم، الفطريات وحتى الثآليل الجلدية، ما يجعل العناية بالقدمين ضرورة أساسية لكل من يرتاد هذه الأماكن.
ارتداء النعال دائماً
القاعدة الذهبية لحماية القدمين هي عدم المشي حافية القدمين في أي مكان عام داخل المسبح، سواء في غرف تبديل الملابس أو الحمامات أو على أطراف حوض السباحة. ارتداء المشاية يحميكِ من انتقال الجراثيم والفطريات المنتشرة في الأرضيات الرطبة.
تجفيف القدمين جيداً
بعد الاستحمام أو السباحة، أكدت الطبيبة على أهمية تجفيف القدمين بدقة، خاصة بين الأصابع، لأن الرطوبة تخلق بيئة مثالية لنمو الفطريات. بعض الخبراء ينصحون باستخدام مجفف الشعر لمدة نصف دقيقة على حرارة معتدلة للتأكد من جفاف القدمين تماماً.
الترطيب بعد التجفيف
بعد التأكد من جفاف القدمين بشكل كامل، يأتي دور الترطيب. تطبيق كريم مرطّب يعيد التوازن للبشرة ويقوي حاجزها الدفاعي، مما يقلل من فرص إصابتها بالالتهابات أو التشققات التي تسهّل دخول الجراثيم.
نصيحة إضافية
قالت الدكتورة حاصباني إنه في حال لاحظتِ أي تغيّر على أظافر القدم أو ظهور بقع بيضاء/صفراء أو حكة مزمنة، فمن الأفضل استشارة طبيب الجلد فوراً، لأن الكشف المبكر على الفطريات يسهّل العلاج بشكل كبير.